الجمعة، 28 سبتمبر 2018

أسلوب “تَوبْ شِفْ” لإدارة أفضل





بقلم : عبدالغني محمد الشيخ

المؤسسات التي ترغب “التحول إلى عظيم غالباً” ما تختار “الأنسب” وليس الأفضل.. فالتغيير في مفهومي هو “كلٌ واحد لايتجزأ” .. نمو ، استدامة و منافسة . 
و من باب المقاربة أُشّبه العملية بتقديم (أفضل طَبَق)، 
من حيث المحتوى، والطعم، فالشكل ثم الرائحة و طريقة التقديم.  
والملاحظ أن المفاضلة صعبة للغاية من منظور لجنة التحكيم متعددة الجنسيات و الخبرات و الثقافات. 
في النهاية هي اختيار أفضل شف أبرز المستهدفات.. في ظل التحديات التي ترجح الاعتماد على الذكاء الاصطناعي . 
إذن في التغيير رؤية بعيدة المدى تعتمد الترشيد و عامل الوقت مع تحديات النمو ، استدامة و منافسة في أجواء اقتصادية ملبدة بالتغيرات الجيوسياسية عالمياً. هناك تحديات لانجاز التحول مالم يتوافر هدف ورؤية جمعية خالية من الصراعات و التنمر والمكاسب الشخصية.. فلا توكل المهمة لأي شخص مهما كانت درجة ولائه و قربه من صانع القرار،
ما حدث أن التحول بدء لدى البعض من أعلى الشجرة، 
حيث تم قطف الثمار اليانعة، ثم تقليم الورق الوارفة؛ فقص الفروع، فاللحاء ومن ثم الساق .. فما أن يصِلون إلى الجذور حتى تكون فروع وبراعم جديدة قد ظهرت من جديد. وهذا دواليك!
ما نلحظه أن العديد من الجهات تراوح منذ سنوات في مكانها في مشروع التحول المؤسسي ؛ و السبب هو ضعف القيادات الادارية و اتكاليتها على الأنسب فأضحى الأمر كمن ينقل الماء من ضفة إل ضفة أخرى بإناء مخروم .. 
وهذا في الواقع ممارسة غير مفهومة لنا على الأقل!. 
وقد يمثل نوعاً يسمى في إدارة التغيير “تحد التحول”.
فإن كان الهدف هو الخصخصة فالبداية الأمثل من وجهة نظري هي تأسيس كيانات جديدة موازية. يتم تطعيمها من الكيان الرئيس بقيادات إدارية، باسلوب «توب شيف». لإختيار أفضل طبق لأحسن “طبّاخ”، في أسرع وقت بأقل إمكانات. 
تتولي لجنة متعددة الجنسيات وضع معايير الاختيار و التحكيم لـ “أفضل طبق، وتُوبْ شيف”، 
وأما إن كان الهدف هو رفع كفاءة أداء القطاع العام فالمنهج غير سليم وقد تطول بنا الرحلة..حيث لا يرعى الذئب الغنم. إلا في الكوكب المرتكز علي منهج الدهاء الإجتماعي؛ الذي يهدم ولا يعمّر.. 
لسان حال البعض يقول ماذا لو شاركت في التغيير بدل التنظير بالمقالات .. فهذا ردي عليهم :
لقد أسمعت إذ ناديت حيًا..
كان بالمدينة رجل كثير المال ، ليس هناك من هو أغنى منه ، وكان له ولد وحيد ماتت عنه أمه وهو صغير ، فأغدق عليه والده المال والدلال حتى أفسده ، وكان الأب رجل كريم كثير الصدقة والعطاء ، وكان كل صباح يأتي إليه رجل فقير بالسوق فيعطيه كسرات من خبز فطوره ، فيجلس إلى جواره حتى يأكل ، وبعدها ينصرف ، وظل الأمر على هذا الحال لسنوات ، حتى اشتد المرض على الأب ، وخاف أن يبدد الابن كل ما ترك ، فحاول نصحه ولكن دون جدوى.

فقد كان رفقاء السوء يحيطون به من كل صوب وحدب ، يصمون أذنه ويعمون عينيه ، لأنهم منتفعين مما هو فيه ، بذخ ومال دون حساب ، ولما اقترب الأجل استدعى الأب أخلص خدمه ، وأمرهم أن يبنوا سقفًا جديدًا لمجلس القصر تحت السقف القديم ، ويصنعوا ما بين السقفين مخزن يضعونه به كمية كبيرة من الذهب ، وأمرهم أن يصنعوا في السقف بوابة ويضعون بها سلسلة حديدية ، إذا تم سحبها للأسفل تنفتح باتجاه الأرض ، وفعلًا فعل الخدم كل ما أراد ، وأبقوا الأمر سرًا عن الابن ، وقبل الرحيل استدعى الأب ولده مرة أخيرة ، وأعاد فيه النصح والوعظ ولكن دون فائدة.
وقد عبرّ الشاعر عمرو بن معدي كرب بن ربيعة الزبيدي ، الذي عاش في الفترة بين عامي  525، 642م  عن مواقف ذات صلة بالحدث بقوله:
ألا غدرت بنو أعلى قديما ***  وأنعم إنها ودق المزاد
ومن يشرب بماء العبل يغدر *** على ما كان من حمى وراد
وكنتم أعبدا أولاد غيل       ***   بني آمرن على الفساد
لقد أسمعت لو ناديت حيا  ***   ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نار نفخت بها أضاءت     ***   ولكن أنت تنفخ في رماد

فلا زالت تتكرر الأخطاء بشكل أوسع وأغلى كلفة.. والمتضرر الأعظم هو الوطن فالمواطن و المستفيد بصورة عامة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهمية الرؤية والرسالة والقيم للمنظمات

تقوم كثير من الشركات التي تسعى للحفاظ على ما تحققه من مستويات عالية من النجاح باستخدام بعض المفاهيم الحديثة في الإدارة، لقد أصبح ل...