بقلم عبدالغني محمد الشيخ
هل يُعَدُّ في هذا الزمان حلف اليمين و أداء قسم التخرج كافياً مقابل عوائد التفريط في الأمانة الوظيفية؟
فإن القسم و الحلف بمعنى واحد، وكلاهما عبارة عن اليمين، فلا فرق بين القسم بالله والحلف به؛
وكفارة القسم بالله إن حنث فيها هي كفارة اليمين المذكورة في القرآن (فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ)
(يحسبونه هيناً و هو عند الله عظيم)
أتوقع لو أني أكتفيت بهذه المقدمة والسؤال كمقال، لأمكن تأليف الف كتاب جوابا له.. وربما لن تفيه!
إن مايجري من أحداث بسبب إهمال وتجاوزات أولئك اللّذين قاموا بأداء اليمين (وهم قلة قليلة) قياسا بالجيوش المجيشة من العاملين (من لم يلزمهم النظام بالقسم) بكافة القطاعات وجميع المهن، ما استوجب استحداث أجهزة الرقابة للحفاظ على المال العام.
و مع ذلك لم يسلم المال ولم تُسْتوف الأمانة!
لقد أُصبنا بانفصام الشخصية .. والشبكية والعضلات أيضاً ازاء تلك الحوادث!.
من يراقب الرقيب؟
اسماء كانت ملء السمع و البصر، على مستوى (العالم أجمع)، كنا نعتبرهم رموزا فنردد أفكارهم ومبادئهم.. في التعليم،الطب، الادارة، الهندسة والطيران و القانون… الخ
أما الساسة فحدث و لاحرج … أُحْدِث لدى الناس شرخا ادبياً وخُلُقياً.. فالأدّهى هو اصابتهم بالانفصام ازاء ذلك. في الشخصية كذلك!.
يعتبر انفصام الشخصية هو اضطراب عقلي شديد و مزمن، يؤثر على سلوك و تفكير المصاب و ادراكه. يصاحبه في العادة حصول أعراض 'ذهانية'، مثل سماع الأصوات أو التوهم. فيعد مرض الفصام أو انفصام الشخصية من الأمراض العقلية المنتشرة نسبياً ، اذ تقدر احصائيات منظمة الصحة العالمية وجود أكثر من 21 مليون مصاب به حول العالم.
الحمد لله أن الانفصام ليس منتجا عربيا فقط. بل عالميّ، أنما هل كانت الأسباب هي ذاتها أم أنه الخذلان و خيبة الأمل.؟
أصبحت أتردد عندما أشاهد أداء لليمين أو قسم للتخرج، في يقيني، بأن يبقى ترديدهما كافياً أمام الإسهال الخصيب في الأمانة.
إن كفارة الحنث باليمين قطعاً لا تكفي لاسترداد المال العام المفقود السايب و الصلب.
أخيراً : قيل في الأثر وهو ثابت عن عثمان بن عفان الخليفة الراشد، ويروى عن عمر أيضاً:
«إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق