السبت، 9 ديسمبر 2017

النملة والأسد.. زمن الذكاء الإصطناعي



النملة والأسد.. زمن الذكاء الإصطناعي
بقلم: عبدالغني محمد الشيخ



كانت هناك نملة مجتهدة تتجه صباح كل يوم إلى عملها بنشاط وهمة وسعادة،
فتنتج وتنجز الكثير، ولما رآها الأسد تعمل بكفاءة متناهية دون إشراف؛
قال لنفسه: "إذا كانت النملة تعمل بكل هذه الطاقة دون أن يشرف عليها أحد،
فكيف سيكون إنتاجها لو عينت لها مشرفاً؟
وهكذا قام بتوظيف الصرصور مشرفاً على أداء النملة، فكان 
أول قرار له هو وضع نظام للحضور والانصراف، 
وتوظيف سكرتيرة لكتابة التقارير وعنكبوت لإدارة الأرشيف ومراقبة المكالمات التليفونية.
ابتهج الأسد بتقارير الصرصور وطلب منه تطوير هذه التقارير بإدراج رسوم بيانية وتحليل المعطيات لعرضها في اجتماع مجلس الإدارة، فاشترى الصرصور جهاز كمبيوتر وطابعة ليزر، وعيَّن الذبابة مسئولة عن قسم نظم المعلومات.
كرهت النملة المجتهدة كثرة الجوانب الإدارية في النظام الجديد والاجتماعات التي كانت تضيع الوقت والمجهود،
وعندما شعر الأسد بوجود مشكلة في الأداء، قرر تغيير آلية العمل في القسم، فقام بتعيين الجرادة لخبرتها في التطوير الإداري، فكان أول قراراتها شراء أثاث جديد وسجاد من أجل راحة الموظفين، 
كما عينت مساعداً شخصياً لمساعدتها في وضع الاستراتيجيات التطويرية وإعداد الميزانية.
وبعد أن راجع الأسد تكلفة التشغيل، وجد أن الضروري تقليص النفقات تحقيقاً لهذا الهدف،
عيّن البومة مستشاراً مالياً، وبعد أن درست البومة الوضع لمدة ثلاثة شهور 
رفعت تقريرها إلى الأسد توصلت فيه إلى أن القسم يعاني من العمالة الزائدة،
فقرر الأسد فصل النملة لقصور أدائها وضعف إنتاجيتها…
مشروع التحول الوطني يُعنى بكفاءة إدارة إقتصاديات الجهاز و جودة الخدمة و تعزيزها للمستفيد.. بعض الجهات بألف توجه و ربما الف وزير.. واحد متوج.. والباقي ظل لكن مؤثر،
 ندرك التحديدات التي تحيط بالوزير من كل حدب وصوب، فسحر العيون الزرق لا يقاوم و إغراءاتهم لا تُفَوَّت؛ سلمناهم أجهزتنا، و أنظمتنا، و معلوماتنا طائعين و عن طيب خاطر بكامل قوانا العقليه.. لا. و بل دفعنا لهم الملايين مقابل معلبات؛ ثبت لدينا مدى جدواها مراراً و تكراراً، فزمار الحيّ لا يُطرب!.

أهل مكة أدرى بشعابها..
لقد مهدت لهذا الطرح في مقال سابق  بعنوان “الهندرة استثمار لتحقيق التحول المؤسسي” في هذه المساحة، فأزعم أني من ذوي الخبرة و الاختصاص.. الشركات منهجيتها تشعيبي تجعلنا تابعين دهرا.. و بعد مرور أكثر من أربع سنوات منذ بدء مشروع التحول لم نلحظ سوى تحسين المحسن و تطوير المطور.. و خل الدرعا مازالت ترعى.!

من تجربتنا وجدنا أن من أسباب تعثر مشاريع التحول ..
١- عدم معرفة الشركات الاجنبية بديموغرافية بلدنا وثقافة شعوبنا.
٢- ضعف قواعد البيانات المتوفرة في جميع اجهزتنا .
٣- غياب الشفافية داخل منظماتنا.
٤- فرض ثقافة غير مناسبة لمجتمعاتنا.
و من ملامح تقدم مشروع التحول يدل على أننا في المسار الصحيح و بخطوات تنفيذية ملموسة. أبرزها:
١- الهيكلة النحيلة.٢— أنظمة متكاملة لمناولة خدمات الموارد البشرية.
٣- أنظمة مراقبة النفقات. ٤- إيقاف العمل الورقي. 
٥- إعتماد سياسات و إجراءات موحدة.

 إننا نحتاج بيوتات الخبرة الأجنبية لأجل تهيئة مؤسساتنا بالذكاء الإصطناعي و تأهيل شبابنا لتشغيل الروبوتات وإدارة ألواح الطاقة الشمسية و طواحين الهواء، لا من أجل ترتيب المكاتب و تغيير الأثاث بنموذج منتهي الصلاحية” مخرجات الابتعاث و الايفاد لدينا قادرة بالتمكين على التحليل الرباعي وتقديم خطط عمل تنفيذية. 
فالجهاز لا يحتاج لعبقري بالف مساعد، بل فريق عمل محترف يجدف باتجاه هدف واحد. 
يظل مرض أجهزتنا المزمن في: مين يعرف مين.. يرقيه فين ؟!

تجزئة المشكلة .. حلٌ
تجزئة المشكلة هي إحدى خطوات الحل، من وجهة نظري قد يكون توزيع المناطق إلى أقاليم أهمها مرحليا؛ بقصد تحديد مشاكل الخدمات، على أن تتولى المشاريع و المالية و الادارية، الموارد البشرية، و التخطيط و إدارة برامج و منصات التحول بنطاق الإقليم. فيما يوكل إلى الفروع الشئون التنفيذية و المجالس الاستشارية، الخدمات المتخصصة، البحوث و الدراسات و الجودة و قياس الأداء مع التواصل وخدمات الموارد البشرية.. بهذه المنهجيه يسهل حصر التحديات و تحديد الأولويات و من ثم تحقيق المسارات في وقت أقصر و تكلفة أقل.. و كذلك تهيئة الملائم منها للخصخصة.. ولكن يبدو ان الأبراج لها توجهات أخرى.
عموما شمس تطلع ..خبر يبان!

لا أعلم هبوب الشرق و الغرب إلى أين سيأخذنا؟ 
و متى سوف نؤمن بأن اللقمة لا تطلع من الرأس و إنما تطلع من الفأس، 
ذلك باعتماد كوادرنا الوطنية المؤهلة ذي الخبرات لقيادة مشاريعنا الوطنية.. ليالي العيد تبيّن من عصاريها.!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهمية الرؤية والرسالة والقيم للمنظمات

تقوم كثير من الشركات التي تسعى للحفاظ على ما تحققه من مستويات عالية من النجاح باستخدام بعض المفاهيم الحديثة في الإدارة، لقد أصبح ل...