بقلم : عبدالغني الشيخ
لقد أُشبع بيت المقدس هذا الإرث العظيم رثاء.. شعرا و نثرا ونشيدا.. فنحن ونشتم وهم يجرون الإبل .. لم يتبق كيان تحت الإحتلال في العالم الا وقد تحرر.. بحبل من الله و حبل من الناس،
فما هي قصة القدس؟ ..
قال تعالى في كتابه العزيز :
وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7)
عند مدلول أهل اللغة - و القرآن قد نزل بلسان عربي مبين - جاء في الآية لفظ “لتفسدن و لتعلن علوا كبيرا” تأكيدا مستقبليا، فذكر الله عز وجل الحدث الاول كان بعد الافساد الاول. عندما كان بنو اسرائيل يضطهدون و يضايقون النصارى الذين شاطروهم السكنى ببيت المقدس.
“فاذا جاء وعد أولاهما” أي الإفساد (الإستعمار) الأول “بعثنا عليكم عبادا” هؤلاء لهم صفتان ،أنهم عباد لله و ذو بأس شديد “فجاسوا” أي دخلوا بيت المقدس بلا حرب..
وهذا حدث على عهد عمر رضي الله عنه حيث رفض عندها الأحبار الاَّ يسلموا مفاتيح بيت المقدس الا لأمير المؤمنين “ و كان وعداً مفعولا” فتسلم الخليفة عمر المفاتيح و كتب العهد العمري و أخطر بند فيه أن أهل “إيلياء وهي القدس” لا يشاطرهم فيها أحد من اليهود.. فتصير القدس وقف اسلامي على مر التاريخ بأمر الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب ..
ثم “رددنا لكم” آي بنى اسرائيل على المسلمين و “أمددناكم بأموال و بنين” وهذا ما نشاهد اليوم من استحواذ اليهود على البنوك العالمية و سطوتهم - باذن الله - على ثروات العالم . “و جعلناكم أكثر نفيرا” أي ذوي نفوذ سياسي و اقتصادي واعلامي و سيطرة اليهود على كل وكالات الأنباء و الدعاية و التعليم . “فإذا جاء و عد الأخرة” أي عندما يحين وقت الإفساد الثاني (الإحتلال الحالي في 48 و67) سيتمر استقواء اليهود إلى أن يأذن الله.
“ليسوءوا وجوهكم” سوف يحارب المسلمون اليهود فيتغلب المسلمون عليهم ثم يدخلوا بيت المقدس منتصرين ثم نحرر القدس و ندخله كما دخله عمر رضي الله عنه أول مرة فينتهي بني اسرائيل و لن يكونوا موجودون تماما، ذلك تثبيتا لنبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يقول الحجر وراءه يهودي: تعال يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله!" ، وفي لفظ مسلم : "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد" و الذي يزرع اليهود منه عشرة مليون شجرة في صحراء إسرائيل..
في الربع الأخير في سورة الإسراء (وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104) وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ۗ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (105)
اسكنوا الأرض أي الأرض ولم يحدد الحق عز وجل لهم أي أرض حيث لا أرض لهم “فإذا وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا” أي جمعناكم من شتات الأرض ..
و بالحق أنزلناه و بالحق نزل..
هذا ما شرحه الشيخ الدكتور عمر عبدالكافي في أحد برامجه التليفزيونيه من منظور لغوي .
فما يحدث الآن ليس إلا حراك ومزايدات إنه وعد الله لا وعد بلفور ولا وعد الثور.
القدس عربية… و بالحق نزل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق