تسونامي
النزاهة ..
بقلم:
عبدالغني محمد الشيخ
الاجهزة الحكومية انما انشئت لخدمة
الناس .. فمن وضع لها سياساتها و اجراءاتها؟
من منحها الهيبة و القوة؟
كيف أصبح المسئولون عنها غير مسؤولين؟
لماذا اصبحت اقوالهم اكثر من الافعال؟
لماذا اصبح لهم متحدثون ؟
لماذا يصرفون و يسرفون ؟
لماذا يعينون بالبارشوت و يترقون
كالصواريخ؟
لماذا حُق لهم ما لم يحق لسواهم؟
لماذا لا تراقبهم الدوله و تترد في
محاسبتهم؟
لماذا اصبحنا، هم و نحن ؟
من يحميهم؟
هل نحن لا نحترم النظام؟
هل هم يحرسون المال العام؟
لماذا عندهم مقاليد كل شيء؟
يعدلون .. يبدلون.. يزيدون.. ينقصون..
و الكبير يبصّم!
من هم ومن نحن؟
شبكات عنكبوتيه محكمة داخل المنشئات
طرفها البوابة و نهايتها بشت الوزير!
رواتبهم متضخمه خلافاً لزملائهم،
لا تخضع ملفاتهم للتدقيق،
لكل مدير نظام .. و لكل جهاز هوية!
يرفضون الحوكمة و يحاربون النزاهه!
جاثمون على الصدر، موظفين؛ و ان خرجوا
عادوا مقاولين!
الناس تتذمر.. الإعلام يكشف.. المتحدث
بنفي.. الوزير يتوعد.. الرقابة تتفرج!
من هم ومن نحن؟
على عينك يا تاجر ..
كتبت
مقالا نشر باحدى الصحف العربية عن تزاوج المال بالسلطة؛ خلصتُ إلى أنها علاقة «غير
سوية» مالم تُشهر؛ و تكون على يد مأذون !
سبحان
الله ماهي الا فترة.. حتى ثارت الشعوب في العالم العربي على رموز البغى و
الطغيان.. وقد آلت الأوضاع إلى ما آلت اليه!
للأسف
المال العام أصبح يتيم لا يجد من يرعاه .. نعلم من يُنْفِق لكنا لا نعلم أين يُنْفَق
!
تزاوج المال بالسلطة كان وراء كثير من
المفاسد الذي شهدها العالم العربي.. لا علاقة «للمرأة» مباشرة بيد أنها أحد
الأسباب شئنا أم أبينا..!
عندما تصدر أصحاب المال و الأعمال
“الشرفاء” المجالس بسبب مساهماتهم في الشأن الإجتماعي، علا شأنهم، فزاد نفوذهم؛ ومن
باب رد الجميل آل إليهم شأن إدارة التنمية، هب الجميع بقضهم و قضضيهم للاستحواذ
على أكبر قدر من الكعكة الكبيرة.
ذابت الحواجز و طاحت الميانة،
فالمقاول يقدم لكزس هدية للمولود.. مزرعة
للبنت.. شقة بلندن للأولاد؛
«أكرم البطن تستحي العين»
فأصبح التاجر ينافس بهيبة الكبير.. و يستلم
بنفوذه .. و يتكلم بلسانه!
أُستبيح المال العام
“الغلبان” فكان الوطن هو الضحية و المواطن الجدار القصيّر.
في الإدارة؛ لا نحاسب بالنوايا و نحكم
بالضمير.. لدينا حوكمة للانظمة و منهجية للقياس و أجراءات للرقابة؛ فإن زاد عليها
الضمير خير على بركة؛ و إلا فالميدان يا حميدان.
البطة و الوزير..
منذ سنواتٍ نظّمتْ إحدى جامعات
بلجيكا، رحلةً لطلابها،
وأثناء الرّحلة قام أحد الطلاب بقتل
بطّة، فاستقال وزير التعليم!
وعندما سألوه عن علاقته بمقتل البطة
حتى يستقيل،
قال: أنا مسؤول عن نظام تعليمي؛ أحد
أهدافه أن ينتج مواطنين يحترمون حقّ الحياة لكلّ المخلوقات،
وبما أنّ هذا الهدف لم يتحقق فأنا
المسؤول!
من أجل غد أفضل..
نريد النزاهة منهج؛ لا حملة قائد.. و الجودة
رحلة.. فالجودة طائر نزيه، جناحاه النزاهة و الاتقان.
بُعيد أداء القسم أمام المغفور له
الملك عبدالله يرحمه الله بدأ سمو الأمير محمد بن سلمان بناء فريق العمل ..
الحقيقة دُهشت حينما علمت أن سموه كلف عدد من الشركات العالمية بإجراء إختبارات
لجميع ضباط أفرع القوات المسلحة.. خضع الجميع لإختبارات في الذكاء، الإدارة،
الابداع، اللغات، نفسية و بدنية أكثر من ستة أشهر ليخرج بخلاصة الخلاصة.. رجال
نحسبهم على قدر الثقة.
في نفس الوقت؛ استغرب كي يصل «طبيب» يعمل
في محافظة نائية خلال بضع سنين لمنصب وكيل وزارة بلا مفاضلة!
عهد نظيف..
كأني في حلم، لم أصدق عيني كأنه طوفان
النزاهة اجتاح بلادي ليطهرها من آفة الفساد .. اسماء ظهرت و غابت أخرى، لم يتخيل
أحد أنهم تحت النظام.. السيول و كرونا و حمى الوادي و ضحايا المستشفيات و مشروع
الجوال و المدن الاقتصادية وصفقات الطائرات و الطرق و المدارس والمطارات و
الملاعب.. القائمة تطول، ليس حلما بل واقع أنه زمن سلمان الحزم و محمد العزم .
المملكة مقبلة على عهد جديد من
التنمية، لا مكان فيه سوى للحالمين المبدعين الشرفاء..لدينا رؤية، و أهداف،
وشركاء.. معنا مستثمر أجنبي يبحث عن شراكة
نزيهة، غير مستعد لدفع رشوة للحصول على فرصة استثمارية أو الحصول علي رخصة و
مستخلص.. يجب أن يطمئن كما يجب أن يُراقب.
نؤكد على وجود مراقب نزهيه و نظام
صارم، إن أردنا اصلاح أجهزتنا و الشراكة مع رجال أعمال شرفاء يساهمون في تنمية
بلادهم بشرف.
« وقفوهم إنهم مسئولون »
دام عزك ياوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق