الجمعة، 16 فبراير 2018

لا كرامة لموهوب في وطنه





بقلم عبدالغني محمد الشيخ

الموهوب طائر حرٌّ..
حرب ضروس انطلقت في العالم لاصطياد الموهوبين في كل المجالات،
 فالموهبة استثمار، تديره الشركات العملاقة في العالم، تستقطب المواهب، ثم تصقلها فيتم توجيهها للحاضنات، حيث أن الموهبة مزيج من الإبداع و الإختراع أو الاكتشاف. 
في الجانب الآخر من الكرة الأرضية؛ يجري تصفية الموهوب، إما بضمه إلى قائد «غشيم»، يلعب في حسبته، أو يوضع ببيئة صخرية غير قابلة للإستصلاح.. وربما يُجرّ إلى عمل لا يناسبه؛ فينطبق عليه المثل «جا يكحلها عماها».!
فما أمامه إلاّ أن «ينافق أو يوافق أو يفارق»، ذلك هو الخسران المبين.!.
الموهوب: كائن معطاء، رقيق، حساس؛ متمرد.. حرٌّ لا يميل للقيود. فإن سُدّت الطرق أمامه فقد يلجأ إلى نظرية «إدهن السير يسير»، مضطر أخاك لا بطل.!
 فمن حكم على الموهبة بالإعدام؟

مجسم الملك..
يحكى أن ملكا أعرج لا يرى إلا بعين واحدة،
دعا في أحد الأيام الفنانين في بلده ليرسموا صورته الشخصية بمجسم يوضع في مدخب البلدة بشرط “ألا تظهر عيوبه” في هذه الصورة!
تقدم الفنانون كل على قدر موهبته في الرسم.. لتلبية رغبة الملك لكنهم عجزوا عن رسم هذه الصورة، 
فكيف سيرسمون الملك بعينين وهو لايملك سوى عين واحدة؟ 
وكيف يصورونه بقدمين سليمتين وهو أعرج؟
فمع طغيانه رضخ الفنانون لطلبه .. فكلما جيئ له بصورة لا تعجبه سجن الرسام.!
وسط هذا التحدي، قدم أحد الفنانين لوحة فنية مختلفة.. فقد كانت صورة الملك تبدو طبيعية، بل معبرة، عن قدرته و مهارته في القنص؛ 
فكيف عالج العيوب إذن؟
قام هذا الفنان المبدع برسم الملك ممسكاً ببندقية الصيد،
بالطبع؛ كان يغمض إحدى عينيه ويحني قدمه العرجاء،
وهكذا بكل بساطة.. رسم صورة الملك بلا عيوب.

باختصار:
الموهبة ثروة وطنية، ينبغي حمايتها و رعايتها، ثم استثمارها لأجل الوطن في بالموقع المناسب، بما يحقق المصالح العليا؛ بعيدا عن المكاسب الشخصية المؤقتة.


أخيراً: من لا يعرف الصقر، يشويه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهمية الرؤية والرسالة والقيم للمنظمات

تقوم كثير من الشركات التي تسعى للحفاظ على ما تحققه من مستويات عالية من النجاح باستخدام بعض المفاهيم الحديثة في الإدارة، لقد أصبح ل...