بقلم عبدالغني محمد الشيخ
بناء إنسان و تميّز محتوى
برغم اننا على مرمى حجر من برنامج التحول الوطني ٢٠٢٠ إلا أن عددا كبيرا بالقطاع الحكومي إلى الآن لم يصل إلى معدلات الجودة الشاملة المقبولة لدى المستفيد، فضلا عن تجاهلهم ممارسات التميّز المؤسسي…!
إن رحلة التميز تحتاج إلى َنفَس طويل، تدريب و ندوات و مناهج دراسية و خلافه، بالتوازي مع حوكمة السلوك التنظيمي و الرقابة الذاتية لمستوى الاداء و الإنفاق الرشيد..
“بعضهم للأسف: يجتهد خارج النطاق، فعطل المراجعة الداخلية وعلق دور الادارات القانونية بلا وعي أو مراجعة”!.
فمشروع التميز المؤسسي انطلق فعليا بتدشين جائزة الملك عبدالعزيز العام ٢٠٠٧ لأول منافسة لقطاعي الخدمات و الصناعة بشكل اختياري،
إنما بعد استيفاء البنية الأساسية لإستراتيجية الجودة الوطنية ثم تأسيس مركز مستقل للجودة و التميز، ستُلزم كافة قطاعات الدولة على تطبيق معايير التميز المؤسسي لتحقيق هدفاً استراتيجياً وطنياً في ٢٠٣٠ و هو أن تكون..
«المملكة بين العشر دول الأكثر تميزا في العالم».
فقد سخّرت الدولة لهذه الرحلة كافة الممكنات، كما جندت لها جميع أجهزة الدولة للتحفيز و الدعم.
و تعتبر أدوات نموذج التميز المؤسسي “إتقان” بجائزة الملك عبدالعزيز للجودة المرجع الوطني المعتمد.
لماذا تحاول بعض الشركات القفز دون غيرها؟
ذكر سمو ولي العهد أن مستقبل الوطن للحالمين.. فكأنما كان سموه يرسل من إشارات البروفسور “جيم كويلنز” أنه من شروط التحول من «جيد إلى عظيم» قيادات لاسقف لطموحهم؛
العجيب أن الشركات التي نجحت في التحول من جيد إلى عظيم ليس لديها اسم لهذا التحول، أو برامج للتغير، أو حتى حوافز للموظفين.. لأنهم محفزون منذ وقع عليهم الاختيار!.
فقد أقامت هيئة المواصفات و المقاييس و الجودة مؤخراً ورشة عمل بعنوان “الموائمة بين الاستراتيجية الوطنية للجودة و رؤية ٢٠٣٠” لعموم القطاعات المستهدفة، فأوكلت تنفيذ مشروع الموائمة لإحدى المؤسسات الوطنيه بإشراف رئيس المكتب التنفيذي للإستراتيجية رئيس المجلس السعودي للجودة،
فالمأمول أن تستجيب هذه القطاعات لجهود الهيئة فتنسجم مع الاهداف الاستراتيجية للجودة الوطنية للانتقال للمراحل التطبيقية، مع البعد عن وضع العراقيل المقيده لحركة المشروع..
فهذه فرصة لممثلي القطاعات.. أن يكون لهم بصمة وطنية يفاخرون بها .. لأن المشروع حاصل بهم أم بغيرهم !.
و بما أن المشروع التميز المؤسسي سيصبح مُلزما لجميع القطاعات الحكومية بعد التحول، باتجاه الحوكمة باستخدام بطاقة الأداء المتوازن، فحري بتلك الأجهزة المترددة البحث من الآن عن تنفيذيين لديها لقيادة المشروع الوطني الاستراتيجي، قيادات لديهم شغف وإيمان و إعتقاد، بل اعتناق للتميز على المستوى الشخصي و المؤسسي.
فقد انتهى زمان قيادات “تصريف الأعمال” ..
المثير أن الشركات العظيمة كان وراءها قادة متميزون لديهم سمات مشتركة منها التواضع مع الحزم، و حسن التعامل مع التعاون و الإصرار.
فكانوا هم يريدون أن تصبح شركاتهم عظيمة، ما زادهم شهرة؛ فارتفعت اسهمهم كتنفيذيين عظماء على مستوى العالم.
و يذكر البروف جون كولينز في كتابه ثلاث ركائز رئيسية للشركات التي حافظت على استدامة عظمتها ونموها و قدرتها على المنافسة:
- اختيار الأنسب للمهمة و ليس الأفضل.
- لم يكن التركيز على مايجب عمله، بل على مالا يجب فعله.
- لم تنشغل بالاستراتيجيات بقدر اهتمامها بتحسين جودة منتجاتها لارضاء العملاء.
أخيراً : “أشخاص منضبطون.. فكر منضبط.. تنفيذ منضبط” يساوي تحول من جيد إلى عظيم”
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق