بقلم : عبدالغني محمد الشيخ
هل نستثمر في الوقاية أم في العلاج؟
هل صحة الناس أولاً، أم المريض أولاً ؟
اللافت أن وزارة الصحة تبنَّت شعار “المريض أولا” في حين يأتي نطاق الانسان أشمل من نطاق المريض، و صحته قبل سَقَّمه أولاً.!.
ربما نتفق؛ الاَّ مساومة على حياة الانسان .. كما لا تخضع لحسابات الربح و الخسارة .
بحيث لا مجال لإطلاق الشعارات الملتبسه ولا يوجد حيّز للتورية والمواربة..
فالموضوع جد خطير . لذا فعلينا وضع النقاط على الحروف بشأنه، ثم تحييّد العلاقات البينيَّة والعامه ذات الصلة إن وجدت. مالم تجيَّر لحساب حياة الإنسان؛
يمكن التحرك في المساحة الحرة المتاحة .. بينما يجب التوقف أمام بوابة الصحة العامة.. تأملوا ما الذي أصاب الناس جراء الاستهانة والتسطيح عند تشخيص القضايا الهامة؟
الشلل و السمنة والسكري وغيرها من الإمراض المتوطنة وأمراض المناطق الحارة تفتك بالوالد و الوالدة ، فالأخ ، والإبن ، (قنطار وقاية خير من درهم علاج ) إن كنتم تعقلون.
الواقع أن التشخيص هو أول خطوة في طريق الحلول الناجعة المؤثرة والمستدامة .. فلأننا كنّا نستغرق الغايات عبر عقود طويلة ونترك الجذور فوصلنا لمنحنى حرج على مستوى الصحة عموماً.. فقد كنّا كمن يهرق الماء ويستنفذ الجهد بعيدا عن مصدر الحريق..!. لقد انصبّت كل الجهود على معالجة العوالق على السطح، وهي تمثّل ١٠٪ فقط من أصل المشكله الغاطس بالعمق وحجمه ٩٠٪ ،
فنهرع بموجب هذا المسح السطحي للتوسع في مراكز التأهيل الطبيعي و الوظيفي و مقاعد الابتعاث. (هذا جيد) و لكن لماذا نتعسّر عند التوعية الاستباقية والوقائية؟
إن القطاع الصحي الخاص هو الرابح الأكبر من موارنة وزارة الصحة وطواقمها الطبية عالية التأهيل، التي أنفقت عليها الدولة المليارات في التعليم والتدريب المستمر، فما دام الوزارة تعتبره شريك أصيل في تقديم الخدمات الطبية، مع أننا نشهد غيابا جلياً له عن الساحة في جانب المسؤولية المجتمعية. -تحديدا- التوعية بالامراض القاتلة الصامته، فاسترعي عناية مقام وزارة الصحّة باضافة فقرة إلى نظام التراخيص الطبية، تُلزّم المنشأة الصحية الجديدة أو المُجَدِّدَّة للترخيص؛ بتقديم ما يؤكد ارتباطها بعقد مع (مؤسسة) معتمدة لدى الوزارة.. أو (بقطاع الاستثمار بالوزارة) على أساس أنها جهة معتبرة ، و معنية بالأمر، ذلك لتنفيذ برنامج توعية صحية طوال جريان مدة الترخيص، كما أنه يتوفر لديها إمكانات بشرية وتقنية عالية التأهيل والتجهيز غير مستثمرة بشكل مؤثر وعوائد مالية وفيرة تكفي لتطوير القطاع،. فقيمة رسالة جوال أو بضع ثواني تلفزونية، أو بث مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، والشبكة العنكبوتية (حسب حجم المنشأة و مستواها) لن تهوي بأرباحهم و عوائد منشآتهم الفلكية.
عنئذ تقوم وكالة الصحة العامة بوزارة الصحة و الجهات الرقابية الرسمية بمراقبة التنفيذ وقياس مناسيب التأثير، ثم تحرير مخالفات مادية مؤثرة و متصاعدة ضد المنشأة المتهاونة.. كما يمكن الإستفادة من مؤسسات المجتمع المدني لإبداء ملاحظاتهم إزاء تطبيق الخدمة . من جانب الوزارة؛ فقد بدأت فعلياً. حراك ملموس في التوعية.. يذكر فيشكر. لكنها جهود تحتاج إسناد فعاّل لدرء مخاطر تكاد تعصف بالمواطنين.. نجني الآن أثرها، كم سيعاني منها الاجيال القادمة ؛ ما لم نتحرك ككتلة واحدة تجاهها.
إن حياة الناس ينبغي ألاّ تخضع لحسابات الربح و الخساره ابداً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق