الجمعة، 26 يناير 2018

الدماء.. كود بناء الطرق




الدماء.. كود بناء الطرق




بقلم: عبدالغني محمد الشيخ

أرتوى الاسفلت المغشوش بدماء أبناء الوطن الزكية، بسبب الفساد العظيم و الإهمال المكشوف من جهات الاختصاص.. فاجزم؛ لا علاقة بالقضاء و القدر بحوادث الطرق الى ماقدره الله على العباد.. 
التجارة و المواصفات و المقاييس و الأمانات و النقل و المرور، مطلوبة للمحاسبة في حوادث الطرق أمام النيابة العامة.. 
عندي الف مبرر و مبرر بالتحفظ على تحول الخدمات العامة الحكومية إلى القطاع الخاص تحت أي مسمى، أبْصُم بالعشر من خبرة و تجربة؛ الحكومة لديها الامكانات الكافية في تشغيل قطاعاتها ذاتياً، و لا تحتاج رجال الأعمال للدخول معها إلا إن أرادت ذلك،
هذه لمحة بسيطة على نظام خدمات الركاب و مناولة الأمتعه و معدل انضباط مواعيد الاقلاع و الوصول بالخطوط السعودية عندما كانت حكومية.
 معيار السلامة ١٠٠٪ .. الإنضباط وقت الرحلات ٩٨٪ .. معيار الخطأ المسموح للأمتعه ١ لكل مليون قطعة عفش، و خطأ واحد لكل مئتا الف راكب. 
يعاقب الموظف المخطئ ما يفوق حجم المخالفة باضعاف قد يصل إلى الفصل من الخدمة.. كما تقوم هيئة الطيران المدني بجولات تفتيش دورية صارمة على تطبيق المعايير، و تفرض عقوبات تصل لالغاء التراخيص.. لكنا لا نرى تفتيش حكومي متخصص على خدمات النقل الأخرى و الصحة و البيئة و غيرها، برغم أنها تمس حياة نفس البشر.!.
يجب أن تُحمِّل النيابة العامة الوزارات المسئولية الجنائية على نتائج أعمالها بصفتها الاعتبارية، وبدورها تحاسب موظفيها بنفس القدر،
 شخصيا أميل إلى الاداء الاحترافي المقنن لفك التصاق الوظائف عن التجارة،  فالدولة لديها كل ما يعزز هيبتها و سلامة البشر على أراضيها و  الحفاظ على صورتها الذهنية أمام العالم.

قصة النجار.. و المدير
تقدم نجار يعمل في أحد خطوط الإنتاج بمصنع للبيوت الجاهزة بطلب تقاعد مبكر إلى المدير، فوافق بشرط انهاء المهام التي يطلبها منه، فغضب النجار من تعسف المدير و طلباته الكثيره حتى أنه أفسد عليه حفل التقاعد الذي تقوم به الشركة.. فاقنعه زملائه بقبول المهمه.
 تسلم النجار كارها رسما هندسيا عباره عن مخطط بناء منزل خشبي من ثلاث غرف بمنافعها لانجازه في المدة التى يحددها هو «أي النجار» شرطا لقبول طلب تقاعده،
بدأ النجار في العمل بنفسية سيئة، فاستطاع إنجاز المنزل في غضون عشرة أيام فقط.. سلم النجار المدير مفتاح المنزل قبل فحصه من قسم الجوده. 
أخذ المدير المفتاح ثم حدد بعد يومين موعدا لحفل تقاعد النجار في القاعة الرئيسية بحضور جميع الزملاء.
تقدم المدير بكلمة شكر ثم قدم صندوقا صغيرا هدية الشركة للنجار، ما ان فتحه حتى انتابه شيء من الذهول من الهدية بداخل الصندوق. 
كانت عبارة عن مفتاح لنفس المنزل الذي بناه «كيفما اتفق» دون مراعاة للمعايير المتبعه في كود البناء الخاص بالشركة.
 تفيد القصة أن النجار اكتوى بنار تقصيره عن القيام بعمله حسب الأصول.. فقد تضررت اسرته بماصنعت يداه.

الدماء.. كود البناء
هندسة الطرق و السلامة المرورية غير منضبطة عندنا، بدءً بترخيص السائق و انتهاء بتوقيع المستخلصات..  طرقنا غير مطابقة لأي مواصفات، حتى البهائم تتعثر بها جنبا إلى جنب مع المركبات.
مخالفات في النِّسب و المناسيب.. مخالفات في الارتدادات و المصدات.. مخالفات في الرص و الترصيف، لا تخفى على الأعمى.. فهل نغطي الشمس بغربال ؟

أخير:
العضو المريض يُفصل عن الجسد فوراً، فلا نتردد في بتره حتى لا يتآكل بأكمله.  لقد اصبحت الدماء.. كود بناء الطرق.


الأربعاء، 24 يناير 2018

النفايات السامة .. الزعيم .. أمن الدولة




أصبحت مشكلة النفايات من القضايا البيئية الملحة في عالم بدأ يتزايد فيه حجم النفايات بصورة مطردة نتيجة للزيادة السكانية من ناحية وزيادة معدلات الاستهلاك من ناحية أخرى، فضلاً عن تزايد أنواع النفايات، وخاصة النفايات الخطرة، بسبب التوسع الصناعي من جهة، واستخدام المعادن المشعة من جهة أخرى . 
اتذكر مسرحية «الزعيم» بدا باحد فصولها تواطئ الوزارء الفاسدين بتسليم دولة أجنبية أراض بالجمهورية لدفن نفاياتها الصناعية و النووية و الطبية السامة، ثم تتوالت أحداث المسرحية حيث قام نائبه باستخدام شخص بديل لرئيس الدولة المتوفى لتمرير الاتفاق السري إلى اكتشف أمرهم .. 
كما تتجنب الدول الصناعية المساس بسلامة أراضيها و الحياة الفطرية و خلو البيئة من التلوث، فتفتعل الأزمات لاحتلال دول أخرى و السيطرة على اراضيها كما يحدث في افريقيا و الشرق الاوسط و كذلك امريكا الجنوبية و شرق اسيا .. 

ولذلك أصبح التخلص من هذه النفايات قضية تؤرق المسئولين والعلماء، الذين يسعون للتعامل معها بما يحقق الأمن البيئي، ويحد من المخاطر البيئية والصحية التي يمكن أن تسببها تلك النفايات، التي باتت تهدد مستقبل الحياة على سطح الأرض . 
ويقصد بالنفايات "أي مواد أو أشياء يتم التخلص منها أو يلزم التخلص منها بطريقة آمنة طبقاً لأحكام القانونين الدولي والوطني". والنفايات قد تكون مواد صلبة أو سائلة أو غازية. وتنقسم النفايات من حيث خطورتها إلى نفايات حميدة ونفايات خطرة . 

ويقصد بالنفايات الحميدة: "مجموعة المواد التي لا يصاحب وجودها مشكلات بيئية خطيرة، ويسهل في الوقت ذاته التخلص منها بطريقة آمنة بيئياً"، وهي تشمل النفايات المنزلية ونفايات المصانع غير الخطرة . 

وقد قدرت كمية النفايات الحميدة Normal Wastes في المدن بالبلدان النامية بحوالي 300 مليون طن عام 1990م، ارتفعت إلى نحو 580 في عام 2005م، أي تضاعفت تقريباً في 15 سنة، مما يشير إلى أنها مشكلة متنامية بصورة مطردة وتحتاج إلى حلول سليمة بيئياً، خاصة إذا علمنا أن ما بين 25-40% من النفايات الصلبة التي تتولد في المراكز الحضرية بالدول النامية تترك دون معالجة، لتتراكم في الشوارع والأراضي الخالية والمهملة، مما يخلق الكثير من بؤر توالد الميكروبات والروائح الكريهة ويؤثر سلباً على البيئة وصحة الإنسان . 

أما النفايات الخطرة Dangerous Wastes ، فهي "النفايات التي تشتمل مكوناتها على مركبات معدنية ثقيلة أو إشعاعية أو اسبستوس أومركبات فسفورية عضوية أو مركبات السيانيد العضوية أو الفينول أو غيرها". وتتولد معظم النفايات الخطرة من الصناعة، إضافة إلى محطات توليد الكهرباء بالطاقة النووية التي تعتبر من أكثر مصادر المخلفات النووية . 

وقد بلغ حجم النفايات الخطرة على مستوى العالم نحو 660 مليون طن سنوياً، تنتج الولايات المتحدة منها نحو 520 مليون طن بنسبة 80%.وتزداد خطورة هذه النفايات إذا علمنا أن تكلفة التخلص منها بصورة آمنة بيئياً مرتفعة للغاية . 

وقد قدرت الوكالة الأمريكية لحماية البيئة تكلفة الإجراءات التي يتطلبها تطوير 1200 موقع لطمر النفايات الخطرة بنحو 200 بليون دولار، ومن هذه المواقع مجمع "كلارك فورت" للتعدين في مونتانا الغربية، والذي يعد أكبر موقع لطمر النفايات الخطرة في العالم، حيث تراكمت برك النفايات من استخراج النحاس والفضة وأنشطة صهرهما لمدة 130 سنة، وأصبح المجمع مصدراً لتلويث المياه الجوفية والتربة ويؤثر في الصحة العامة بشكل خطير . 

وتلجأ الدول إلى التخلص من نفاياتها بطرق كثيرة، منها ما هو متوافق مع البيئة، ومنها ما هو غير متوافق، بعضها مشروع والآخر غير مشروع. وفي مقدمة هذه الطرق الردم الصحي أو الدفن Landfill للنفايات الصلبة المنزلية والصناعية الحميدة والخطرة في مستجمعات سطحية، وهذه الطريقة وإن كانت تخلصنا من هذه النفايات إلا أنها تسبب الكثير من الأخطار البيئية والصحية، مما يقلل من أهميتها كوسيلة آمنة للتخلص من النفايات . 

ومن هذه المخاطر، تلوث المياه الجوفية، وانبعاث إشعاعات نووية وغازات سامة، مثل غاز الميثان القابل للانفجار بصورة تشكل خطورة على المباني المقامة في مواقع دفن سابقة للنفايات . 

وقد وقعت العديد من حوادث الانفجار في مواقع دفن نفايات في بريطانيا وكذلك في مدينتي واشنطون ونيويورك . 

كما ينبعث من مواقع دفن النفايات غاز كبريتيد الهيدروجين الناتج عن التحلل الهوائي للمواد العضوية، إضافة إلى الروائح الكريهة، والحاجة إلى مساحات كبيرة لتوفير أماكن جديدة للدفن بصورة مطردة، وهذه مشكلة في حد ذاتها . 

ورغم الاحتياطات التي تتخذها الجهات المسئولة عن دفن النفايات، إلا أن هذه الاحتياطات لا تقلل نسبة حدوث المخاطر إلا بمعدلات طفيفة، فضلاً عن التكلفة الباهظة لها، وتشير بعض الدراسات إلى حاجة دولة، مثل ألمانيا، إلى نحو 40 بليون دولار للعمليات العلاجية التي تحتاجها مواقع النفايات الخطرة، والتي تزيد على 60 ألف موقع . 

ومما يشير إلى التكلفة الباهظة للتخلص من النفايات الخطرة وعجز بعض الدول الصناعية والنووية عن توفيرها، تهديدات وزير البيئة الروسي بدفن النفايات الخطرة في المحيط الهادي ما لم تتلق بلاده مساعدات مالية تساعدها على التخلص الآمن من هذه النفايات . 


ويعد الحرق Incineration من أهم وسائل معالجة النفايات، حيث يتم حرق النفايات المنزلية في محارق خاصة Incinerators ، تتكلف مبالغ باهظة، وهذه الطريقة لها مخاطر بيئية كبيرة، حيث ينبعث منها العديد من الغازات الضارة، كما يحتوي الرماد الناتج عن عملية الحرق على كميات هائلة من المواد السامة مثل الديوكسين والرصاص والكاديوم والزئبق، ومن ثم يحتاج هذا الرماد الضار إلى دفنه .
في نظرنا أنه أمن دولة لمساسه بسيادة الوطن و سلامة اراضيه..

الاثنين، 22 يناير 2018

عصير الكتب ٣.. العالم ما بعد أمريكا

















أعلن “فريد زكريا” رئيس تحرير مجلة لنيوزويك الدولية في كتابه الجديد أن هذا العصر هو عصر ما بعد أمريكا، ففي كتابه] المعنون “العالم ما بعد أمريكا” يقول زكريا إن “صعود الباقين” هو الملحمة الكبرى لعصرنا هذا ويستهل كتابه بالقول “هذا ليس كتاباً عن انهيار أمريكا، ولكنه كتاب عن صعود نجم الآخرين”.

“إن صعود نجم الآخرين” متمثلاً في النمو الذي تشهده دول مثل الصين والهند والبرازيل وروسيا والعديد من الدول الأخرى سوف يكون من شأنه إعادة تشكيل هذا العالم، فالمباني الشاهقة والأفلام الأكثر مبيعاً والهواتف المتقدمة ماتزال من نصيب دول أخرى غير الولايات المتحدة وهذا النمو الإقتصادي يتمخض عنه نوع من الثقة السياسية والإعتزاز بالقوميات مما من شأنه أن يغير النظام العالمي. إذا فكيف تحقق الولايات المتحدة إزدهاراً في هذا الجو الدولي سريع التغير وفي عالم لم تعد تملك زمام السيطرة عليه، يحاول زكريا الإجابة عن هذا السؤال من خلال إستبصاراته الخاصة وإعمال الخيال.
يشعر زكريا حقا أن عملية التحول هذه قد بدأت بالفعل ولكنه يقر بأن “صعود الباقين” هو عملية بطيئة ومطردة ولا تزال الولايات المتحدة تحتل موقعاً بارزاً في المجالات العسكرية والتعليمية إلا أن هنالك طرقاً عديدة سلكها الباقون أتاحت لهم الصعود بالفعل.
يلاحظ زكريا أن الصين والهند والبرازيل وتركيا بل والسعودية تنمو إقتصادياً بمعدل أسرع من الولايات المتحدة، حيث تتسارع بإتجاه تكوين النخب والمؤسسات العملاقة كما أن شعوب هذه الدول بدأت تجد طريقها نحو مستوى من التعليم عالي الجودة، وخلال السنوات القادمة سوف تطلب هذه الدول أن يكون لها رأي مسموع في الكيفية التي يدار بها العالم.
ولكي يتحقق لها النجاح في النظام العالمي الجديد سوف يتعين على الولايات المتحدة أن تغير من مسلكها لتصبح _كما يوضح زكريا_ “شريكاً مسئولاً ووسيطاً دولياً” أكثر منها قوة أحادية القطب تلزم طاعتها.
ويكتب زكريا قائلاً: “ويتضمن هذا الدور الجديد تشاوراً وتعاوناً بل وحتى تقديم تنازلات من جانبها فالأمر لن يكون هرماً تتربع الولايات المتحدة على قمته لتصدر أوامرها وقراراتها لعالم يتملكه الشعور بالإمتنان نحوها (أو الصمت تجاهها)”، وثمة سؤال هام يفرض نفسه: “هل يمكن أن تتكيف أمريكا مع الوضع الجديد؟” وفقاً لهذا الكتاب، يزداد تشكك الأمريكيين في أشياء كثيرة لطالما وثقوا بها مثل حرية الأسواق والتجارة والهجرة.
ويعتقد زكريا أن أمريكا لا تزال بمثابة القوى العظمى من الناحية العسكرية والسياسية لكنه يرى أن واشنطن تفقد هيمنتها في جميع الجوانب الأخرى سواء كانت “صناعية أو مالية أو إجتماعية أو ثقافية” فتوزيع القوة أصبح مختلفاً. فمع نهوض الصين والهند وغيرها من الأسواق الناشئة يتجه العالم نحو اللامركزية ويزداد إرتباطاً وتشابكاً، ويؤكد زكريا أننا في طريقنا لعصر ما بعد أمريكا، تتحدد فيه معالم عالمنا من جديد ويتم إدارته من أماكن مختلفة وبأيدي أطراف عديدة”.
ولهذا السبب، يزعم زكريا أننا الآن في خضم ثالث تحول تكتوني للقوة يحدث على مدار الخمسمائة عام الماضية: وأول هذه التحولات كان متمثلاً في نهوض الغرب والثاني في صعود نجم أمريكا في القرن العشرين والثالث في “نهوض الآخرين” مع تعاظم الدور الصيني والهندي والروسي والأوروبي.
ويشير زكريا إلى أن المفارقة في “نهوض الآخرين” تتمثل في أنه حدث في الأساس نتيجة للأفكار والأفعال الأمريكية “فعلى مدى 60 عاماً سافر الساسة والدبلوماسيون الأمريكيون إلى جميع أرجاء العالم محفزين الدول على فتح أسواقها وتحرير سياساتها وإحتضان التجارة والتكنولوجيا. فلقد شجعنا الشعوب في أرجاء العالم على قبول التحدي والمنافسة في الإقتصاد العالمي وتحرير عملاتهم وتطوير مجالات جديدة، وأرشدناهم إلى عدم الخوف من التغيير والتعلم من أسرار نجاحنا. وقد نجحوا في ذلك”.
والآخرون لهم خلفيات ثقافية مختلفة، وهم يتبنون منطق الحداثة بطرق تناسبهم ويضفون إسهامهم الخاص على مفهوم “الحديث “، كما أن إهتمامهم بأنفسهم في تزايد مستمر ويجعلون شغلهم الشاغل تنمية إقتصادهم. إنهم يدخلون في  تحالفات تتناسب معهم ولا يعيرون  إنتباهاً إلى القوة العظمى الوحيدة في العالم وهى الولايات المتحدة وهكذا تتحول الكراهية نحو أمريكا والتي غالباً ما تتم المجاهرة بها فتتحول إلى شيء من عدم المبالاة بهذا البلد. فالعالم لم يعد معادياً لأمريكا بل هو أصبح متحللاً من بيعتها على نحو مستمر ولهذا ينبغي على أمريكا أن تركز بصورة أكبر على “الآخرين” حتى وإن كانت لا تزال هي القوة العظمى الرئيسية في العالم.
ويرى زكريا أن المشكلة الحقيقية تكمن في صعود نجم الصين التي أطلق عليها اسم “جناح التحدي”، وقد خصص فصلاً  كاملاً من هذا الكتاب يتناول فيه نهضة الصين والتحديات التي تمثلها بالنسبة لأمريكا.
ومن ناحية أخرى يصف زكريا _الذي وُلد في الهند وانتقل للعيش في أمريكا وهو في سن الثامنة عشرة _الهند على أنها الحليف، وقد أفرد أيضاً فصلاً كاملاً لتصوير أهمية العلاقات الأمريكية الهندية ونهضة الهند.
وفي النهاية يقدم زكريا توجيهات من شأنها أن تنفع الأمريكيين الذين هم  في حاجة إلى التعرف على القواعد العالمية الجديدة والعودة إلى  أمريكا التي كانت موطن جذب وترحاب كما عهدها أول مرة.

الجمعة، 19 يناير 2018

قصة المليونير صلاح عطيه





بقلم: عبدالغني محمد الشيخ

المكان : بلدة صغيرة اسمها [تفهنا الأشراف] بمركز ميت غمر التابعة لمحافظة الدقهلية من مدينة مصر

القصة : كان هناك تسعة أفراد بقرية صغيرة تخرجوا من كلية الزراعة ، يعانون من فقر شديد يريدون بدء حياتهم العملية فقرروا بدء مشروع دواجن حسب خبراتهم العملية وكانوا يبحثون عن شريك عاشر ، في النهاية جمع كل واحد منهم مبلغ 200 جنيه مصري وهو مبلغ ضئيل جدا لكنه بنظرهم كبير ، باعوا به ذهب زوجاتهم أو أرض أو اقترضوا ليكمل كل واحد منهم مبلغ 200 جنيه وظلوا يبحثون عن الشريك العاشر حتى يبدأوا الشركة 
ولكن لا جدوى.
جاء شريك منهم اسمه المهندس صلاح عطيه بطل القصة وقال وجدت الشريك العاشر وجدته....
فردوا جميعا من هو ؟
قال : هو الله.. سيدخل معنا شريك عاشر له عشر الأرباح في مقابل أن يتعهدنا بالحماية والرعاية والأمان من الأوبئة 
ووافق الجميع.
عقد الشركة : تم كتابة عقد الشركة كتب به الشركاء العشرة وكان الشريك العاشر [الله] يأخذ عشر الأرباح 10% في مقابل التعهد بالرعاية والحماية من الأوبئة وتنمية المشروع ، وتم تسجيل العقد بالشهر العقاري كما وضحت بنوده،
مرت الدورة الأولى من المشروع والنتيجة : أرباح لا مثيل لها وانتاج لم يسبق له مثيل ومختلف عن كل التوقعات
الدورة الثانية من المشروع : قرر الشركاء زيادة نصيب الشريك العاشر [الله] إلى 20% ، وهكذا كل عام يزيد نصيب الشريك العاشر حتى اصبح 50%
لكن كيف يتم تصرف أرباح الشريك العاشر ؟
تم بناء معهد ديني إبتدائي للبنين ، بعدها تم انشاء معهد ديني ابتدائي للبنات
تم إنشاء معهد إعدادي للبنين ، بعدها تم إنشاء معهد إعدادي للبنات
تم إنشاء معهد ثانوي للبنين ، بعدها تم إنشاء معهد ثانوي للبنات
وبما أن الأرباح في إزدياد مستمر..
تم إنشاء بيت مال للمسلمين وتم التفكير بعمل كليات بالقرية؛
تم التقديم على طلب لعمل كلية فتم الرفض لأنها قرية ولا محطة للقطار بها ، والكليات لا تكون إلا بالمدن
تم التقديم على طلب آخر لعمل الكلية بالجهود الذاتية وعمل محطة قطار بالبلد ايضا بالجهود الذاتية وتمت الموافقة
ولأول مرة بتاريخ مصر يتم عمل كلية بقرية صغيرة والكلية أصبحت كليتان وثلاثة واربعة
وتم عمل بيت طالبات يسع 600 طالبة..
وبيت طلاب يسع 1000 طالب بالقرية..
تم عمل محطة واصبح اي طالب بالكليات له تذكرة مجانية لركوب القطار للبلد لتسهيل الوصول اليها ، تمّ عمل بيت مال للمسلمين ولم يعد هناك فقير واحد بالقرية..
تم تعميم التجربة على القرى المجاورة ولم يزور المهندس صلاح عطية قرية وغادرها الا وعمل بها بيت مال للمسلمين
تم مساعدة الفقراء والأرامل وغيرهم من الشباب العاطل لعمل مشاريع تغنيهم من فقرهم،
يتم تصدير الخضروات للدول المجاورة ويوم تجميع الانتاج يتم عمل اكياس بها خضروات لكل اهل البلدة كهدية لهم من كبيرهم لصغيرهم..
اول يوم برمضان يتم عمل افطار جماعي كل واحد بالقرية يطبخ وينزلون بساحة بها الاكل وكل اهل البلدة بما فيهم المغتربين من اهل القرية..
يتم تجهيز البنات اليتامى للزواج
وهذا والله قليل من كثير قام به المهندس..
وبالنهاية تم الاتفاق على ان المشروع كله لله وان المهندس تحول من شريك به الى موظف عند رب العزة يتقاضى مرتب لكنه رجا ربه أن لا يفقرهم الا له ولا يحوجهم الا له.
بطل قصتنا رفض الظهور مطلقاً في وسائل الاعلام 

بطل قصتنا توفي بتاريخ 12-1-2016، وتحولت جنازته إلى تظاهره شعبيه فاقت نصف مليون شخص . تاجر مع الله فأثرى الله تجارته.
منقول

الأحد، 14 يناير 2018

هؤلاء هم ضحايا التنمية البشرية!





بقلم: عبدالغني محمد الشيخ

انتشرت صرعة التنمية البشرية مع مطلع الألفيه الثانية انتشار النار في الهشيم  في صور مختلفة منها حقائب تدريبية، ورش عمل و كتب مجمعه من علم النفس السلوكي، التربوي، العلاجي والإجتماعي وغيره، كأنها حملة منظمة.. كلها تُعنى باعادة باعادة تشكيل أنماط السلوك، نقلها و نفذها رواد التأثير في العالم العربي  من مصادر غربيه؛ فأُتقن تأصيلها في المملكة لمزيد من الاقناع، و بعضهم أقل انتماءً لها مهنياً و قيمياً.!
تشكلت مؤسساتياً فيما بعد تحت مسمى تدريب «التنمية البشرية» لهدف ربحي، فهرع الكثير للاستطلاع و التعلم، أملاً في غايات تم الترويج لها بأنها جوهرية من فرط قوة تأثير بعض المدربين.. تفاوتت بين الثراء و النجومية إلى تبؤ مقاعد في الجنة.. فمضى كل إلى غايته، فمن كان نصيبه مع مدرب متمكن فكان التوفيق حليفه، فأما تجار الشنطة فقد خلفوا ضحايا جاز تسميتهم «بضحايا» التنمية البشرية.
حضروا دورات كثيرة و قرؤوا كتبا، فتتبعوا مدربين كثر، مع ذلك لم يحققوا نتائج فعليه في حياتهم؛ وهذا قادهم إلى نوع من الكآبة و الحزن.. فدخلوا في دائرة مفرغة من لوم و جلد الذات… رددوا: “انا السبب في فشلي”..“انا السبب في تعاستي”؛  فقد تحول شغفهم للتعلم من غاية لسعادتهم إلى سبب لتعاستهم وشقائهم.!
لا خلاف على نبل الغاية إنما الاختلاف كان في الوسيله .. بحيث تلقفوا جلّ ما تم تناقله عبر الوسائط المختلفه دون تقدير دقيق للحاجة الفعليه،
النجاح أمر سهل و في متناول الجميع، لو عرفنا مفاتيحه.!
الهدف من التنمية البشرية هو التطبيق العملي للمهارات كأي مهارات و قدرات تتطلب تدريب مستمر و تطبيق للوصول لمستوى تطوير  الشخصية المرغوب كما يجري بالغرب، فغالبا ينجح الشباب باتقان المهارات ولا يطبقها على الوجه المطلوب فتصبح مجرد معلومات عامة لا قيمة لها..
و البعض وجد صعوبة عند التطبيق الفعلي، كونها تتعارض مع قيمه و و اعتقاداته، فيما نجح البعض الآخر.. فحقق قفزات مهمة في حياته من منطلق الغاية تبرر الوسيلة.
وكي نتغلب على الآثار السلبية:
-        ـ نبدء بمرحلة تخسيس المعلومات.. أي عدم استهلاك معرفة جديدة و معلومات اضافية لاعادة ترتيب افكارنا و تصفية الذهن.
-        ـ نطبق المعلومات و المهارات التي تعلمناها عمليا، كي لا ندخل مجددا في دائرة اللوم و التعاسة.
-        ـ نتجنب التعرض لمعلومات وتطبيقات من مصادر غير موثوقة.
-        ـ التحول من مستهلك الى مولد للأفكار الجديدة، بنشر كتابات و مقالات، للتطور و الارتقاء الفكري.
-        كذلك نقل المعرفه يرفع من كفاءتك ويجدد طاقتك..
    

و أخيراً: “ ثق بنفسك فأنت تعرف أكثر مما تعتقد”

السبت، 13 يناير 2018

الصورة الذهنية للمملكة.. ماركة عالمية





بقلم: المستشار د.عبدالغني محمد الشيخ


تسمو الأمم بسمو قيمها و مبادئها الراسخة التي ارتضها و توافق عليها الجميع ثم اصبحت سمة مُميزة للشعوب باختلاف عقائدهم و دياناتهم،

الدولة حارس القيم..
القيم عبارة عن أحكام عقليه و انفعاليه توجهنا نحو رغباتنا، يكتسبها و يتشربها الفرد فتصبح محركا لسلوكه، و تتعدد القيم؛ فمنها: الاجتماعيه و الاقتصاديه و السياسية كذلك الدينيه، كل تلكم القيم مع الزمن تكون المعتقدات ـ لا يقصد بها العقيده ـ بالتالي تشكل ما يسمى الهوية.
و الدولة بطبيعة الحال حارس قيم الامة و اخلاقياتها .. تتميز كل أمة بهوية وطنية و قوميه لا المظهر أو السلوك فحسب بل التراث و الثقافة ايضا تميزان الشعوب عن بعضها.

نحو العالم الأول..
مع تسارع وتيرة التحول الوطني لدينا أصاب الجنون العرب قبل العجم من أعداء المملكة العربية السعودية، ذلك من هول النقلة النوعية التي تحققت في غضون العشر سنوات الأخيره سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا، كل هذا لم يأت بمحض الصدفة؛ و إنما وفق استراتيجية بمنظومة مؤسساتية وعلمية متكاملة الأركان.
 انطلقت في 2006 ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الذي من أهدافه اندماج الشباب السعودي في نسيج مشروع العولمة الدولي الذي عمّ أرجاء العالم بسرعة الضوء، حيث لم يدركه الا من غفل عنه.. فأصبح متخلفا عن الركب العالمي،
بفضل الله ثم بفطنة و حنكة قيادتنا الرشيدة أعزها الله كنا من الأمم الأكثر نموا و تطورا على كافة الأصعدة.. نحن انطلقنا؛ فتركنا لأعدائنا النباح في الفضاء المستباح!
شككوا فتهكموا، بأبواق مأجورة عفا عليه الزمن؛ فما كان من قيادتنا إلا أن زادت من غيظهم و حنقهم بالقرارات الحكيمة التي قطعت على أعدائنا خطوط الابتزاز المؤسسي الذي تشكل بأيد و أموال الحاقدين على أمتنا العظيمة من خلال منظمات مشبوهة ومنصات اعلامية خبيثة، فهتكنا سترها و كشفنا كنهها و هويتها أمام العالم؛ فيما تابعنا نحن مسيرنا نحو العالم الأول.

الحرمين الشريفين صورتنا الذهنية..
يتميز شعب المملكة العربية السعودية بعقيدة دينية راسخة و موروث ثقافي عريق يستطيع مجابهة تيار العولمة بكل صلابة و إباء و شمم في كل زمان و مكان، كما لم يعبأ بمتغيرات العصر التى خلخلت البنية الاجتماعية لدى كثير من الشعوب... إننا نتطور ولكنا محافظون على هويتنا و صورتنا الذهنية لدى العالم على مدى العصور، إننا الشعب السعودي من بلاد الحرمين الشريفين، مهوى الأفئدة ملاذ المظلومين و المضطهدين من الأمم المستضعفة .. إننا نسيج متين، بنيان مرصوص .. الوطن: دونه رعد و برق.. نساؤنا: عرضنا و شرفنا؛ هن درر مكنونات، نحورنا دونهن،
هن شقائق الرجال، لهن في بلادهن كل الحقوق التي ارتضينها و اجتمعت عليها الكلمة، أباحها الشرع فقننها المشرع فاتفق حولها العلماء فأقرها و لي الأمر لمن شاء،

 الرجل حارس لأهله..
منذ البدايات اتفقت الأمة على تعليم المرأة ثم خروجها لمشاركة شقيقها الرجل في مجال العمل من داخل و خارج المنزل، مرورا بعضويتها في مجلس الشورى و تمكينها من اتخاذ القرار بالمناصب العليا في الدولة إلى صدور الأمر السامي للسماح للمرأة بالحصول على رخصة قيادة السيارة مثلها مثل الرجل، مع صيانة حقوقها بأنظمة صادة رادة ضد كل من تسول له نفسه المساس بكرامتها وحشمتها في سيارتها أو مكان عملها .
متحضرون لكننا ملتزمون.. متحررون لكننا محتشمون .. هذه هي الخصوصية السعودية التي تميزنا عن بقية الشعوب.
صورتنا الذهنية خالدة و هويتنا بارزة و قيمنا راسخة، فالدولة أعزها الله حارسة للقيم و الرجل حارس لأهله.



أهمية الرؤية والرسالة والقيم للمنظمات

تقوم كثير من الشركات التي تسعى للحفاظ على ما تحققه من مستويات عالية من النجاح باستخدام بعض المفاهيم الحديثة في الإدارة، لقد أصبح ل...