بقلم:
عبدالغني محمد الشيخ
على مدار تاريخها، أنجزت البشرية الكثير والكثير. اكتشافات؛ اختراعات. ثورات فى الوسائل والأدوات.
ثورات البشرية فى حد ذاتها هى الدليل الوحيد على مدى تطورها. دليل دامغ على أثر الزمن فى “ببلوجرافيا” الهيكل البشرى. لا أقصد الثورات بشكلها الاعتيادى. بل بوصفها عملاً يحقق طفرة فى أحد المجالات.
كثيرة هى ثورات الإنسان. فى الاقتصاد. السياسة. الفلسفة.
علم الاجتماع. فى الوراثة وعلم النفس. طفرات كبيرة تحققت بفضل تلك الثورات. ثورة الاقتصاد قادها آدم سميث فى القرن الثامن عشر. غيَّر
مفهوم الاقتصاد العالمى. وضع أبجدية الاقتصاد الحديث. ثورة علم الاجتماع بدأت منذ أفلاطون وأرسطو وامتدت حتى ابن خلدون. ثورة العلم حققها أينشتين انبنى عليها من اكتشافات واختراعات.
ثورة السياسة تجلَّت فى كتب فارقة. أطلقها ميكافيللى بكتابه
«الأمير». ثم كتاب « اليوتوبيا « للفليسوف الانجليزي توماس مور. ثورة علم الوراثة والجينات التى بدأت بداروين
و انتهت بالروبوت الطبيب و الطيار بدون طيار.
عجيبٌ أمر الغرب؛
جعل من أخلاق الإسلام المصدر الرئيسى لمعاملاته.. إنهم يتقنون أعمالهم ويبدعونها صنعا. عملا بالحديث الشريف) إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه(.
أخذوا بأسباب القوة فى حياتهم وفى بلادهم، وطلبوا العلم من كل مصادره وفى كل مواطنه وتنافسوا فيه، كحديث )اطلبوا العلم ولو فى الصين(.
ونبذوا الكذب فى بلادهم فهو عندهم من أقبح النقائص،
أقاموا
العدل بينهم،
فكانوا جميعاً سواسية أمام القانون، من غير أن يبلغهم قول رسول الله « لو أن فاطمة بنت محمد سرقت، لقطع محمد يدها» ،
مهدوا فى مدنهم وقراهم الطرق والشوارع للمركبات والسابلة؛ ولما يبلغهم قول عمر« لو عثرت بغلة بالعراق لسئل عمر عنها لِم لَم يمهد لها الطريق،
فى بيعهم وشرائهم لا يغشون ولا يطففون، وكأنهم اتخذوا من الحديث الشريف « من غشنا فليس منا» ديدنا..
واحترموا فى بلادهم حق فمن أخبرهم يا ترى بقول الرسول الكريم « مازال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت إنه سيورثه».
فى بلادهم يلقون بعضهم البعض بوجه طلق بشوش، وذلك عندنا من أخلاق الإسلام المجفوة. ولا يرفعون أصواتهم فى المجالس والشوارع، يوقرون كبيرهم ومسنهم يرحمون صغيرهم، ويعطفون على عاجزهم وضعيفهم.
الاسلام
دين الدولة..
أليس عجيباً أن الغرب قد اتخذ من أخلاق الإسلام وروحه المصدر الرئيسى لمعاملاته وتعاملاته فى بلاده، وأننا عنْونّا
" الاسلام دين الدولة " في دساتيرنا كلها، ورغم حديث الهوية الإسلامية المكرور
والمرجعية الدينية، لم ننل حظاً من مكارم الأخلاق إلاّ ما شاء الله.
الحمد
لله على نعمة الاسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق