بقلم: المستشار د.عبدالغني محمد
الشيخ
تسمو الأمم بسمو قيمها و
مبادئها الراسخة التي ارتضها و توافق عليها الجميع ثم اصبحت سمة مُميزة للشعوب
باختلاف عقائدهم و دياناتهم،
الدولة حارس القيم..
القيم عبارة عن أحكام
عقليه و انفعاليه توجهنا نحو رغباتنا، يكتسبها و يتشربها الفرد فتصبح محركا
لسلوكه، و تتعدد القيم؛ فمنها: الاجتماعيه و الاقتصاديه و السياسية كذلك الدينيه، كل
تلكم القيم مع الزمن تكون المعتقدات ـ لا يقصد بها العقيده ـ بالتالي تشكل ما يسمى
الهوية.
و الدولة بطبيعة الحال حارس
قيم الامة و اخلاقياتها .. تتميز كل أمة بهوية وطنية و قوميه لا المظهر أو السلوك فحسب
بل التراث و الثقافة ايضا تميزان الشعوب عن بعضها.
نحو العالم الأول..
مع تسارع وتيرة التحول
الوطني لدينا أصاب الجنون العرب قبل العجم من أعداء المملكة العربية السعودية، ذلك
من هول النقلة النوعية التي تحققت في غضون العشر سنوات الأخيره سياسيا و اقتصاديا
و اجتماعيا، كل هذا لم يأت بمحض الصدفة؛ و إنما وفق استراتيجية بمنظومة مؤسساتية
وعلمية متكاملة الأركان.
انطلقت في 2006 ببرنامج خادم الحرمين الشريفين
للابتعاث الذي من أهدافه اندماج الشباب السعودي في نسيج مشروع العولمة الدولي الذي
عمّ أرجاء العالم بسرعة الضوء، حيث لم يدركه الا من غفل عنه.. فأصبح متخلفا عن
الركب العالمي،
بفضل الله ثم بفطنة و حنكة
قيادتنا الرشيدة أعزها الله كنا من الأمم الأكثر نموا و تطورا على كافة الأصعدة..
نحن انطلقنا؛ فتركنا لأعدائنا النباح في الفضاء المستباح!
شككوا فتهكموا، بأبواق
مأجورة عفا عليه الزمن؛ فما كان من قيادتنا إلا أن زادت من غيظهم و حنقهم
بالقرارات الحكيمة التي قطعت على أعدائنا خطوط الابتزاز المؤسسي الذي تشكل بأيد و
أموال الحاقدين على أمتنا العظيمة من خلال منظمات مشبوهة ومنصات اعلامية خبيثة، فهتكنا
سترها و كشفنا كنهها و هويتها أمام العالم؛ فيما تابعنا نحن مسيرنا نحو العالم
الأول.
الحرمين الشريفين صورتنا
الذهنية..
يتميز شعب المملكة العربية
السعودية بعقيدة دينية راسخة و موروث ثقافي عريق يستطيع مجابهة تيار العولمة بكل
صلابة و إباء و شمم في كل زمان و مكان، كما لم يعبأ بمتغيرات العصر التى خلخلت
البنية الاجتماعية لدى كثير من الشعوب... إننا نتطور ولكنا محافظون على هويتنا و
صورتنا الذهنية لدى العالم على مدى العصور، إننا الشعب السعودي من بلاد الحرمين
الشريفين، مهوى الأفئدة ملاذ المظلومين و المضطهدين من الأمم المستضعفة .. إننا
نسيج متين، بنيان مرصوص .. الوطن: دونه رعد و برق.. نساؤنا: عرضنا و شرفنا؛ هن درر
مكنونات، نحورنا دونهن،
هن شقائق الرجال، لهن في
بلادهن كل الحقوق التي ارتضينها و اجتمعت عليها الكلمة، أباحها الشرع فقننها
المشرع فاتفق حولها العلماء فأقرها و لي الأمر لمن شاء،
الرجل حارس لأهله..
منذ البدايات اتفقت الأمة
على تعليم المرأة ثم خروجها لمشاركة شقيقها الرجل في مجال العمل من داخل و خارج
المنزل، مرورا بعضويتها في مجلس الشورى و تمكينها من اتخاذ القرار بالمناصب العليا
في الدولة إلى صدور الأمر السامي للسماح للمرأة بالحصول على رخصة قيادة السيارة
مثلها مثل الرجل، مع صيانة حقوقها بأنظمة صادة رادة ضد كل من تسول له نفسه المساس
بكرامتها وحشمتها في سيارتها أو مكان عملها .
متحضرون لكننا ملتزمون..
متحررون لكننا محتشمون .. هذه هي الخصوصية السعودية التي تميزنا عن بقية الشعوب.
صورتنا الذهنية خالدة و
هويتنا بارزة و قيمنا راسخة، فالدولة أعزها الله حارسة للقيم و الرجل حارس لأهله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق