الاثنين، 10 سبتمبر 2018

أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد






بقلم عبدالغني محمد الشيخ

تغيب أيام العمر مع غروب شمس كل يوم، وأحسب كل إنسان على هذا الكوكب يأمل لو انه استطاع إعادة عقارب الساعة. لادراك ما يمكن من دقائق اليوم الفاقد. كي يضيف لعمره ماكان يخطط لادراجه ضمن محتوى العمر،
( لا تزول قدما ابن أدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه ؟ وعن شبابه فيما أبلاه ؟ وماله من أين اكتسبه؟ وفيما أنفقه؟ وماذا عمل فيما عمل ) حديث عن ابن مسعود صححه الالباني. 
الفرق بين العامِ والسّنة من حيث المعنى.
 السّنة: هي كلمة مفردة وجمعها سنين وسنوات، وهي وحدة زمن تدل على الأيام التي فيها قحط وشدة ومعاناة وشر، 
أما العام: هي كلمة مفردة وجمعها أعوام، وهي الأيام التي فيها رخاء وخير وراحة.
لقد انفرط عقد ١٤٣٩ أمْس ولن تعود ساعاته ودقائقه ثم أيامه… فأقفل العام دفاتره للحذف والاضافة .. 
فقُصَارى القول.. بإضافة عام إلى عمر هذا الإنسان؛ 
هل تعززت أيامه بالخبرات و المعرفة. أم قد كان نسخة مكرره، حائرة في نفس فلك الأعوام المنصرمه؟
فربما حملت أوراق هذا العام المتطايرة مشاعر فرح بنجاح أو وظيفة، أو الظفر بوحدة سكنيه بعد طول انتظار، ولن أغالي في الفرح بعودة غائب، ايضا توفر سرير في مشفى موجب للسعادة، وربما صعّده العام إلى البساط الأحمر الوثير و عوالم الحياة المخملية فأورثه ثروة لا عدّ لها. 
قطعا، حدث لبعضهم العكس  لكل ما سلف تماما.
وبرغم أنف رعاة التجميل شاؤوا أم أبوا، فقد خطّت أيام السنة المنقضية، ندبات وتجاعيد رسمت أثراً لعبور رحلة العمر محطات الشيخوخة بقطار الحياة .. شعرة بيضاء صُبغت بردهات الشعر الأسود خطاً زمنيا يحكي قصة نجاح أو خبرة تعثر.
ومنهم من تجرّمت سَنَته بجرحا دامياً في نازفاً بقلبه، لفقد عزيز غيّبه المصير المحتوم، 
فخسران صديق كذلك من أثآر سنة غير مأسوف عليه لوث ذمته مال أو منصب.. 
بينما هنالك من اكتوى بخديعة خائن، وحيلة محتال.. كان يعتبره ملاذا آمنا. ذخرا للزمن.. 
فما أكثر من تعثرت مسيرتهم بحكم الله، من وصَب ومرض مُدفِن.
في حين مضت أيام ذات السّنه كان اليوم فيها مع البعض. شبيه بالذي بعده، ونسخه من الذي قبله.
قال الحسن البصري (يا ابن آدم إنما أنت أيام كلما ذهب يوم ذهب بعضك)

لقد تطايرت أوراق ١٤٣٩من الجميع كما تتطاير قصاصات الحظ داخل غرفة زجاجية تحت ضغط عاصفة اصطناعية، 
حيث لا زالت أوراقه عالقه في الهواء. لم تهدأ حتى مع اطلالة عام جديد إلى حياتنا بحلة مختلفة و رقم متناسق الا وهو١٤٤٠. 
 أسأل الله أن يجعله (عامٌ يُغاث فيه النّاس و فيه يعْصِرون).

أخيراً: (ما من يوم ينشق فجره، إلا وينادي: يا ابن آدم، أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد، فتزود مني، فإني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهمية الرؤية والرسالة والقيم للمنظمات

تقوم كثير من الشركات التي تسعى للحفاظ على ما تحققه من مستويات عالية من النجاح باستخدام بعض المفاهيم الحديثة في الإدارة، لقد أصبح ل...