بقلم
عبدالغني محمد الشيخ
الحمدلله
نحن نرفل في نعم الله أفضل من غيرنا
بفضله
تعالى ثم سخاء دولتنا وولاة أمرنا، دام الله عزهم،
مد
رجلك على قد لحافك
هناك شاب
ورث ثروه طائله عن والده وهو وريثه الوحيد فلم يحسن هذا الشاب التصرف بهذه الثروه بل
اخذ
يبعثرها
ويلعب بها، كثر عنده اصحاب الرخاء، كثرت سهراتهم عنده وكثر البذخ والاسراف والتبذير،
وهم ياكلون ويضحكون ويمدحون هذا الشاب ...
وبعد مده
ادبرت دنياه ونفذ جميع مايملك من ثروة والده واصبح لايملك قوت ليله ... عندها تخلوا
عنه وضاقت عليه الارض فخرج من بلدته باحثا عن عمل يحصل منه على لقمة العيش وانتهى به
المطاف عند صاحب بستان استاجره.. ولكنه لاحظ انه لايعرف العمل ولم يسبق هن عمل بيده
, وانه ابن ترف لكن ظروفا لزمته بذلك فساله صاحب البستان مالذى اجبرك على العمل؟
ومن انت؟
فاخبره
الشاب بكامل القصه..فذهل صاحب البستان لانه يعرف والد الشاب وانه صاحب ثروه كبيره لايمكن
ان تنفد ولكن الشاب انفقها بغير تصرف..فحوقل الرجل ثم قال: لاريدك ان تعمل وتهان وانت
ابن فلان .. ثم عقد له الزواج على ابنته ثم زوجه اياها واسكنه بيتا صغيرا قريبا منه
واعطاه جملا، وقال ياولدى احتطب وبع وكل من عمل يدك وانصحك بان تمد رجلك على قد لحافك
وصارت مثلا.
يقول صاحبنا
كان عندي آلية لمصاريف البيت من ثلاثين سنة .. زوجتي هي وزير مالية مملكتنا الصغيره،
أعطيها
مبلغ أول الشهر توزعه في ظروف ورقية بعدد ايام الشهر ..
هو للبيت، ومصروف المدارس للأولاد.. أما فاتورة التلفون
و الكهرباء يقول كنت اتكفل بسدادها، مع راتب العاملة وصهاريج الماء و الصرف الصحي …
يومها
ماكان عندنا جوالات ولاهم وغم مثل اليوم .. فكان (الرايح على قدر الجاي).
مع الزمن
تغيرت الأحوال على رفيقنا..
يقول: كلما زاد الدخل زادت المصروفات إلى أن بلغ
بالزوجة في السنوات الاخير طب تعزيز المصروف يوم ٢٥ ، ثم تصاعد الامر إلى أن وصل طلب
التعزيز للميزانية يوم ١٥ الشهر ثم يوم عشرة !.. حتى بعدما كبر الاولاد وتزوجن بعض
البنات .. كبرت معهم الهموم مع انهم مايقصرون في مساعدتنا..
إلا أن
موازنتا مستمرة بالسالب . أكد أنه وقف الانجاب من ١٧ سنه مع ذلك الموازنة “سالب”.
بقليل
من دهاء الزوجات، طلبت منه أنه يساعدها في إدارة المصروف ثلاثة شهور،
قال: طبقت
كل النظريات المالية المعروفه ..عملت ميزانية طلعت بالسالب، الغيت بعض الكماليات…استمريت
في الحذف والالغاء. إلى أن وصلت لبنزين السيارة فحددت المشاوير… مقابلها الأسعار ولعت
هي في الطالع و أنا في النازل (تناسب عكسي الدخل مع المصروف). فاستمرت ميزانيتنا بالسالب!
المهم
يقول: كنت انزل حلقة الجملة بقصد التدبير فالتوفير.. ماضبطت معي!،
فإما تزيد الكمية، تخرب في البيت مع الحر أو تنقص
الفلوس!
فكان يجيبها
يمين … يوديها يسار، فاستمر الوضع كما هو عليه؛
استمر مديرا لماليه البيت لمدة شهر يقول
عدى علي كأنها سنه ..عجز عن ادارة المصروف فرده للزوجة.
فالمسكينة
تناضل اربعون عاما ضاع عمرها وهي في همّ ميزانية البيت، و طلبات زوجها و طلبات الأولاد.
فنسيت نفسها وسط الزحمة.
يقول فصرت
اصدّقها لما تقول لي المصروف خلّص.. أروح أدبر لها بدون نقاش حتى أغطي تكاليف المعيشة.
مد رجله
لكن، انكمش اللحاف مع الزمن .. فلما صار يغطى رأسه تنكشف رجليه وإذا غطى رجليه
ظهر رأسه.
أخيراً:
كان الله في عون الأسره في هذا الزمن الصعب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق