بقلم: عبدالغني محمد الشيخ
كتب الروائي (يوسف عوف)
سلسلة اذاعية «عجبي» منها:
استاذ كرسي..
العم درويش الحنفي عامل
بوفيه بسيط يعمل بالجامعة يبيع الشاي للطلاب و المدرسين، رجل محدود الحماس و
الطموح؛ بسيط جداً في كل شيء، زوجته فخريه ست بيت متقدة الحماس و الطموح.. بلهجتنا
«نشبة»،
يوم من الايام تقدمت طالبه
الى العم درويش لم تجد كرسي في المدرج، فسألته أن يحضر لها كرسي لتتمكن من كتابة
المحاضرة؛ وافق بعد ان دفعت له مبلغ بسيط .. احضر لها كرسي من مكتب احدى المدرسات؛
وبعد المحاضره رجع الكرسي مكانه.
ثاني يوم حصل نفس الشيء مدت
يدها بمبلغ .. زميلة للطالبة سألتها: جابت الكرسي منين ؟
قالت لها: عم درويش جابه لي
؛ فطلبت منه كرسي لزميلتها
. جاب لها كرسي من مكتب نفس المدرسة .
زميلة، و اثنتين و ثلاث
طلبوا كراسي .. زاد العدد فعمل تسعيرة للكراسي .
حوّل كل الكراسي من مكتب
المدرسة “حفيظة” ما كفو الطلبات حوّل الكنب .. دخلت حفيظة مكتبها وجدته خالي.
فسألت العم درويش فين الأثاث؟ فقال لها : أظن فيه اجتماع كبير فأخذو اثاث المكاتب؛
طلبت منه يرجعه بعد الاجتماع.!.
طبعا مارجعت الكراسي.. توسع
البزنس، فبدأ يسحب كراسي من غرف المدرسين بالاتفاق مع السعاة ..
في احدى المحاضرات فوجئت
المدرسه حفيظه بمحتويات مكتبها في المدرج، و الطلاب جالسين عليه .. أبلغت الادارة
وحققوا مع العم فخري فانكشفت الحكاية؛ فانقطع باب رزق كان يدر دخل اضافي يسند
الراتب.
رجع البيت فلم يسلم المسكين
«بدون فلوس» من
زوجته خوخه.. شرح لها الموقف، و ان الادارة كشفت اللعبة، فربطت الكراسي بالجنازير،
قالت
له من فين نعيش؟،
خذ كراسي من مكتب العميد،
اتفق مع السعاة في مكتب
العميد على انه يقسم معاهم الايراد.. دخل عليهم العميد وهم يسحبون الأثاث.. قاله
العم درويش: احلال و تجديد، انكشف بعد ما كتب العميد للشئون الادارية يستعجلهم
الاثاث الجديد.!
رجع البيت.. قال لزوجته خوخه
انكشفنا.!.
قالت له : عندنا مبلغ نشتري
دستتين كراسي من برا .. قدر يدخل الكراسي للجامعه، و اتفق مع الحراس و السعاة
يخزنون الكراسي بعد المحاضرات و يخرجوها اليوم الثاني..
جمع مبلغ محترم، فأحتكر عم
درويش توريد الأثاث للحفلات و المناسبات داخل الجامعة،
صار الاساتذه في الجامعه
ينادونه «استاذ» درويش.. زوجته خوخه اشترت له بدله جديدة يلبسها بدل ملابس السعاة.
زادت المكاسب؛ و فتح محل
تاجير فراشة خاص، و الكل في الجامعة يكسب وده.
انتخابات مجلس الشعب قربت..
خوخه طلبت منه يرشح نفسه، قالها انا معرفش افك الخط، قال له: وهو المطلوب، وضَمِنت
الكرسي،
نافس على الكرسي بفلوسه..
حاول يشتري المدرسة حفيظة بعض كي تتنازل له عن المقعد..
يوم الانتخاب كانت المعركة
حامية و النتيجة محسومه لدرويش الحنفي.
دخل المجلس، و لا هو فاهم اي
حاجة.. غير كان يطارد الوزارء بطلبات اهل دايرته.
ناقش المجلس السماح بانشاء
جامعة اهليه.. قام و افاض في الموضوع بصفته جامعي قديم.!
و افق المجلس على المقترح…
فورا؛ أنشأ درويش جامعة خاصة
سماها جامعة «حنفي الكبرى»؛ اقام درويش حنفي يوم افتتاح الجامعة حفل ضخم .. قرر
مجلس الجامعة منح درويش «الدكتوراه الفخريه»
بعدها قرر الدكتور درويش
تأسيس عيادة «أمراض فخرية» .. اعلامي خوخه عن خلفية زوجها العلميه أجابت : طول
عمره في الجامعه «استاذ كرسي».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق