هل نحتاج إلى تربية أسماك قرش بمؤسساتنا؟
بقلم : عبدالغني محمد الشيخ
يعشق اليابانيون الأسماك الطازجة ويدخل السمك الطازج -وأحيانا السمك الني- في معظم الوجبات اليابانية، بل أن بعض اليابانيين يعتمد على الأسماك كوجبة رئيسة لا يمكن الاستغناء عنها.
بدأت المشكلة عندما زاد معدل صيد الأسماك في اليابان وأصبحت المياه القريبة من شواطئ اليابان تعاني من نقص حاد في الأسماك، فلم يتبقى في المياه القريبة عدد كاف من الأسماك يفي باحتياجات السوق.
فما هو الحل؟
صنعت شركات صيد الأسماك سفناً كبيرة لتبحر إلى مناطق أبعد وتصطاد كمية أكبر من الأسماك ومن ثم يتم جلبها وبيعها في الأسواق اليابانية.
فهل ساهم هذا الإجراء في حل المشكلة؟
بالطبع لا!
وذلك لأن رحلة هذه السفن تستغرق عدة أيام قبل أن تعود إلى الشاطئ وتفرغ حمولتها من الأسماك مما يجعل الأسماك تصل إلى السوق وهي غير طازجة مما يجعلها تفقد نكهتها الأصلية فلا تروق للمستهلك الياباني.
فما هو الحل إذن؟
للتغلب على هذه المشكلة قامت شركات صيد الأسماك اليابانية بتزويد سفنها بمجمدات ضخمة (فريزرات)، وصار الصيادون يحفظون الأسماك التي تم صيدها مجمدة في هذه الفريزرات إلى حين عودتهم إلى الديار ومن ثم بيع الأسماك وهي بحالة جيدة. وقد مكن هذا الإجراء الصيادين من الإبحار إلى مناطق أبعد وصيد كميات أوفر من الأسماك.
فهل تم حل هذه المشكلة؟
بالطبع لا!
لأنه بعد فترة وجيزة بدأ المستهلكون اليابانيون يميزون الفرق بين طعم الأسماك الطازجة والأسماك المجمدة، وأخذوا يشتكون من أن الأسماك المجمدة ليست بنفس جودة الأسماك الطازجة، وطالبوا شركات صيد الأسماك بتزويدهم بأسماك طازجة عوضاً عن هذه الأسماك المجمدة التي فقدت نكهتها الطازجة.
فكيف تصرفت شركات صيد الأسماك؟
أخذت شركات الأسماك بالبحث عن وسائل جديدة لترضي ذوق عملائها، وأخيراً توصلت إلى فكرة مبتكرة تقوم على تزويد سفن الصيد بخزانات ضخمة يتم ملؤها بمياه البحر وتوضع فيها الأسماك حية إلى حين العودة إلى اليابسة، ومن ثم يتم بيع الأسماك وهي طازجة.
فكرة رائعة وذكية. أليس كذلك؟
هل تمكنت شركات صيد الأسماك من إرضاء عملائها من خلال اتخاذها هذا الإجراء؟ بالطبع لا.
فالمستهلكون اليابانيون بدأوا بالتذمر والشكوى مرة أخرى. تمثلت شكواهم هذه المرة في أن طعم الأسماك المحفوظة في الخزانات أقل لذة نظراً لأن هذه الأسماك المحبوسة في مياه الخزانات وبالرغم من بقائها على قيد الحياة إلا أنها تفقد الرغبة في الحركة بعد فترة وجيزة من حبسها في خزانات المياه بسبب التعب والفتور وهذا يؤثر سلباً على جودة مذاقها ويفقدها النكهة المميزة للأسماك الطازجة.
أي أن المستهلك الياباني استطاع تمييز طعم السمك التي تتوقف عن الحركة عن الطعم الطازج للسمك الذي يتم اصطياده من مياه البحر وبيعه مباشرة إلى المستهلكين. وطالبوا بتزويدهم بأسماك طرية كانت تتمتع بالحيوية قبل اصطيادها.
فما هو الحل لكسب رضا المستهلكين اليابانيين؟
ماذا كنت ستقترح على شركات صيد الأسماك اليابانية العملاقة لو كنت مسؤولاً أو مستشاراً لديها؟
هل ستقنع شركات صيد الأسماك بأن تدع العملاء يتذمرون ويعترضون حتى ييأسوا فإن مصيرهم في النهاية هو الرضوخ للأمر الواقع وقبول الأسماك المقدمة لهم لأنه ليس بالإمكان أفضل مما كان ؟
هل ستقترح القيام بتصميم حملة ترويجية موجهة للمستهلكين اليابانيين لإقناعهم بأن طعم الأسماك المحفوظة في خزانات المياه لا يقل جودة عن طعم الأسماك الطازجة؟
هل ستضيف نكهات صناعية على السمك المحفوظ في خزانات المياه حتى تبدو نكهتها أكثر طراوة وحيوية؟
هل ستبحث عن حل جديد ومبتكر للتعامل مع هذه المشكلة؟
فكر اليابانيون في هذه المشكلة، وأخيرا توصلوا إلى حل ابتكاري وفعال ساهم في إرضاء العملاء وحقق أرباح مجزية لشركات صيد الأسماك.
فما هو هذا الحل يا ترى؟؟؟
قامت شركات صيد الأسماك بوضع سمكة "قرش" صغيرة في كل حوض من أحواض حفظ الأسماك الحية.
ولكن لماذا؟
ما هي الحكمة من ذلك؟
تقوم هذه السمكة بالدوران والحركة وتصطاد بعض الأسماك الحية لتتغذى عليها، وفي نفس الوقت فهي تبعث الحيوية والحركة والنزعة للبقاء لدى الأسماك المحفوظة التي تظل في حراك دائم إلى حين عودة السفن إلى الشواطئ، مما ساهم في بث الحياة فيها وجعل مذاقها طازجاً وكأنما تم صيدها في التو!
الواقع أن الإنتاجية الضعيفة للموظف الحكومي يتطلب أنظمة تراقب خطوات الأداء و معدلات الإنتاجية يوما بيوم، حيث أن التجارب تثبت مستويات سلوكية و إنتاجية متدنية لاعتبارات عدة لا مجال لذكرها في هذا المقال ما يتطلب وجود ما يماثل القرش في مؤسساتنا لاستمرار جريات الدم في عروق الجهاز ليبقى الجميع في استعداد دائم للانتاج و التحسين المستمر.
الواقع أن الإنتاجية الضعيفة للموظف الحكومي يتطلب أنظمة تراقب خطوات الأداء و معدلات الإنتاجية يوما بيوم، حيث أن التجارب تثبت مستويات سلوكية و إنتاجية متدنية لاعتبارات عدة لا مجال لذكرها في هذا المقال ما يتطلب وجود ما يماثل القرش في مؤسساتنا لاستمرار جريات الدم في عروق الجهاز ليبقى الجميع في استعداد دائم للانتاج و التحسين المستمر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق