بقلم: عبدالغني محمد الشيخ
ابتكار الأزمات
الامم المتحدة تصنع “الازمات” ولا تقدم الحلول، لأجل ذلك تعقد جلسات بعد جلسات. فتُصْدر قرارات تلو الأخرى، يتخللها زيارات مكوكية لأطراف النزاع؛ و أخرى لأقارب أطراف النزاع، ثم جيرانهم.. لاطالة أمد الأزمة.. و الجميع «يُرزق» على مائدة ذلك النزاع. بمنهجيه تسمى «إدارة الأزمات». أما الحل فهو بيد مجلس الأمن، يُفرض وفق المصالح العليا للأعضاء..
الأزمات و المخاطر، عبارة «حوادث» محتمله؛ يجري الاستعداد لها بخطط هيكلية بديلة و فرق ومعدات خاصة خلافا لخطط التصدي المرْتَجَل.
ذلك بهدف خفض الخسائر المادية و البشرية إلى أقل معدلاتها المعيارية، مثال الأزمات: الكوارث الطبيعية و الصناعية و الهجمات الصاروخيه، كما يندرج تحتها الأخطاء الطبية.
بمعنى.. لا يعتبر شح المياه بالاردن أزمة، كذلك الانفجار السكاني في الصين..
الغراب يخطط
أظهرت تجارب، نشرت خلاصاتها في مجلة «ساينس» العلمية الأميركية، أن الغربان لديها القدرة مثل الإنسان على استباق الأحداث، وهي وظيفة إدراكية معقّدة، فنص القرآن الكريم على أن الغراب هو من علم ابن آدم أن يدفن آخاه بعد أن قتله ولم يعرف كيف يتصرف بجثته.
يعني: لدينا نماذج ناجحة في التخطيط كنموذج النبي سوف عليه السلام في إدارة إقتصاد مصر.. حيث لم يفرض الضرائب، كما لم ينشئ هيئة لإغراق البلاد في أزمات لا منتهى لها؛
الاستعمار البريطاني برغم فضائعه. خلف شوارع راقيه وتمديدات الغاز و الماء و الكهرباء قائمة في بعض الدول حتى اليوم.. بينما لم تستطع أمْصار بعد طرد المستعمر من معالجة مشاكل الخبز و الملح لسكانها على مدى قرون.. (كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا).
يغرق في شبر ماء..
المشكلة في تعامل بعض الشعوب مع الوطن كما المستأجر.. يشتري مواد رخيصه، و خططه مؤقتة.. وظائف مؤقته؛ و مشاريعه تطوير واحلال، فما أن يرحل “المستأجر”، حتى تظل الإحداثات شاهد على فكر المستأجر العبقري، «الذي عرف من أين تؤكل الكتف».. فقد عاش عيشة الملوك و رحل رافع الرأس. فيترك البلاد تغرق في شبر ماء. أما العقار فقد عاد لأصحابه خرابة!.
فالمسألة إذن تخطيط، بفكر جمعي؛
نخطط اليوم كأننا في عام ٢٠٥٠ .. خطط مرنة .. بأيد مسؤولة سيعم الخير البلاد و الرفاه للشعب.
أخيراً: من فشل في التخطيط فقد خطط للفشل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق