بقلم: عبدالغني محمد الشيخ
لقد نهضت الأمة اليابانيه عام ١٩٥٠ لأنها طبقت ممارسات الجودة، بعد ما كانت ركاما،
في الوقت الذي كان أقصى طموح الأمريكان أن ينتج لهم “فورد” حصانا سريعا، بينما أوروبا منغمسة بعصر الظلمات.!
أتفِق مع المنادي بنشر ثقافة الجودة مادام المقصود تطبيق افضل الممارسات.. بدءا من تدريس رحلة الجودة في التعليم الأولي.. إلى الوصول لتطبيقات و أدوات التميز في المرحلة الثانوية بشكل محبب إلى النفس.
بحيث إن خرج الشاب إلى سوق العمل، الخاص أو العام يكون ناضجٌ، مدركٌ أهمية الوقت والموارد.. كما ويُقدر المخاطر في المعاملات والتعامل.
البروفسور محمد زائيري خبير الجودة العالمي، صحح عندي كثيرا من المفاهيم “الموروثة”، حول ثقافة الجودة التي يعتبرها كبار التنفيذيين بأنها مجرد محاضرات ونشرات توعية..
أبداً.. إنها تدريب وتعليم على أفضل الممارسات.. بداية من تدريب الطفل على ترتيب خزانة ملابسه و سريره، إلى أن يدرك قيمة (ثمن) وأهمية معلمه فكتابه ثم طاولة مدرسته وبالتالي الوطن.
في المرحلة الجامعية و معاهد التدريب التقني و المهني ينبغي تدريس مناهج التميز المؤسسي و تحسين وتطوير الأداء “بالسيجما” والمواصفات القياسيه العالمية “كالأيزو مثلا” لكل فرع من فروع التعليم المهني والجامعي..
في تقديري لا ينبغي قبول المتقدمين على المناصب التنفيذية والقيادية الا بعد حصولهم على رخصة القيادة الادارية لكل مستوى من خلال بيوت الخبرة المعتمدة لدى منظمات المواصفات القياسية العالمية.. سواء أكانت المؤسسات خدمية،صناعية،تعليمية أو تطوعية.
لقد صُنف نطاق الأداء والقيادة، على رأس المواصفة العالمية.. للمنظمات الأكثر تميزا ونجاحا في العالم.. ثم جاء التخطيط و المساندة والتشغيل وتقييم الأداء تاليا؛ فالتطوير والتحسين.
إلى جانب خدمة المجتمع و العمل التطوعي. وما ينطوي تحتها من مواصفات فرعية و فرع الفرع..
حينها نكون قد أخترنا قيادي يجيد الإدارة الرشيدة المتقنه، عالية الانتاج والمنتجات.. متميز في إدرة الموارد و العائد.. لضمان المنافسة والنمو و الاستدامة.
المؤلم أن معظم التفيذيون لا يدركون أهمية الجودة، فضلا عن أدوات التحسين المستمر والتميز المؤسسي.. همهم الشهادات و الدروع ثم التصنيف والاعتماد.. كيفما أُتفق!
فكيف نُسَلم القيادة لمن لا يمتلك رخصة للأيزو (مثلاً) في التخصص الذي يكلف فيه،؟
العوار في استحقاقات الترقية والتعيين ولد تصرفات سيدفع الأجيال القادمة ثمنها باهضاً!
فمؤشرات الفساد والترهل و الوهن، ليست بحاجة إلى شهود.!
جودة الفساد
اكتب المقال وامام عينيّ نماذج تنفيذية تمتلك شهادات عليا حتى في إدارة الجودة ..«لكن بعضهم أفسد الجودة نفسها فكانت الجودة في قمة الفساد»،!
تأكدوا.. أن استمرار التوظيف والترقية بالتزكية والتوصية، أو الواسطة والاستثناء ثم المفاضلة بسنين الخدمة.على أقصى تقدير”، قد أورد مؤسساتنا غياهب الجب..
{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ}
فأما من يزعمون أنهم قدموا منجزات والواقع هي قشور..
فأما من يزعمون أنهم قدموا منجزات والواقع هي قشور..
فقد زال بعضها قيد التنفيذ قبل التسليم.. نتيجة طبيعية لعدم التقيد بمعايير الجودة و الرقابة على المواصفات القياسية!!
كون التعيين يجري بمبدأ خذه “من نَخْلِه على جِمَاله”، «كما نقول في جازان»..
ولكي نرجوا تحول وطني سليم البنية في موعده ،مع رؤية واضحة بقيادة احترافية فلابد من توحيد توجهاتنا و تأسيس البناء المتين ومكانه الطبيعي التعليم الأوليّ ..
استووا.. اعتدلوا ..!
الجودة أسلوب حياة.
فإن اتفقنا أن الجودة إتقان وإحسان. فنحن أولى فطريا برضا رب العالمين واتباع سنة سيد الخلق من الغربيين و اللادينيين.
تأملوا كيف تكون فوضى وقوف السيارات وقفل الشوارع و ايذاء المارة خارج المساجد بداعي أداء الصلاة.. !
كذلك رص أكوام الأحذية في مداخل المساجد بشكل مزرٍ..!
ثم ركزو عندما يقول الإمام استووا.. اعتدلوا،
الكل يحرص على محاذات المناكب وسدّ الخِلال بين الأقدام و الأجساد.. كذلك الطهارة، والمناسك، فالتعامل..!
الجودة ممارسات يمكن تعليمها في المدارس.. ! عليها ثواب و عقاب.؟
هل ضوابط ربط حزام الأمان و استعمال الجوال أثناء القيادة ثقافة أم ممارسة؟
لو قدر الله وكنت مسؤلاً، لوجهة فورا بإنشاء مركز لترخيص التنفيذيين لأوفر على الدولة و أجيالنا القادمة عبث و معاناة عقود من الزمن.
أخيراً: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عمل أن يتقنه”..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق