الأحد، 14 يناير 2018

هؤلاء هم ضحايا التنمية البشرية!





بقلم: عبدالغني محمد الشيخ

انتشرت صرعة التنمية البشرية مع مطلع الألفيه الثانية انتشار النار في الهشيم  في صور مختلفة منها حقائب تدريبية، ورش عمل و كتب مجمعه من علم النفس السلوكي، التربوي، العلاجي والإجتماعي وغيره، كأنها حملة منظمة.. كلها تُعنى باعادة باعادة تشكيل أنماط السلوك، نقلها و نفذها رواد التأثير في العالم العربي  من مصادر غربيه؛ فأُتقن تأصيلها في المملكة لمزيد من الاقناع، و بعضهم أقل انتماءً لها مهنياً و قيمياً.!
تشكلت مؤسساتياً فيما بعد تحت مسمى تدريب «التنمية البشرية» لهدف ربحي، فهرع الكثير للاستطلاع و التعلم، أملاً في غايات تم الترويج لها بأنها جوهرية من فرط قوة تأثير بعض المدربين.. تفاوتت بين الثراء و النجومية إلى تبؤ مقاعد في الجنة.. فمضى كل إلى غايته، فمن كان نصيبه مع مدرب متمكن فكان التوفيق حليفه، فأما تجار الشنطة فقد خلفوا ضحايا جاز تسميتهم «بضحايا» التنمية البشرية.
حضروا دورات كثيرة و قرؤوا كتبا، فتتبعوا مدربين كثر، مع ذلك لم يحققوا نتائج فعليه في حياتهم؛ وهذا قادهم إلى نوع من الكآبة و الحزن.. فدخلوا في دائرة مفرغة من لوم و جلد الذات… رددوا: “انا السبب في فشلي”..“انا السبب في تعاستي”؛  فقد تحول شغفهم للتعلم من غاية لسعادتهم إلى سبب لتعاستهم وشقائهم.!
لا خلاف على نبل الغاية إنما الاختلاف كان في الوسيله .. بحيث تلقفوا جلّ ما تم تناقله عبر الوسائط المختلفه دون تقدير دقيق للحاجة الفعليه،
النجاح أمر سهل و في متناول الجميع، لو عرفنا مفاتيحه.!
الهدف من التنمية البشرية هو التطبيق العملي للمهارات كأي مهارات و قدرات تتطلب تدريب مستمر و تطبيق للوصول لمستوى تطوير  الشخصية المرغوب كما يجري بالغرب، فغالبا ينجح الشباب باتقان المهارات ولا يطبقها على الوجه المطلوب فتصبح مجرد معلومات عامة لا قيمة لها..
و البعض وجد صعوبة عند التطبيق الفعلي، كونها تتعارض مع قيمه و و اعتقاداته، فيما نجح البعض الآخر.. فحقق قفزات مهمة في حياته من منطلق الغاية تبرر الوسيلة.
وكي نتغلب على الآثار السلبية:
-        ـ نبدء بمرحلة تخسيس المعلومات.. أي عدم استهلاك معرفة جديدة و معلومات اضافية لاعادة ترتيب افكارنا و تصفية الذهن.
-        ـ نطبق المعلومات و المهارات التي تعلمناها عمليا، كي لا ندخل مجددا في دائرة اللوم و التعاسة.
-        ـ نتجنب التعرض لمعلومات وتطبيقات من مصادر غير موثوقة.
-        ـ التحول من مستهلك الى مولد للأفكار الجديدة، بنشر كتابات و مقالات، للتطور و الارتقاء الفكري.
-        كذلك نقل المعرفه يرفع من كفاءتك ويجدد طاقتك..
    

و أخيراً: “ ثق بنفسك فأنت تعرف أكثر مما تعتقد”

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهمية الرؤية والرسالة والقيم للمنظمات

تقوم كثير من الشركات التي تسعى للحفاظ على ما تحققه من مستويات عالية من النجاح باستخدام بعض المفاهيم الحديثة في الإدارة، لقد أصبح ل...