السبت، 8 سبتمبر 2018

وظائف الخاص والكاشير الحامل


بقلم: عبدالغني محمد الشيخ

كل “شاب” على هذا الكوكب، طموحه أن يصبح كيانا مستقلا بذاته بعد أن أفنى و الداه عمريهما بتنشئته و تعليمه، كل حسب قدرته. إلى أن تشكلت رؤيته الخاصة؛ فأضحى يري نفسه في مكانة معينة بعون الله ثم بدعم الدولة.
دعَكَ من أولئك المولودون وفي أفواههم ملاعق من ذهب. إنما هدفنا، هم آبناء الطبقة العادية.
كما أني لا أتحدث عن مخرجات التعليم “الذكي” المحتمل بعد عقدين من الزمان،
إنما طرحي اليوم عن الشباب اللذين تصبهم منصات التعليم العام و الخاص بفئاته و مؤهلاته صباً في سوق العمل… عمّالا بمنافذ البيع ومستودعات أدوات البناء باجور متدنية و بدون حقوق تذكر.
أرجوكم لا يطلع علينا شخص مستفز في قناة حكومية يسْخر بكل برود من شباب الوطن..
ودي كنت مسؤولا عنه. لقاعدته فورا، فوجهته لمحل بيع قطع الغيار.. ليذوق وبال أمره!
نأمل الا تمتد الفترة التي أسْمتها وزارة الإقتصاد و التخطيط مرحلة التوازن المالي (التي لم نعرف لها من قبل سميا) أكثر من تمددها، كي يعلم الموظف و غيره متى الافتكاك من (حزام الخصر) رغم أهميته لتخسيس الكرش.!
وزارة العمل أقرت مؤخرا سعودة اثنا عشر مهنة، يشغلها وافدون منهم العامل وآخر مستثمر!.
فماذا فعلت الوزارة لتهيئة الشباب لهذه القطاعات التجارية، الأساسية المتخصصة؟
و هل وائمت الوزارة بين توجهات المستثمر و احتياج “العامل” السعودي..
يدور الآن في الأوساط المهنية رفض المنشئآت الحكومية تدريب طلاب الجامعات كما كان بالسابق.. إلى جانب الغاء الاتفاقية بين الجامعات السعودية و المؤسسة العامة للتدريب التقني و المهني لتكملة الدراسة لحملة الدبلومات المهنية!.
لم نعد نستغرب توجهات العمل الجديدة، في أن نرى مواطنة حامِلْ في اشهرها الأخيرة.. تقف على رجليها ساعات طوال بكل أنَفَة و ثقة “كاشيرة” في متجر لمدة قد تزيد عن عشر ساعات، «رفضت تأخذ مني الفكة بقشيش»
شخصيا صفقت لها وانا أكفكف دموعي ثم شكرت الله على النعمة و انصرفت .
الجميع يعلم أن سقف صافي ربح المستثمر يفوق ٨٠٪ فهل لديهم استعداد للهبوط إلي ٧٠٪ و ما دونها مع العامل السعودي؟
كما أن العارفين ببواطن الأمور أن موظفي المشتريات الحكومية و الشركات الكبرى يفضلون التعامل مع الموزع و المسوق الوافد.. فقد يجد الموزع السعودي نفسه بين مطرقة وسندان ..و لن يبيع من بضاعته حتى مسمارا واحدا.. لان من الوافد موهوب “بالمرونه” عن الموزع “المواطن ” ؟!.
لقد عملت في مؤسسة قطاع عام حتى تقاعدت مبكرا،
ولم أفكر يوما بتركها إلى أن رأيت تقطيع أوصالها رأي العين، ليَسْتهم قيادتها الكعكة فيما بينهم. (فتحولت إلى شركة مريضة)
الآن العاملون بوظائف في نفس المؤسسة، وغيرها من المؤسسات (المتحولة) يعتبرونها وظيفة بمحطة مواصلة “ترانزيت” ناهيك عن العاطلين خصوصا المهندسين والاطباء و الصيادلة ..
هل يفتحون اكشاكا أمام مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية​ حسب اقتراح مسؤول في وزارة العمل للمفصولين!.
أين يذهبون ؟
هل سيستقلون قارباً مطاطيا عبر الاطلسي ليكونوا لقمة سائغة للحوت وابتزاز تجار البشر أم يظلون عرضة لخفة دم وتهكم مدراء المناطق؟.
هل وصلنا إلى هذه المرحلة؟
الجواب لدى وزارة الإقتصاد والتخطيط و العمل!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهمية الرؤية والرسالة والقيم للمنظمات

تقوم كثير من الشركات التي تسعى للحفاظ على ما تحققه من مستويات عالية من النجاح باستخدام بعض المفاهيم الحديثة في الإدارة، لقد أصبح ل...