الاثنين، 27 نوفمبر 2017

بريقزت Brexit (ما قبل) ..موت…قاعد

بريقزت..موت…قاعد

بقلم: عبدالغني محمد الشيخ



المورد البشري أغلى ما تتملكه الدوله، إذ أنه الاصل في عمارة الارض، وعندما يجري مقارنته بالموارد الطبيعيه الاخرى الناضبة و المتجدده يكون هو أهم الموارد على الاطلاق.. و بما أننا ملتزمين بالحفاظ على مواردنا الطبيعية من أجل البقاء على وجه الارض، فمن باب اولى العناية بالبشر.. لتظل مواردنا الطبيعية محمية كي ينعم بها المخلوقات على هذه البسيطة،

مَن يرعى مَن ؟
العلاقات بين الموارد الطبيعية و البشرية علاقة تفاضل و تكامل.
من يحمي الطبيعة من جور الانسان،هو الانسان.
وهو أيضا من يدمر نفسه بتدميره للكوكب.!
 "نحن على مشارف مرحلة الانقراض الجماعي السادسة العظيمة"؛ بحسب النتيجة التي توصلت إليها ثلاث جامعات أمريكية من خلال فريقهم البحثي المشترك في الدراسة المنشورة بمجلة ساينس أدڤانس، فينبغي التصالح مع البيئة و تعزيز قيمة الامن البيئي لدى الناشئة.

وفرة في الموارد و سوء في التوزيع..
عدد المتقاعدين الأحياء بلغ بنهاية ٢٠١٥ أكثر من نصف مليون، منهم ١٠٪ نساء، لقد دأبت بلدي على صيانة مواردنا البشرية؛ فانعمت عليهم بسخاء بما يعزز دورهم في التنمية، و بما أننا في زمن إعادة التدوير، فالوطن أولى بموارده من سواه.!
فهل عقمت الامهات عن ايجاد وسائل لاستثمارهم؟

روحوا عن أنفسكم، فالقلوب إن تعبت عَميت..
التقاعد سنة الحياة و مرحلة طبيعية بمنحنى العمر، لكنه ليس نهاية العالم.
الوظيفة تستنفذ العمر والمقابل بطبيعة الحال لا يوازي الفاقد؛ فالكثير منا عندما يبلغ سن معين و دخل تقاعدي مناسب مع تأمين صحي، يُفضِّل الراحه أو عمل جزئي بدخل اضافي، فمن المناسب للانسان التقاعد مبكرا نسبيا إن تيسر، للاستمتاع بحياته قبل خريف العمر.
 نحن من الشعوب التي لا تجيد تخطيط الحياة، الـ “البريقزت” ترجمة لعبارة ما قبل التخارج و المقصود هنا هو التقاعد وما يترتب عليه من آثار مادية و نفسية و اجتماعية؛ فالتقاعد للشخص النشيط ربما يكون نهاية رديئة لحيويته و شبابه وتحديات أخرى، وقد ينذر بدخوله نادي “موت..قاعد” قبل الأوان، مالم يفرغ طاقته بالمفيد.

مؤسساتنا خارج السرب..
بحسب النتائج، مؤسستا التقاعد و التأمينات الاجتماعية يغردان خارج السرب..وربما كانا بعيدان عن الواقع تماما.!
لم نسمع عن وجود جمعيات تعاونية أو شركات حكومية للافادة من المتقاعدين الراغبين في العمل.. في دول أخرى يحظى المتقاعدون بفرص عمل بدوام كامل و جزئي، في الأردن مثلاً توجد شركة للنقل يديرها المتقاعدون بالقطاع العسكري من كافة الرتب، فما يعرقل طموحاتنا تحديات تتطلب قيادات قوية، فهل لدينا خططا لتهيئة المتقاعد ما قبل ٢٠٣٠ بعدالة ونزاهة بعيداً عن الفئوية و المحسوبيات؟
المتقاعد آدمي صالح للاستعمال.. خبراته ممكن تدويرها، و مهاراته سهل تأهيلها.. لكني أُصدم بقرارات غريبة للتخلص من الموظفين بنظام التقاعد المبكر أو محفزات أخرى تنذر بانهيار الخدمة مالم يتم التخطيط للمشروع بشكل علمي بتكامل مؤسسي ـ وهذا ما لم نعهده من قبل ـ ... أفلا تعلم هذه الوزارات بأنها تقوم بدفن مليارات السنين من الخبرات و تريلونات الريالات دون أدنى مسئولية؟.

يمكن زيارة مدونتي على الرابط .. https://abdulghanisa.blogspot.com/
لمطالعة المقالات كاملة في مساحة أكبر.

الأحد، 19 نوفمبر 2017

بالوناتنا.. و كوكب اليابان

بقلم: عبدالغني محمد الشيخ


جميل أن يكون لديك طموح شخصي و أهداف تعمل لأجلها..
جميل أن يكون عندك حلم في نومك ويقظتك..
جميل أيضا أن يكون لدينا جيل يفكر إيجابيا في النجاح.

في إحدى ورش العمل طلب المدرب تقسيم المشاركين إلى فريقين، طلب ربط بالونة منفوخة في قدم كل مشارك، وجه المدرب كل مشارك للحفاظ على بالونته سليمة قدر الامكان،
أطلق صفارة البداية فهجم المشاركين على أقدام بعضهم البعض لتفجير البالونات.!
الواقع، المدرب طلب منهم الحفاظ على بالوناتهم سليمة فقط.!؟
 لكنها ثقافة «أنا و من بعدي الطوفان».!

العالم الراحل أحمد زويل رحمة الله عليه قال: “الغرب ليسوا أذكياء، لكنهم يدعمون الفاشل حتى ينجح و نحن نحارب الناجح حتى يفشل”.

تعليمنا بلا هوية..
لا نعلم اتجاهاته؛ توجهات الوزير هي من يحدد مصير الأجيال فترة وزارته... أذكر أنه كان لدينا ثانوية صناعية و تجارية و شاملة، علاوة على الثانويات التابعة للقطاعات العسكرية الى جانب الثانوية العامة.
أين أختفت؟
 قارنوا بين مخرجاتها و حال الجيل الحاضر!

في اليابان يتم السبر الفعلي لقدرات الطلاب في مرحلة التعليم الأساسي، فيتعلم الطفل الدين، الأخلاق، مهارات مهنية  كاخياطة و النجارة و الكهرباء و السباكة و كذلك الميكانيكا اضافة إلى التفكير و التحليل، اللغات، فنون القتال و التحمل، الموسيقى، علوم الحياة..

مدرسة العلوم الخارقة الثانوية في يوكوهاما تضم الطلاب المتميزين و أفضل الأساتذة من كافة أرجاء البلاد كلفت المدينة مئة مليون دولار الغرض منها تخريج العلماء. تضاهي بتجهيراتها أرقى الجامعات العالمية، ولا تهمل المدرسة الدروس التي تدرس في المدارس الثانوية العادية ولكنها تركز على تدريس المواد العلمية عبر تجارب عملية تحفز التفكير عند الطلاب. يشرف عليها خمسة من أشهر العلماء اليابانيين الحائزين على جوائز نوبل في العلوم و الفيزياء و الكيمياء،
يتوقع المديرون أن تخرج المدرسة الجيل القادم من العلماء الذي تحتاجه اليابان لتحافظ على مكانتها المتفوقة في العالم، طلابها يلتقون مع العلماء الحقيقين، وهذا التواصل المباشر بالاضافة إلى التجارب العملية سيساعدهم ليصبحوا علماء أيضا.
في المختبرات يقوم الطلاب باجراء التجارب و لكنهم يخضعون لتجربة تجريها الحكومة عليهم وتدور حول قدرة الجرعات العلمية على صنع العلماء.

قال د. غازي القصيبي رحمة الله عليه:
 "آمنت بأن القمة تتسع للجميع فلم أحسد أحداً".

أما أقوام، فقد فعلوا كالغراب، الذي أراد تقليد مِشية العصفور فلا اتقنها و لا عاد لمِشيته!

ينقصنا في الوطن العربي هوية و رؤية واضحة للتعليم، أهو تعليم شرعي أصولي أم معتدل منفتح دينا و دنيا لكن أغلب الظن بأنا «لا كعبا بلغنا ولا كلابا»،
 في حين أننا بحاجة إلى تعزيز التفكير الجمعي للنجاح  الوطني؛ بمنهجية علمية ونصوص قابلة للتطبيق لا للتطبيل، من رأس الهرم إلى قاعه بنفس الفكر و الأداء و الوتيرة بلا تمييز أو فئوية بين طبقات الشعب.
الغرب يعمل على منهجيتين:
١- استقطاب العقول.
٢- إدارة المعرفة.

إخواننا العربستان يظنون بأن وسائل التواصل الاجتماعي وضعها الغرب حبا في سواد العيون، إن أهدافها العميقة في جمع البيانات و دراسة توجهات الشعوب و طرق التفكير لديهم ليسهل على مراكز البحوث و الدراسات الاجتماعية و السياسية التغلغل في الأدمغة البشرية ثم يعدون لهم العدة بطريقتهم، وبيدي لا بيد عمرو.

الصينيون و الكوريون الوحيدين الذين فطنوا لمكرهم، فقد امتنعوا عن الانترنت حيث عمل الصينيون انترانت صيني خاص فيهم بفيسبوكه وتويتره مع منصات للتواصل الاجتماعي ، و بينما حجبت كوريا الشماليه الانترنت عن البلاد تماما سمحت لست شخصيات باستعماله بينهم رئيس الدولة.

تشير الاحصائيات أن ٣٤٪ من الأطباء عرب .. الواقع هم يستقطبون العقول و غيرهم يربي عجول !


التفسير السريالي لعلوم الحياة و الركون إلى مهارات الذكاء الإجتماعي و البرمجة اللغوية الإيحائيه، و إجادة التملق و النفاق شعرا و نثرا، هدفه مكاسب فردية للمقربين من هذا أو ذاك على حساب الوطن.. بل تجعلنا مكانك سرْ.. فتبقى أحلام الشباب بين الوزارة و الوزارة الموازية... وكلام الليل مدهون بزبدة.


الجمعة، 17 نوفمبر 2017

حاميها حراميها..


بقلم:عبدالغني محمد الشيخ

قبل الشروع في مكافحة الفساد ..
قبل تهريب ثروة الوطن للخارج..
قبل توالد و تنامي نفوذ رموز الفساد ..
قبل انتشارهم كالسرطان ..
قبل إفساد ذمم النشئ..
وتكبد الوطن خسارة أموال الأجيال..

علينا أن نهتم بصناعة النزاهة..

نعلم اطفالنا القيم..
ننشر الفضيلة بين الأجيال.
نفهمهم الحلال و الحرام..
نكرس الشفافية أساس للتعامل..
نعزز مبدأ المحاسبة موس على كل الرؤوس..
نجعل المعلومات متاحة للجميع..
نستخدم التقنية الحديثة ..
نعتدل في قراراتنا..
نتصرف في المال كحرّاس ..
نتعامل مع الناس بالمعروف..

نصوص انظمة الدولة صارمة "ماتخرّش الميه"؛ لكن التسريب يكون بالعقود و المنافسات... تسمع جعجعه و لا ترى طحينا!

حاميها حراميها ..
في أثناء الحكم العثماني قرر ثلاثة من طالبي العلم السفر إلى بغداد في العراق لزيارة ضريح أحد الأولياء الصالحين، وأخذوا معهم مالا كثيرا للإنفاق على الرحلة؛ ولكنهم ضلوا الطريق.
وفجأة صادفهم شخص يجيد فن الكلام المعسول والوعود البراقة، فعمل لهم من البحر طحينة؛ فاقتنعوا بأن العناية الالهية هي التي أرسلته لهم ولم يفكر احدهم ولو للحظة ان يكون هذا الرجل نصابا. لأن علامة السجود كانت تملأ وجهه والابتسامة لا تفارق شفتيه، فضلا عن حديثه الطيب الذي لم يخل من ذكر اسم الله.. فهل من المعقول الشك في رجل يتمتع بهذه الصفات.
ثم ساروا جميعا وبعد بضع ساعات اختفي الرجل الرجل الطيب وكأن الأرض قد انشقت وابتلعته بعد أن سرق كل ما لديهم من أموال، وظلوا يبحثون عنه حتي عثروا عليه فحاول الهرب؛ ولكنه لسوء حظه كانت تمر أمامه فرقة من العسكر ألقت القبض عليه. وتم ترحيله الى الحاكم، الذي استقبلهم بحفاوة وكان بشوشا أيضا وسمع منهم القصة من الألف الى الياء فطلب من الجميع مغادرة الغرفة حتي يستجوب السارق على انفراد وكان هناك رجل بغدادي طيب القلب يراقب ما يجري حوله.. وبعد حوالي ساعة خرج الحاكم وهو يصيح في وجه المجني عليهم مؤكدا لهم أنه لم يجد مع الرجل أي مسروقات وخرج تاركا المجلس، وهنا قال لهم البغدادي: دعوني أتحدث مع اللص على انفراد، وبالفعل جلس معه وقال له لو قمت برد المال الحرام لأصحابه سوف أعطيك قطعة ذهبية حلال؛ فأخبره أن العسكر أجبروه على عدم الاعتراف كما أن الحاكم هدده بالإعدام لو قام برد المبلغ.. فقال له البغدادي حقا حاميها حراميها ولكن يا بني لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فخرج اللص ورد المبلغ الى أصحابه وصارت هذه هي قصة المثل الشعبي «حاميها حراميها» الذي تتناقله الأجيال حتى الآن!.

أهمية الرؤية والرسالة والقيم للمنظمات

تقوم كثير من الشركات التي تسعى للحفاظ على ما تحققه من مستويات عالية من النجاح باستخدام بعض المفاهيم الحديثة في الإدارة، لقد أصبح ل...