بقلم عبدالغني بن محمد الشيخ
مهما أنفقنا على مؤسساتنا من أنظمة متقدمة و تجهيزات عالية التقنية فوضعنا أحدث السياسات و الإجراءات الإدارية في أجهزت الدولة الخدمية، يبقى الإنسان هو الفيصل في الأمر .!
فأنه أي الإنسان هو المشغل و المعلم و المراجع و المحاسب و المعالج و الضابط و الحاكم و المحكوم.
هذا الانسان قد أُستأجر على أنه قوي أمين .. فربما كان ذلك كذلك حيناً من الدهر .. مع الزمان يصاب الانسان بالكلل و الملل ولا نراعي ذلك .. فلا نستيقظ إلا على كارثة نرتقي بها أعلى سلم الكوارث العالمي؛ السبب يدفنه الزمن و النتيجة كوارث أخرى.!
قراراتنا غالبا ردود أفعال .. طول عمرنا في أزمات .. نمضي حياتنا بإطفاء حرائق . قلّ ما تجد جهاز يبذل امكاناته في تحسين الجوده و التدريب على تلافي المخاطر و تقليل الخسائر.
في مطلع السبعينات الميلادي كنا نشاهد طابور العسكر الصباحي أمام وحدة الإطفاء و مركز الشرطة .. تدريبات لياقة و تدريب على رأس العمل و اختبار لطفايات الحريق و تعبئة صهاريج المياه مع التأكد من جهوزية المعدات و العناصر .
إنه نفس الانسان اليوم؛ الكسول المتواكل المشغول بجواله يتسلى طول اليوم سواء أكان أمام العملاء أم أمام جهاز الكمبيوتر .. ياويل مراجع يزعجه..!
أين الأدارة الاحترافيه التي ملئنا العالم بها ضجيجا، فعبرنا المحيطات و صرفنا المليارات من أجلها؟
تباطأت مؤسساتنا عقودا في تركيب أنظمة الرقابة الأمنية لدواعي الخصوصية تارة و دواعي السرية سنوات.. لكنها كلمة حق يراد بها باطل.!
أخطاء العاملين بمختلف مستوياتهم و مواقع خدمتهم لن تنتهي طالما هو يعمل، أما و قد تطور الأمر بشكل خطير إلى الإهمال و المخالفة و ربما ابعد من ذلك؛ فهذا جرس انذار يُعلق على ابواب الدوائر الرسمية بأن ما خفي كان أعظم .!
الأدهى و الأمر أن وحدات الضبط و التحقيق و التفتيش في معظم الأجهزه الحكومية غير متخصصة فتتعاظم كوارثها بما هو أشد و أعظم خطرا.
تشير الدراسات أن المسؤول المتفرغ أجدى من صاحب المناصب المتعدده، و الذي يوصي بمهامه و يستوصي بها الغير، فما يحدّ من المخاطر المهنية و المخالفات البشرية وجود الشخص المتخصص و المتفرغ المتابع الذي يبدأ عمله بالتقييم اليومي بمطابقة معايير التشغيل ثم فحص تقرير الكاميرات الأمنية CCTV ، و مراجعة تقارير الأداء خصوصا في مراكز الخدمة على مدار الساعة، كمراكز التوقيف و الرعاية الصحية و المجمعات الانسانية،
يقينا سوف نلمس تحسنا في جودة الخدمة ..
إن الاهتمام باختيار الأنسب و تأهيله و تدريبه باستمرار هو المدخل لجودة و تحسين الخدمة . فأولا و أخيراً الضمير هو حارس المهنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق