الاثنين، 4 ديسمبر 2017

الهمّة العالية.. نموذج النسور













الهمّة العالية..نموذج النسور

بقلم: عبدالغني محمد الشيخ

رِتمُ الحياة يتأرجح بصاحبه  صعودا و هبوطا ليصل إلى محطة إنتظار، يقف عندها لمراجعة مسيرته من أجل حياة أفضل،غالباً ما يضطر الانسان إلى إجراء تحسينات على شخصيته ونمط حياته، قد توصف بالصعبة!
ولكي يتمكن من التعايش مع المتغيرات العصرية فعليه أن يتخذ قرارات على المستوى البدني و الذهني قد تبدو مؤلمة لكنها سوف تمنحه حياة جديدة مليئة بالحيوية و النجاح.

عندما توجد العزيمة توجد الوسيلة..                  
النسر طائر يعيش  70 عاما يعرف بالقوة و لا يرضى الاّ القمم، يطير على ارتفاعات شاهقة تخشاه حتى الطائرات.. معروف بضخامة حجمه وحدة بصره وصلابة منقاره و مخالبه.
فما أن يبلغ الأربعين من العمر حتى يصبح عاجزاً عن التحليق بسبب ضخامة اجنحته وكثافة ريشه كما يصبح عاجزاً عن صيد الفرائس لتقوس منقاره و تشقق مخالبه؛ ما يجعله فريسة للزواحف و وحوش البراري. فليس أمام النسر في هذه المرحلة العمرية خيار؛ فإما الاستلام للواقع و الهلاك أو أن يتغير؛فيختار التغيير!.
فيقوم بعزل نفسه بعيدا عن الخطر لتجديد حياته.. ينتف بمنقاره كل ريشه الذي يغطي جسده و أجنحته، ثم ينبش بمخالبه الصخر حتى تتكسر تماما؛ و يضرب بمنقاره الصخر حتى يتكسر تماما.. إنها عمليات مؤلمة لكن تهون من أجل حياة أفضل.

تتواصل العملية ١٥٠ يوما حتى يصبح بدون ريش و منقار ومخالب. يستمر لعام كامل في عزلته يعتصر ألماً و يتضور جوعا حتى ينبت ريشه الجديد، ومنقار و مخالب النسر العظيم؛ ليحلق من جديد بخفة و هيبة، متحدياً كل المصاعب والمتغيرات.

كن أنت..أنت
الشباب يظل يتنقل بين محطات القدوة لعله يعثر في شخصية مثالية.. تجرفه الرياح بما لا يشتهي؛ فيكون مطوع تارة و مايكل جاكسون تارة أخرى، يمكن محاكاة مهارات شخص ناجح بلغ القمة بجهده - بلا ضرر و لا إضرار- ولكن ليس استنساخ لشخصيته.. ولنا في أصحاب الهمم العليا من أصحاب نبينا محمد صلى الله عليه و سلم أسوة حسنة .. 
قال عمر بن عبدالعزيز: "إن لي نفساً تواقة، لم تزل تتوق إلى الإمارة، فلما نِلْتُها تاقت إلى الخلافة، فلما نِلْتُها تاقت إلى الجنة!" 
وقال بعضهم: 
وليس نفس تنازعني إذا ما *** أقول لها لعلِّي أو عساني 
نحن لم نتعلم تلمس قدراتنا و معرفة أنماط الشخصية لإختيار ما يناسب طبيعتنا و بيئتنا، لذا فقد يعيش البعض مغترباً في وطنه لا لشيئ ولكن لأنه قرر العيش متقوقعاً داخل نفسه و بين طموحاته الغريبه.. إنما بعد رسو مركب العمر تستقر الشخصية على سمت معين قد يكون خليط من التجارب لكنه غالبا يكون ثابت و ليس بالضرورة الأمثل..فمع تهاوي أسطورة "الرموز" كن أنت أنت؛
فالمناسب الرجوع لأصحاب التخصص للمساعدة في تحديد القدرات مبكرا ثم وضع برنامج لتطوير وتنمية المهارات الشخصية و المهنية، لكن لا تذهب كثيرا في بتقمص نمط شخصية لا يناسبك فستسقط حتما مع الزمن.

علو الهمة توصلك القمة..
أي شخص يستطيع تحقيق رؤيته "بدون دفع رباعي"بدون تسويف و انكسار،وأبرز صفات الهمة هو الطموح المقنن.
يقول الامام الشافعي
أمطري لؤلؤاً جبال سرنديـــ *** ــب وفيضي آبارَ تكرورَ تبرًا 
أنا إن عشتُ لست أعدم قُوْتاً *** وإذا متُّ لست أعدم قبرًا
همتي همت الملوك ونفسي *** نفس حرٌ ترى المذلة كفرا

فالمؤمن ابن وقته و العقل ابن لحظته، فأجعل رضا الله غايتة قيمك الجوهرية فو الله ما خاب من ظن في الله ظن الحق.. فالهمة و الطمح لا يتحققان بدون توفيق الله و البركة لا تأتي إلا برضا الوالدين.
دمتم في نجاح .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهمية الرؤية والرسالة والقيم للمنظمات

تقوم كثير من الشركات التي تسعى للحفاظ على ما تحققه من مستويات عالية من النجاح باستخدام بعض المفاهيم الحديثة في الإدارة، لقد أصبح ل...