الجمعة، 16 فبراير 2018

السارق سوف يطول حبله.. كيف؟



حبل الكذب قصير





بقلم: عبدالغني محمد الشيخ

يتربى الإنسان على القيم و الأخلاقيات مذ نعومة أظفاره، فيأتي الانحراف غالبا نتيجة التسيب التنظيمي و الصدمة الحضارية التي يتلقاها الشخص، بانتقاله من مستوى اجتماعي لآخر.. مليء بالمغريات و الأضواء و الرفاهية. تميت النفس اللوامة و تأخذ الضمير في أجازة طويلة…

التاجر و السارق..
يُروى أنه كان لتاجر غني من بغداد ، عشرة خدام ، وفي أحد الأيام تبين له ، أن أحدهم قد سرق منه كيساً ، وفيه ألف دينار ، أخذ التاجر يفكر كثيراً ، ويبحث عن طريقة ، تجعله يكشف من هو السارق ؟!

الخطة:
وبعد تفكير عميق ، أعطى كل واحد من خدمه حبلاً ، طوله نصف متر ، وقال لهم : أن يحضروا إليه صبيحة اليوم التالي ، لأن السارق سوف يطول حبله ، بعشرة سنتيمترات .

كشف السارق:
وفي صبيحة اليوم التالي ، حضر جميع الخدام، وأخذ يبحث حبل كل واحد منهم ، وكانت جميع الحبال ، بنفس الطول، كما أعطاهم إياها سابقاً، ما عدا واحداً، كان طوله أقصر بعشر سنتيمترات، فعرف أنه السارق.

قصة المثّل :
والذي حصل هو ، أن هذا السارق ، قام بقص عشر سنتيمترات من الحبل، ظناً منه أن حبله فعلاً سيطول ، بعشر سنتيمترات ، وعند اكتشاف من هو السارق،
 قال له التاجر: حبل الكذب قصير !! ثم اشتكاه وحبسه، 
وأصبحت هذه الجملة مثلاً ، تناقلته الألسن ، حتى وقتنا الحالي !

حط نقطه..
مؤلم هو استغلال الصلاحيات الالكترونية منها و التنفيذية، و التي غالبا ما تكون منصات اعتماد نهائيه، لمبالغ ماليه أو مراتب وظيفية، فيجري تمرير استحقاقات بدون وجه حق.. 
ممكن يُختلس مبلغ محترم بوضع «نقطة».. ليُنقل الرقم إلى خانة مابعد الملايين.. فان تجاوز الرقابة؛ فقد تحقق المراد، أما إن أنكشف فالخطأ هو الذريعة. و جل من لا يسهو! 

تأكد: إن أفلس التاجر يعود فيقلب دفاتر أجداده،

مهما كنت محترفا في الضحك على الذقون..
مهما تلاعبت بالأرقام.. و التقارير.. و الانفوغرافكس.. لتقيم حظ أسيادك .. فإنهاخيانة،
و مهما نجحت في تجاوز الرقيب.. فإن عين الله لا تغفل و لا تنام،
ستذهب و من معك إلى الإرشيف؛ و لن يرحمك التاريخ.


أخيراً: "من لا تغنيه الإشارة لاتكفيه العبارة"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهمية الرؤية والرسالة والقيم للمنظمات

تقوم كثير من الشركات التي تسعى للحفاظ على ما تحققه من مستويات عالية من النجاح باستخدام بعض المفاهيم الحديثة في الإدارة، لقد أصبح ل...