بقلم: عبدالغني محمد الشيخ
الخطوة العملية الرائعة التي قام بها الاتحاد السعودي للأمن السيبراني و البرمجة و الدرونز، سجل بها سابقة نوعية عالمية في مجال الأمن السيبراني، على مستوى تقنيات الجيل الرابع للسحابة الالكترونية.. بمحفل دخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية.
مؤكد بأن للهاكثون رؤيا مستقبلية بين السطور، فمن مكاسبه خروجنا بقاعدة بيانات لمبرمجين وعلماء تقنية محتملين، إلى جانب استقطاب مؤسس شركة أبل العملاقة شريكا “سفيراً” استراتيجيا للمملكة ربما لتحويل الأفكار إلى منتجات بأيد وطنية…
إن تعقيدات التقنية و تغلل استخداماتها في كافة المجالات بسرعة ضوئية يتطلب مواجهتها بالتحصينات الفكرية والمعرفية بالقيادات الشابة.
بنات السعودية اللائي فزن بالمركز الأول في محفل عالمي للانتاج الفكري، هن من مناطق مختلفة بالمملكة وبيوت عاديه ومدارس عامة، نافَسْنَ ضمن ٧٠٠ فريق متعدد الجنسيات بلغ قوامه ٢٨٠٠ مبرمج من بين أكثر من ٣٠ الف مشارك.
لا يهم نوع المنتج الفائز بالمراكز الثلاثة الأولى.. المهم أنه قد أضحى لدينا قاعدة بيانات لمبتكرين من كل أنحاء العالم، فياليت نحافظ عليها ولا تختفي بخروج مسؤول بالاتحاد، فنأمل أن يحضر هذا التنافس وبنفس الآلية لانتاج منصات و تطبيقات للصحة، التعليم، الطيران ثم الكهرباء و المياه و البلديات، كذلك في كل مصالح البلاد المحلية و الدولية،
لكي يبعدنا عن شبهات المنافسات الحكومية وهذا أضعف الايمان؛حيث لم يجن الوطن من بعضها حتى الآن سوى المتردية و ما أكل السبع.!.
مع التطور التقني نحتاج تحديث البيانات دوريا بفعالية مماثلة كل سنة على الأكثر.. مع الأخذ في الإعتبار احتضان المطورين السعوديين و البحث عن المزيد من المواهب.. بهذا الأسلوب سوف تتجلى رؤية المملكة بسطوع منقطع النظير قبل الموعدالمقرر.. وسيقفز الوطن، بل سوف يستقر على قمم العالمية قرونا..
فلنفتح النوافذ لتدخل الشمس، فيتجدد هواء تلك الغرف المغلقة.
قد يتردد الكثير من المبدعين في ابراز منتجاتهم الفكرية خشية تسربها..
فالانتماء للوطن و المروءة شيء. و الحقوق الفكرية شيء آخر تماما، فمن حق المبتكر و المفكر أن يطمئن للجهة التي يتعامل معها لحفظ حقوقه الفكرية، أدبيا و ماليا..
فما حصل في جائزة الأمن السيبراني (هاكثون الحج)، شاهد على الشفافية .. لقد كان المشهد مفتوحا و لجان التحكيم عالمية و الحقوق محفوظة، على رؤوس الأشهاد… حيث لامجاملات و تلاعب بالنتائج لمصحة فريق أو شخص.
إن دول العالم تستقطب الأكفأ و الأجدر. من الرئيس الى أصغر تنفيذي دون تفرقة بين جنس أو عرق،
فقرار تعيين الدكتور صفوق الشمري مديراً للشؤون الصحية الشاملة ومسؤولاً في قسم استراتيجيات التطوير في كلية الطب بجامعة آوساكا إحدى أكبر الجامعات اليابانية، لقد جاء تعيينه ليس لقبيلته او لسواد عيونه لكن لجدارته وتفوقه العلمي. و برهان على توجهات القرية الكفية العالمية.
الدهاء الياباني، لم يترك عالما مثل د.صفوق يغادر دون الافادة من علمه..
العجيب أنه لم تخرج الصحف اليابانية منددة بالقرار، أو وقف زملائه بالمستشفى ضده بالدسائس و المكائد، ثم انهالت العرائض والشكاوى ضد الوزير.. كما لم يُشعلوا وسائل التواصل بهاشتاق #تعيين مدير سعودي في اليابان. إنها مصلحة اليابان العليا..
الدكتور صفوق الشمري كان أول سعودي يحصل على الدكتوراه في الخلايا الجذعية في اليابان بجامعة أوساكا قبل سنوات وتقلد عدة مناصب أكاديمية وطبية في اليابان،
نعم؛ يوجد باليابان كفاءات.. لكنهم أختاروا الأجنبي لأنه الأجدر.
أخيراً: أويد تجربة اليابان بفتح باب إستقطاب الكوادر الإدارية والفنية في منافسات مفتوحة على مستوى العالم.. والسعودي المتمكن سيحظى بنصيب الأسد منها، شرط المنافسة النزيهة..
لم لا؟ طالما مصلحة السعودية أولاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق