بقلم : عبدالغني محمد الشيخ
العين الفارغة لا يملؤها إلا التراب
منذ السبعينات الميلادية و الجهات التشريعية لم تقرر بعد السماح للموظف الحكومي بممارسة العمل التجاري من عدمه، لحاجة في نفس يعقوب قضاها.!
الموظف الحكومي من البدايات يمارس العمل التجاري داخل جهازه.. و على عينك ياتاجر، .. شاء من شاء.. و أبى من أبى، «وأهو ولدنا أحسن من الغريب»…
و على حسب حجم المشروع… فإن كان بالملايين فقط، قد يحتاج سوى ترتيبات بسيطه مع الزملاء داخل المصلحة.. أما إن كان أكبر، فربما تطلب الموضوع دعما أكبر من المعنيين بالجهاز. وابشر بعزك.. مكانك بالوزارة أو الشورى محجوز مادمت “ولدنا”
اللهم لا حسد.. الراتب مايكفي الحاجة
تغيير الأثاث و البلاط، و النوافير و الدهانات شغالة في المباني الحكومية وحتى المستأجره “ربنا ينوّر” . لو في الرصيف حبه بلاط وقطة قماش! عالم رهيب .. يسرق الكحل من العين!.
الناس تستغرب؛ هل هذا المال العام ماله صاحب؟!.
الواقع أن الشركات التي ترغب التحول إلى عظيم تختار “الأنسب” و ليس الأفضل.. وهذا الذكاء الإجتماعي الذي ينادون به اليوم «ضرب عصفورين بحجر»، لكن بطريقتهم.
نصبر على الأنسب لو ما يفهم شيء،
ندربه على طبعنا و قيمنا حتى إن نحن تقاعدنا، يكون ذراعنا في المصلحة.. يمشّي أوراقنا.. ومنها يتولى هو تدريب الأجيال القادمة “فسمْنِنَا في دقيقنا” .. هكذا تورد الابل ياسعد .
"اللى تحسبه موسى يطلع فرعون”؟
لم تتوقف حكمة العرب قديمًا عند قدرتهم على إطلاق الجمل الفصيحة والعبارات التى يأخذونها من مواقف معينة تحدث فى حياتهم اليومية،
لكنهم كانوا يمتلكون قدرة الاستشهاد بالقصص والأساطير التى تتشابه فى تفاصيلها مع ما يحدث لهم، فعادوا إلى حياة الرسل والأنبياء فدخلوا فى تفاصيل الحكايات، حتى استطاعوا أن ينسجوا منها أقوالا مأثورة توارثنها بعدهم حتى دخلت ضمن تراثنا الشعبى فأصبحت من الجمل المتداولة حتى الآن.
ومن أبرز الأمثال الشعبية القديمة التى نتداولها حتى الآن
"اللى تحسبه موسى يطلع فرعون" وفى هذا المثل إشارة واضحة ومباشرة إلى قصة سيدنا موسى عليه السلام وفرعون الحاكم الظالم،
ولكن القدامى استخدموا هذا المثل عندما وجدوا البعض يقوم بأفعال صالحة كثيرة أمامهم ثم اكتشفوا فيما بعد أن هذه الأفعال غير صالحة كما تبدو أمامهم على الإطلاق، فشبهوا البداية والأعمال لصالحة بأخلاق الرُسل، ثم جاءوا فيما بعد ليشبهوا حقيقة هذه الأفعال السيئة بأخلاق فرعون، نظرًا لاختلافها بشكل كلى عن البداية، ومن هنا أخذوا جملة
"اللى تحسبه موسى يطلع فرعون" حتى أدرجوها ضمن قائمة الأمثال الشعبية الخاصة بهم.
إنه لا مكان لوثيقة أخلاقيات المهنة .. فتعارض المصالح الخاصة مع الوظيفية أصبح جزء من سلوك القيادات، فلا حياة لمن تنادي ..
أنه لنذير خطير على الدين ثم الوطن.
اللهم بلغت .. اللهم فأشهد..
أخيراً: المسكنه و السهْتنه صفة الأنسب.. يتمسْكّن حتى يتمكّن.
(إن ربك لبالمرصاد).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق