السبت، 2 يونيو 2018

ذاكرة المدير السمكية..






بقلم عبدالغني محمد الشيخ

الوطن و المواطن أولاً
وصايا المؤسس المغفور له طيب الله ثراه الملك عبدالعزيز لأبنائه: «كونوا يداً واحدة وقريبين من الشعب»..
 ومن لايذكر كلمة المغفور له الملك فيصل الشهيرة حينما شكى للمواطنين من وزارة الاعلام..؟
الملك عبدالله رحمة الله أوصى وحث على خدمة المواطن و مراعاة شئونه بالكلام و الدموع !.
الملك سلمان شخِّص قاعدة العمل الأولى في مجلس الشورى:
(تعملون لمصلحة الوطن .. لالمصالح حزبية أوفئوية أو شخصية)
فقد كانت آخر وصايا خادم الحرمين في توجيهاته الضافية أيده الله يوم الثلاثاء - 13 شهر رمضان 1439 هـ - 29 مايو 2018 مـ حيث أوصى أمراء المناطق بالاهتمام بمصالح المواطنين والمقيمين ومتابعة أحوالهم.
قياداتنا أدمغة من ذهب 
ارتبطت الصورة النمطية للمبدع بالفقر، وسوء الفهم مع المجتمع و النهايات المأساوية، ومن ثم يعاد اكتشافه بعد موته فيتم تقديره و تكريمه فمنحه أرفع الأوسمة.
لكن يلتبس على أكثر الناس أن أكبر المشاريع الاقتصاديه و المهمات الحرجة مهما كان نوعها تنطلق من فكرة ابداعية لمهندس أو فنان أو مستشار، دون أن يذيّل أيا من المنتجات بأي توقيع سوى الشركة المنتجة.. والشواهد على ذلك لاتحصى؛ 
وهاهو مهندس السعودية الجديدة ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان يحفظه الله يعمل بصمت و لايرى العالم سوى منتجات طابع واحد فقط هو «صنع في السعوديه» والقادم أجمل باذن الله.

الموظف.. والذاكرة السمكية
أعني بالموظف كل من يتقاضى راتبه من الدوله مهما علا شأنه و وارتقت مرتبته.. 
لقد تشرفت بحضور مجالس عامة لعدد من أمراء المناطق، فحديثهم دوما كان تكرار لوصايا و توجهيات الملك وولي العهد الأمين بالاهتمام بمصالح المواطن، وفتح أبوابهم لمقابلة المواطنين والثيام بجولات إلى مراكزهم وقراهم لمتابعة مستوى الخدمات و توفير ما ينقصهم، 
 زد على ذلك المتابعة الحثيثة للمنجزات من خلال مجلس المنطقة،
إنما؛ يبدو أن أرقامهم التي تعرض غير دقيقة و تقاريريهم “تطبخ بليل” مكرره .. عدا التواريخ،
 أما على الواقع، كل شيء على ماهو عليه من سنين .. المواطن يسمع جعجعة لكنه لايرى طحينا .. 
ذاكرة بعض المديرين كذاكرة السمكة .. 
وفي هذا السرد السريع، أذكر اكتشاف علمي جديد في مصلحة البعض : هو أن ذاكرة السمك يمكن ان تصل الى 12 يوم.. وهو رقم مميز ان احتفظ به سعادته.
وبهذا يستطيع أن يحتفظ الشخص المسؤول تحديدا بوصايا ولاة الأمر و أمراء المناطق لمدة أطول.. 
يعاد تنشط الذاكرة في الجلسات الأسبوعية لامراءالمناطق، لكن بعض اعتبرها حضوريه وخارج دوام.!.
إن مايلمسه المواطن، بأن الموظف قد بلغته الوصايا والتوجيهات العليا بصورة مغايرة جذريا عن غاياتها؛ فتم نقلها إلى المستويات الاداريه الأدنى بما يتناسب مع مفاهيمه لاكما ينبغي لها ان تتحقق.. إلى حد أن بعضهم وضعوا إجراءات للحئوول دون مقابلة الجمهور بتصميم مخارج سرية للهروب بحجة أنه في اجتماع و الناس بقاعات الانتظار بعرائضهم وهمومهم و البعض يطرد من الدائرة بواسطة فريق المدير ..
 من شجع هؤلاء على الترفع عن مقابلة الناس و التهرب من توفير مطالبهم؟
هل نحتاج إلى تغيير أشخاص باستمرار لتنفيذ سياسيات..
 أم نحتاج سياسيات قابلة للتنفيذ من قبل أي شخص؟
مازلت على طول الخط مع توجه تأهيل الصفوف القيادية من جميع أنحاء البلاد ثم تدويرهم علي مراكز الخدمة آليا من خلال قاعدة بيانات عبر البلاد؟ 
كم سيستمر الطاقم الوزاري الجديد؟
وما يحمل في حقيبة التكليف من مسؤليات و صلاحيات، وكم المدة الزمنية المقررة لتحقيقها؟
تحضرني قصة قصيدة الأمير عبدالرحمن بن مساعد «أحمد محمد سلامه».. 
أن سلطان زمانه سلم وزير السلطنه مليونين دينار ليوصله للمواطن أحمد محمد سلامه، الذي ناشد السلطان على صفحات الجرائد يشكو حالته و فقره .. 
فجرى تآكل المبلغ بين مسؤولي السلطنة إلى أن بلغه من المليونين هذه العبارة: 
 سيدنا بيسلم عليك ..وحب يطئمن عليك.. وكلفنا ننقل لك رسالة :
سيدنا السلطان .. أدام الله أيامه يتمنى للأطفال عندك .. كل الشفا وكل السلامة.. مبروك يا أحمد تستاهل ..مع السلامة .. !

أخيراً: إن بين مايتلقاه المسؤول من وصايا و توجيهات من لدن ولاة الأمر بالحرص على حقوق و مطالب الشعب، وبين الذاكرة السمكية للمديرين، تؤيدها ممارسات البعض على الأرض، 
فقد رُسمت هذه الممارسات في خطوط متوازية مع الوصايا والتوجيهات… عليه لن تتلاقى ابداً.
 دمتم بسلامه.. يا أحمد محمد سلامه

https://www.youtube.com/watch?v=3D6WsSDcbR8

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهمية الرؤية والرسالة والقيم للمنظمات

تقوم كثير من الشركات التي تسعى للحفاظ على ما تحققه من مستويات عالية من النجاح باستخدام بعض المفاهيم الحديثة في الإدارة، لقد أصبح ل...