بقلم : عبدالغني محمد الشيخ
من هو المقصود بالضبط بالهجوم والتعرّض؟
هل يعلم المهاجمون ما شكل وحجم المساهمات المجتمعيه للشركات؟
أرجو أن تكون أهداف الهجوم خالصة لله ثم للوطن !.
يُقال أن أحد الخلفاء استدعى شعراء مصر، فصادفهم شاعر فقير بيده جرة فارغة ذاهبا بها إلى البحر ليملأها. فتبعهم إلى أن وصلوا دار الخلافة، فبالغ الخليفة في إكرامهم و الأنعام عليهم.
ولما رأى الرجل والجرّة على كتفه ونظر إلى ثيابه الرّثه قال له: من أنت؟ وما حاجتك؟ فأنشد الرّجل؛
ولمّا رأيت القوم شّدوا رحالهم**إلى بحرك الطامي أتيتُ بجرّتي
فقال الخليفة: املؤوا له الجرّة ذهباً وفضة، فحسده بعض الحاضرين وقالوا: هذا فقير مجنون، لايعرف قيمة المال، فلربما اتلفه وضيعه. فقال الخليفه: هو ماله يفعل به مايشاء. فمُلأت له جرّة ذهبا. وخرج إلى الباب هذا الفقير بهذه الجرّه ففرق المال لجميع الفقراء.
فبلغ ذلك الخليفة؛ فاستدعاه وسأله عن ذلك فقال:
يجود علينا الخيرونا بماله**ونحن بمالِ الخيرينا نجودُ
فأعجب الخليفة بجوابه وأمر أن تُمْلأُ جرّته عشر مرات،
وقال: الحسنة بعشرِ أمثالها.
البنوك السعودية و الأجنبية ركائز أساسية للإقتصاد الوطني يقوم نشاطها على أموال المساهمين وتتاجر بالودائع على شكل منتجات وخدمات مالية بحسب السياسات الاقتصادية المعتمدة من الجهات المختصة، كما تخضع للرقابة الصارمة والمراجعة الداخلية والخارجية.
إذ ينبغي أن تدار الشركات من قبل مجلس إدارة متخصص من كبار المساهمين وعضوية الجهات العامة ذات العلاقة وإدارة تنفيذية احترافية، وفق حوكمة رشيدة معتمدة.. رواتبهم ومزاياهم عرض وطلب.. ولو أنه يؤخذ على معظمها بعض الشطط!.
فيجب أن تحقق هذه الشركات ارباحا عاليه، ليوزع نسبة منها على المساهمين، ثم تدفع ما عليها للدولة رسوما وضرائب والتزامات أخرى، كما عليها المساهمة مجتمعياً حسب توجهاتها.
جميع الشركات بما فيها المصرفية مساهمة أو محدودة مدرجة أو خارج سوق المال السعودي كيانات ربحية، في الغالب لا تشارك في المناسبات العامة والمسئولية المجتمعية إلا وفق ما ينص عليه نظام الشركة أو قرار مجلس الإدارة،
فالقرار إذن يعود لتوجهات المساهمين (هم في الأصل أجهزة حكومية عامة ومواطنين وشركاء) “هذه المعلومة من الكواليس” والتي يهرف بها العامه دون أن يعرف.
لا نهضم المشاركات السخية الفرديه لرؤساء الشركات والكيانات العائلية في المسئولية المجتمعية بصورها المختلفة.
والأمر ذاته ينطبق على الشركات العملاقة التي يزخر بها موشر سوق المال.. مثل النفط، الطاقة، الصناعات، الأتصالات والمياه الوطنية.. إلى شركات الطيران والمشافي والسيارات ونحوها…
فأنها ليست بعيدة عن البنوك بما يخص المساهمة بالأعمال الخيرية والمجتمعية،
إذ ربما أنها تقدم باليمين بحيث لا تعلم الشمال!.
نلتمس لهم العذر، انهم مؤتمنون على أموال المودعين والمساهمين، لكن متى ماأرادات الدولة تكليفهم بمشاريع مجتمعية فهم أول المبادرين.. ولدينا شواهد قائمة يعلمها المنصفين.
أخيراً:
النّاسُ للناس مادام الوفاء بهم**والعسر واليسر أوقاتٌ وساعاتُ
وأكرمُ النّاسِ ما بين الورى رجلٌ**تُقضى على يدهِ للناسِ حاجاتُ
لا تقطعنّ يدَ المعروفِ عن أحدٍ**ما دُمتَ تقدرُ والأيامُ تاراتُ
واذكر فضيلةَ صنع الله إذ جُعلت**إليك لا لكَ عندَ الناسِ حاجاتُ
قد مات قومٌ وما ماتت فضائلهم**وعاش قومٌ وهم في الناسِ أمواتُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق