الثلاثاء، 13 مارس 2018

صحة الفم و الفك المفترس



بقلم: عبدالغني محمد الشيخ



همّ العرس و وجع الضّرس
صحة الفم من الأمور الضرورية للحفاظ على الصحة عموماً، وعلى جودة الحياة. 
وهي تعني السلامة من الآلام التي تصيب الفم والوجه، ومن السرطان الذي يصيب الفم والحلق ومن العدوى والقرحات الفمويه كذلك امراض اللثّة و تسوّس الأسنان وفقدانها، وغير ذلك من الأمراض والاضطرابات. التي تحدّ من قدرة الفرد على العضّ والمضغ والابتسام، ومن عافيته النفسية الاجتماعية. 
إن واقع صحة الفم و الأسنان في المملكة يحكي مآسي متراكمة، من ضعف مراكز و عيادات الأسنان التي عجزت عن الوفاء بالتزاماتها، بسبب قوائم الإنتظار ونقص الأطباء وشح الامداد، إلى الرداءة النوعيه في سوق طب الأسنان فضلا عن لهيب الأسعار و ضعف معايير المهنة الدولية، 



من ملفات منظمة الصحة العالمية
لقد فقد طب الأسنان مهنيته بوجود الغث و السمين من مواد رخيصة و أطباء بدون ترخيص، رغم أنه الأغلى.. ناهيك عن الجودة، ماأدى إلى تفاقم مشاكل صحة الفم و الأسنان.
التوصية العالمية تُخصص طبيب أسنان واحد لكل 1700 نسمة، فيما يصل المعدل في السعودية إلى طبيب واحد لكل 7690 شخصاً.
و تبين احصائيات منظمة الصحة العالمية أن 60 إلى 90% من أطفال المدارس ونحو 100% من البالغين في جميع أنحاء العالم يعاني من حفر الأسنان، الذي يمكن توقّيه بتزويد تجويف الفم بكمية قليلة من الفلوريد على نحو منتظم.
 إذن لماذا يجري الخلع و سحب العصب؟
فيما تُسجّل لدى 15% إلى 20% من البالغين من ذوي الأعمار المتوسطة (35-44 سنة) حالات وخيمة من الأمراض التي تصيب دواعم الأسنان (اللثّة) وتؤدي، ربّما إلى فقدان الأسنان؛
في حين لا يملك نحو 30% من الناس من الفئة العمرية 65-74 سنة أسناناً طبيعية.
إن معدلات إصابة الأطفال والبالغين بأمراض الفم أكثر ارتفاعاً بين الفئات السكانية الفقيرة والمحرومة.
و من عوامل الخطر المرتبطة بأمراض الفم، اتباع نظام غذائي غير صحي، و التدخين، شرب الكحول، وتدني نظافة الفم فضلاً عن المحددات الاجتماعية.

الفك المفترس
شركات التأمين هي «الفك المفترس» التي لا ترحم، فهي تعتني بصحة كبار الشخصيات فقط.. اللذين اصلا حياتهم ناعمه، و اكلهم صحي و عددهم قليل.
 في حين ترفض تغطية تكاليف علاج دون هذه الفئة من مرضى الفم و الأسنان بأكثر من ​2000 ريال الذي بالكاد يغطي الخلع و التنظيف أو الحشو و سحب العصب.. فأين يذهب المغلوب على أمره؟
ربما لم يبلغ ولاة الأمر وجود مركز طب أسنان واحد لكل مليون نسمة تقريبا. قد لا يخفى على المسؤولين ضعف مراكز الأحياء.. فمن هو المستفيد من عدم تعزيزها؟

ماذا لو تم تشغيل مراكز الأسنان و العيادات الخارجية فترة اضافية بطواقم الأسنان المكلفة باعمال إدارية إن وجدت، اتوقع أنه بمقدور الموظفين ايجاد الحلول بدل التركيز على المشكلة.


أخيراً: لا همّ الا همّ العرس ولا وجع الا وجع الضِّرس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهمية الرؤية والرسالة والقيم للمنظمات

تقوم كثير من الشركات التي تسعى للحفاظ على ما تحققه من مستويات عالية من النجاح باستخدام بعض المفاهيم الحديثة في الإدارة، لقد أصبح ل...