بقلم: عبدالغني محمد الشيخ
مَنْ للوطن غيرأهله ؟
من يَعمره ؟
من يحميه ؟
الكل يغبطنا على نزاهتنا و استقرارنا.
في كل بلد نذهب إليه
يشار إلينا بالبنان، ليس الاّ أننا سعوديين. من بلد الحرمين،
صورتنا ناصعه البياض.
لم نعرف من ولاة الأمر إلا بيض الأيادي ... دعم ... و عطاء بلا
حدود.. لكن؛ «و إن مناّ الصالحون و منّا دون ذلك» لا شي يعدل الوطن .
الوطن ليس لجني الأموال و السكنى.. إنه الشوق..المصير و
الانتماء؛ مع ذلك يُنحر الوطن من الوريد إلى الوريد يوم تُنحرت القيم!
للأسف الثقة العمياء؛ جرأت من لا يملك منح من لا يستحق.. فكانت
البداية من أعلى السلم، من حيث يستقر تنظيفه الآن.. نَحت الفسادُ مصالح الشعب فأخذ
الفاسدون من التل حتى اختل!، فهرّبوا ثروة البلد لغسلها بالخارج في عمليات مشبوهة
أضّرت بأمن الوطن و سلامة أراضيه.
فتكدست ثروات البلاد في خزائن بضع اشخاص كنا نحسبهم للفيضلة
حراسا..أما البقية وقفوا على أبوابهم يتسولون الوظائف و العيش الكريم!
موظفون.. رجال مال و أعمال
ما يحدث في بلدي هو الآم المخاض لميلاد لم يأت بعد، لحظات
فارقة فيها الآم و آمال.. توقعات و مخاوف..
تعاظمت ثروات هؤلاء اللذين تصدروا المشهد كرجال مال و أعمال؛
روجوا باعلامهم أنهم من أهل الخير و أنهم بدؤوا رحلة النجاح و تكوين ثرواتهم
الفاحشة من الصفر؛ و لا نعلم أي صفر يقصدون؟!
أولئك اللذين أدوا بين يدي ولي الأمر القسم العظيم، عند تخرجهم،
و توليهم المناصب العليا ـ بالثقة لا بالكفاءة ـ ،منحتهم الدولة كل شيء بالمجان لكسب
ولائهم، فوُسدت الأمانة اليهم، بيد أن الكراسي تلبستهم.. و ضعفت نفوسهم، فحنثوا
باليمين و تطاولوا على المال العام و حقوق العباد..
بنوا حولهم شبكات تحمي وجودهم «إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت»
“لو كل ريال صرف في محله لكانت أعمدت الشوارع من ذهب”
إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن..
الكتب الدينية طافحة بالتشريعات و القوانين مع ذلك نجد العالم
الإسلامي أكثر العالمين فسادا ويعود الأمر في تقديرنا إلى عدم تعزيز الحوكمة و
قوانين الرقابة ربما لحاجة في نفس يعقوب.. فوجود القوانين الرادعة لضعيفي الايمان ضرورة لحماية المال العام بغض
النظر عن مرجعية الشخص.. الآن حانت ساعة الحساب بعاصفة هوجاء نرجو أن تأتي الفساد
من جذوره و تطير معها فروعه التي ظهر في مساحة شاسعة!
الأحداث لا تنفي وجود أشخاص على درجة من العفة لكن لا
أحد يضمن تصرفات الأعوان و البطانة من وراء ظهره من مبدأ “حرّص و لا تخون”
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق