الجمعة، 17 نوفمبر 2017

حاميها حراميها..


بقلم:عبدالغني محمد الشيخ

قبل الشروع في مكافحة الفساد ..
قبل تهريب ثروة الوطن للخارج..
قبل توالد و تنامي نفوذ رموز الفساد ..
قبل انتشارهم كالسرطان ..
قبل إفساد ذمم النشئ..
وتكبد الوطن خسارة أموال الأجيال..

علينا أن نهتم بصناعة النزاهة..

نعلم اطفالنا القيم..
ننشر الفضيلة بين الأجيال.
نفهمهم الحلال و الحرام..
نكرس الشفافية أساس للتعامل..
نعزز مبدأ المحاسبة موس على كل الرؤوس..
نجعل المعلومات متاحة للجميع..
نستخدم التقنية الحديثة ..
نعتدل في قراراتنا..
نتصرف في المال كحرّاس ..
نتعامل مع الناس بالمعروف..

نصوص انظمة الدولة صارمة "ماتخرّش الميه"؛ لكن التسريب يكون بالعقود و المنافسات... تسمع جعجعه و لا ترى طحينا!

حاميها حراميها ..
في أثناء الحكم العثماني قرر ثلاثة من طالبي العلم السفر إلى بغداد في العراق لزيارة ضريح أحد الأولياء الصالحين، وأخذوا معهم مالا كثيرا للإنفاق على الرحلة؛ ولكنهم ضلوا الطريق.
وفجأة صادفهم شخص يجيد فن الكلام المعسول والوعود البراقة، فعمل لهم من البحر طحينة؛ فاقتنعوا بأن العناية الالهية هي التي أرسلته لهم ولم يفكر احدهم ولو للحظة ان يكون هذا الرجل نصابا. لأن علامة السجود كانت تملأ وجهه والابتسامة لا تفارق شفتيه، فضلا عن حديثه الطيب الذي لم يخل من ذكر اسم الله.. فهل من المعقول الشك في رجل يتمتع بهذه الصفات.
ثم ساروا جميعا وبعد بضع ساعات اختفي الرجل الرجل الطيب وكأن الأرض قد انشقت وابتلعته بعد أن سرق كل ما لديهم من أموال، وظلوا يبحثون عنه حتي عثروا عليه فحاول الهرب؛ ولكنه لسوء حظه كانت تمر أمامه فرقة من العسكر ألقت القبض عليه. وتم ترحيله الى الحاكم، الذي استقبلهم بحفاوة وكان بشوشا أيضا وسمع منهم القصة من الألف الى الياء فطلب من الجميع مغادرة الغرفة حتي يستجوب السارق على انفراد وكان هناك رجل بغدادي طيب القلب يراقب ما يجري حوله.. وبعد حوالي ساعة خرج الحاكم وهو يصيح في وجه المجني عليهم مؤكدا لهم أنه لم يجد مع الرجل أي مسروقات وخرج تاركا المجلس، وهنا قال لهم البغدادي: دعوني أتحدث مع اللص على انفراد، وبالفعل جلس معه وقال له لو قمت برد المال الحرام لأصحابه سوف أعطيك قطعة ذهبية حلال؛ فأخبره أن العسكر أجبروه على عدم الاعتراف كما أن الحاكم هدده بالإعدام لو قام برد المبلغ.. فقال له البغدادي حقا حاميها حراميها ولكن يا بني لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فخرج اللص ورد المبلغ الى أصحابه وصارت هذه هي قصة المثل الشعبي «حاميها حراميها» الذي تتناقله الأجيال حتى الآن!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهمية الرؤية والرسالة والقيم للمنظمات

تقوم كثير من الشركات التي تسعى للحفاظ على ما تحققه من مستويات عالية من النجاح باستخدام بعض المفاهيم الحديثة في الإدارة، لقد أصبح ل...