أرحموا الدوّاب يرّحمك الله
بقلم: عبدالغني محمد الشيخ
نُقدر أن الوزارة الجديدة لاتزال تحت التأسيس (وزارة البيئة و المياه و الزراعة) لكن التطوير هيكلياً فلايؤثر على إدارة عمليات الثروة الحيوانية ..
الناس يومياً تأكل لحوم وأجبان وتشرب ألبان يعني “منتجات حيوانية” لكنها لا تأكل بطبيعة الحال مؤشرات ورسوم بيانية وتقارير!.
الحيوانات تحتاج يومياً، أعلافاً وشعيراً صحياً، وتحتاج عناية بيطرية وأدوية. لكنها لا ترعى على التصريحات الرسمية و أرقام لا تسمن و لا تغنِ من جوع ..
الأمانات تتهرب من مسئـولية الحظائر، ووزارة التجارة تنأى بنفسها عن الأسعار و التنظيم، أما وكالة الثروة الحيوانية فأُذن من طين وأُذن من عجين ..
تحديد المهام وتوزيع المسؤوليات يُحْسم من خلال فرق عمل يُقرها مجلس المنطقة برئاسة الأمير أو نائبه، لو بشكل إستثنائي مع قرب الأضحى المبارك..
المواشي كائن ضعيف يتعرض للإصابة بالأمراض لأقل الأسباب و إختلاطها بفصائل أخرى بصورة غير صحية يسرع بنقل الآمراض المتوطنة و الوافدة .. بيد أن حيل المربين متطورة تخدع بإخفاء العيوب و التردي الصحي للماشية،
الحظائر و العمالة غير صحية، في الاسواق أو المنازل، و المزارع كما لاتحظى بعناية الثروة الحيوانية… يؤدي ذلك إلى نفوق أعداد كبيرة من هذه الثروة، إذ ربما تسرب بعضها إلى المطاعم في حالات إعياء وعلى وشك النفوق..
الناس العادية لا تأكل خيول وغزلان كي تظل تحت عناية الجهات المختصة ٢٤ ساعة ٧ أيام بالاسبوع ..بينما يشتري كل حسب مقدرته من المتوفر بالسوق من الضأن و الماعز على علاّته..
وهناك من يربي ويذبح في حظيرته الخاصة أو بيته و مزرعته بلا رادع .فالذبح هناك يتم بطرق بدائية. خارج المدن لضيق مسالخ القرى و المحافظات فتنتشر الأمراض والآفات على مساحات واسعة تؤثر حتى على المياه الجوفية، و تكثر الحيوانات الضالة و الزواحف.
العيادات البيطرية سقيمة، تنزف إدارياً و مالياً .. نقص البيطريون . الأدوية و مَرْكبات إسعاف المواشي المريضة، ما يعيق تقدمها.
الدواب عجماء؛ لكنها ذكية، لديها كرامة.. فتُفضل النفوق على ذل دخولها العيادات البيطرية..!.
تحديات الثروة الحيوانية لا تحصى .. منها انعدام المراعي الطبيعية تذبذب أسعار ورداءة نوع العشب والشعير المتوفر؛
ماقد يلاحظه المراقب ممن هادنته صروف الزمان عند تجواله بالأسواق العامة منفرداً أو مع الاسرة.. طبيعيا، أو متنكرا قد يُذهل من هول ما صنع رفاقه، و مالا يتضمنه ألف تقرير ..!.
المأمول تكاتف الأجهزة العامة خارج المناطق المركزية، بتطعيم وترقيم الأضاحي على الأقل ثم حصر الحظائر و تكثيف التوعية في الأسواق عن الأضاحي السليمة المطابقة للسنة المطهرة، بلوحات إرشادية في الأسواق وخطورة الذبح خارج المسالخ على الصحة العامة.. مع تطوير المسالخ ورفع كفاءة أدائها والتخلص الصحي من نفاياتها..
الأمر خطير فالأمن الغذائي و الثروة الحيوانية تحديدا مسئولية الجميع، لكن المؤسف أن بعض الجهات العامة تتعامل مع الثروات على أنها لاتحتاج إلى رعاية وأنها ثروة لاتكلف الدولة..!
معاناة المربين مع وزارة الزراعة تحديدا وكالة الثروة الحيوانية ووزارة المالية ووزارة الصحة دائرة لها بداية ولانهاية لها، سواء بالادارة أو الدعم،
فالصحة العامة من كوارث العالم الثالث وتكلفتها البشرية يصعب السيطرة عليها. فينبغي التركيز على التوعية المكثفة و الرعاية البيطرية، سيما ونحن في موسم الأمطار وبلل التربة ..فتُرْبتنا مشبعة بالفيروسات تنشط بين كل فينة و أخرى.
أخيراً:لا تحاول أن تقنع البقر أن الموز ألذ من العشب، بل حاول أن تقنع نفسك أنه لا دخل لك فيما يحبه البقر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق