بقلم: عبدالغني محمد الشيخ
احتفاءً بيوم الوطن في ثوبه الجديد، لهو تخليد لماض تليد و
مستقبل مشرق بعون الله تعالى..
دعونا نحتفي كلاً في موقعه .. في بلده.. في أي بقعة على هذه
البسيطة ..
فمهما تباعدت المسافات إلاّ ويجمعنا حب الوطن..
لا يمكن أن تُبنى حضارة بتخاصم الكون و تجاهل مفاتحه، أو تخاصم
الانسان و تجافي فطرته.
فرجال محمد عليه السلام. عندما بنوا لكتابهم دولة،
كانوا يَسْبحون في بحر الحياة ، ويتعاملون مع تياراته ومدِّه
وجزره،
أو بتعبير الدكتور “لويس عوض” كانوا علمانيين خبراء بالمادة والمجتمع
وشئون الحياة كلها.
موتوا أيها الحاقدون بغيظكم .. سنحتفي بيوم الوطن. بأي تقويم..
هجريٌ كان أم ميلادي..
وسواء أكانت سنة كبيسة
أو بسيطة.
سندعُكُم تذرفون
بحسرتكم، السوائل السّامة من عيونكم الوقحة.. لقد عاديتم كل الوطن،
الذي كان بطنه لكم وعاء، وسمائه لكم غطاء، فاتخذتم الشيطان لكم
حليفاً وعدونا رفيقاً.. أنتم الأخسرون أعمالا!.
يقول الامام الغزالي : “إن التربية الاسلامية الصحيحة تقوم على
فقه واسع في الحياة والأحياء ، في السماء والأرض ، في كل ما يؤثر فينا ونؤثر فيه ،
حتى لكأن ذلك كله دينُنا ودنيانا ، وأولانا و أخرانا”
إن الاحتفاء بيوم الوطن حق أصيل للمواطن، ثم لكل من تربطنا بهم
وشائج القربي والود .. فالمصالح الوطنية العليا.
إنها سُنّة حسنة، استنهجها ولاة أمرنا من أسلافهم لأجل تلاحم
الأجيال ببعضها.. ثم ترابط التنمية بما سبقها..
أي أنه بين ماض تليد و حاضر مشرق بإذن الله.
إن ما يَمِيز وطن الخير والعطاء عن غيره. هو اللُّحْمة الوطنية
بين الحاكم والمحكوم …
فالجميع يحتفي في هذا اليوم بالكيان العظيم.
متلازمة الولاء والبراء جعلها الله عزّ وجلّ في صدورنا من أجل
وحدة الأرض وتماسك الأسرة الحاكمة أيدها الله.
إذ إن نشوء بواعث ملحّة لاعادة صياغة التاريخ الوطني، ليس
لمآخذ أو عوار فيه لاسمح الله. فإنما لمقتضى الحال وتبدل أحوال الزمان،
التاريخ لا يكتب لحقبة واحدة،
فإما أن يتسع إداركنا للمفاهيم العالمية أو أننا سنطمس في خليط
العولمة ، لندور في فلك الهوى و اجترار ممارسات الماضي العتيق ، فتذهب بين العوالم
ريحنا. فيندثر مجدنا هباءً منثورا.
إذ أن أسطورة “التاريخ يعيد نفسه ” أجدها غير دقيقة،
والا لما وجدنا اطفالنا واحفادنا يسابقون الزمن، إذ تفوقوا على
أقرانهم ممن كانوا يوما أسبقَ مناّ علماً وحداثة…
أيها المرجفون المتشدقون.. ولله درّ القائل:
إذا المرء أخطأه ثلاثٌ
*** فبعه ولو بكف من رمادِ
سلامة صدره والصدق منه *** وكتمان السرائر في الفؤاد.
وإن الكذب حين يروج بين العامة، ويذاع في المجتمع يتفاقم ضرره،
ويتعاظم خطره، ويهلك بسببه كثير من الخلق، ولهذا كان عقاب صاحبه أليماً، وعاقبته
خساراً وبواراً عظيماً.
فناقل الكذب والمروج له،
سواء عَلِم أو شكّ أنه كذب، أو أذاعه من دون تثبت ولا تمحيص هو أحد
الكاذبين، لأنه معين على الشر والعدوان، ناشر للإثم والظلم،
إن دموع التماسيح لن تزيدنا إلا التصاقاً بالوطن ثم بولاة
أمرنا.. فلا يضير الأوفياء نباحكم ، كما تجد مع الكرام عيون وقحة. فاقدة البصر
والبصيرة.. أكل الزمان على عُهْرها وشرب… حتى طفل اليوم يدرك أنكم مأجورين خائنين
للوطن ثم لولاة الأمر، وبأنكم وخوارج هذا العصر..
أخيراً
بلادي وإن جارت عليّ عزيزة** و أهلى و إن ضنوا عليّ كراما.
دام عزك ياوطن.