http://s.alriyadh.com/pdf_files/yamamah/2485/files/assets/flash/pages/page0065.jpgبالوناتنا.. و كوكب اليابان
بقلم: عبدالغني محمد الشيخ
جميل أن يكون لديك طموح شخصي و أهداف تعمل لأجلها..
جميل أن يكون عندك حلم في نومك ويقظتك..
جميل أيضا أن يكون لدينا جيل يفكر إيجابيا في النجاح.
في إحدى ورش العمل طلب المدرب تقسيم المشاركين إلى فريقين، طلب
ربط بالونة منفوخة في قدم كل مشارك، وجه المدرب كل مشارك للحفاظ على بالونته سليمة
قدر الامكان،
أطلق صفارة البداية فهجم المشاركين على أقدام بعضهم البعض
لتفجير البالونات.!
الواقع، المدرب طلب منهم الحفاظ على بالوناتهم سليمة فقط.!؟
لكنها ثقافة «أنا و من
بعدي الطوفان».!
العالم الراحل أحمد زويل رحمة الله عليه قال: “الغرب ليسوا أذكياء، لكنهم يدعمون الفاشل
حتى ينجح و نحن نحارب الناجح حتى يفشل”.
تعليمنا بلا هوية..
لا نعلم اتجاهاته؛ توجهات الوزير هي من يحدد مصير الأجيال فترة
وزارته... أذكر أنه كان لدينا ثانوية صناعية و تجارية و شاملة، علاوة على
الثانويات التابعة للقطاعات العسكرية الى جانب الثانوية العامة.
أين أختفت؟
قارنوا بين مخرجاتها و
حال الجيل الحاضر!
في اليابان يتم السبر الفعلي لقدرات الطلاب في مرحلة التعليم
الأساسي، فيتعلم الطفل الدين، الأخلاق، مهارات مهنية كاخياطة و النجارة و الكهرباء و السباكة و كذلك الميكانيكا اضافة إلى التفكير و التحليل،
اللغات، فنون القتال و التحمل، الموسيقى، علوم الحياة..
مدرسة العلوم الخارقة الثانوية في يوكوهاما تضم الطلاب
المتميزين و أفضل الأساتذة من كافة أرجاء البلاد كلفت المدينة مئة مليون دولار
الغرض منها تخريج العلماء. تضاهي بتجهيراتها أرقى الجامعات العالمية، ولا تهمل
المدرسة الدروس التي تدرس في المدارس الثانوية العادية ولكنها تركز على تدريس
المواد العلمية عبر تجارب عملية تحفز التفكير عند الطلاب. يشرف عليها خمسة من أشهر
العلماء اليابانيين الحائزين على جوائز نوبل في العلوم و الفيزياء و الكيمياء،
يتوقع المديرون أن تخرج المدرسة الجيل القادم من العلماء الذي
تحتاجه اليابان لتحافظ على مكانتها المتفوقة في العالم، طلابها يلتقون مع العلماء
الحقيقين، وهذا التواصل المباشر بالاضافة إلى التجارب العملية سيساعدهم ليصبحوا
علماء أيضا.
في المختبرات يقوم الطلاب باجراء التجارب و لكنهم يخضعون
لتجربة تجريها الحكومة عليهم وتدور حول قدرة الجرعات العلمية على صنع العلماء.
قال د. غازي القصيبي رحمة الله عليه:
"آمنت بأن القمة تتسع للجميع فلم أحسد أحداً".
أما أقوام، فقد فعلوا كالغراب، الذي أراد تقليد مِشية العصفور فلا
اتقنها و لا عاد لمِشيته!
ينقصنا في الوطن العربي هوية و رؤية واضحة للتعليم، أهو تعليم شرعي أصولي أم معتدل منفتح دينا و دنيا لكن أغلب الظن بأنا «لا كعبا بلغنا ولا كلابا»،
في حين أننا بحاجة إلى تعزيز التفكير الجمعي
للنجاح الوطني؛ بمنهجية علمية ونصوص قابلة للتطبيق لا للتطبيل، من رأس الهرم إلى قاعه بنفس الفكر و الأداء و الوتيرة بلا تمييز أو فئوية بين طبقات الشعب.
الغرب يعمل على منهجيتين:
١- استقطاب العقول.
٢- إدارة المعرفة.
إخواننا العربستان يظنون بأن وسائل التواصل الاجتماعي وضعها الغرب حبا في سواد العيون، إن أهدافها العميقة في جمع البيانات و دراسة توجهات الشعوب و طرق التفكير لديهم ليسهل على مراكز البحوث و الدراسات الاجتماعية و السياسية التغلغل في الأدمغة البشرية ثم يعدون لهم العدة بطريقتهم، وبيدي لا بيد عمرو.
الصينيون و الكوريون الوحيدين الذين فطنوا لمكرهم، فقد امتنعوا عن الانترنت حيث عمل الصينيون انترانت صيني خاص فيهم بفيسبوكه وتويتره مع منصات للتواصل الاجتماعي ، و بينما حجبت كوريا الشماليه الانترنت عن البلاد تماما سمحت لست شخصيات باستعماله بينهم رئيس الدولة.
تشير الاحصائيات أن ٣٤٪ من الأطباء عرب .. الواقع هم يستقطبون العقول و غيرهم يربي عجول !
التفسير السريالي لعلوم الحياة و الركون إلى مهارات الذكاء
الإجتماعي و البرمجة اللغوية الإيحائيه، و إجادة التملق و النفاق شعرا و نثرا، هدفه مكاسب فردية للمقربين من هذا أو ذاك على حساب الوطن.. بل
تجعلنا مكانك سرْ.. فتبقى أحلام الشباب بين الوزارة و الوزارة الموازية... وكلام الليل
مدهون بزبدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق