التعليم
التفاعلى.. سر التفوق
بقلم: المستشار
د.عبدالغني بن محمد الشيخ
بسم الله على بركة الله يَستهل ملايين الطلاب العام
الدراسي الجديد في جميع المراحل الدراسية و ننتظر قَوامة حقيقية علي التعليم من
القائمين بقدر العطاء الحكومي،
يفترض أن خطط و برامج و دراسات وزارة التعليم قد انتهت
قبل انطلاق العام الدراسي لتحقيق المستهدفات بمهنية تليق "بالتعليم" وفقا
لمتطلبات المرحلة.. و لكن يبدو أن جميع الأجهزة منشغلة في إدارة بنود الموازنة بما
يتعارض مع تخصصاتهم، ليفاجَئون ككل عام بانتهاء الاجازة وبداية الدراسة، حيث تبدأ
ما يسمى ورش العمل و إعداد التقارير المنمقة ومسارات بيوت الخبرة لاستكشاف مواطن
الخلل ومعالجة زيادة عدد الطلاب و نقص المناهج و كذلك عدم جهوزية المباني لاستقبال
الطلاب المهم انتفاضة؛ ذلك جريا على العادة ليتمخض الجمل فيولد فأراً، و الله
المستعان!
عموماً؛ لست
في جلسة تحليل لمسار التعليم و منهاجه لأن الشق أكبر من الرقعة.. لكنها اضغاث
أحلام نمني بها الأنفس،
التفوق الدراسي لا يأتي بالامنيات أو من قبيل
المصادفة، لأنه نتاج كد و سهر وجهد متواصل، فلا يمكن الحديث عن التفوق الدراسي
بمعزل عن تطوير المهارات العقلية و تقوية الذاكرة، و ممارسة التمارين الذهنية التي
تحفز العقل في زمن السحابة الالكترونية كمتلازمة للتفوق حتى تصبح الدراسة متعة،
وليست عبئا ثقيلا على الطلاب و الطالبات، فالتفوق رحلة أولى؛ خطواتها ادارة الذات و
قوامها الثقة بالنفس وإيمان الطالب بقدراته كما أنه ليس إرادة طالب فقط، لكون
العوامل الخارجية لها تأثيرات معتبرة تتعلق بتهيئة الجو المناسب بالمنزل و كذلك
بالمدرسة،
العلم بالتعلم.. و الحلم بالتحلم
الطالب ركيزة آساسية في العملية التعليمية جنبا إلى
جنب مع المنزل و المدرسة بطبيعة الحال.. فالطالب المهيأ للتعليم و الانتقال للمراحل
التالية هو العنصر الذي يستحق التعليم المجاني، حال توافر العناصر الأخرى و أبرزها
المعلم و المرافق التعليمية بكامل عافيتهم، لأجل توفير بيئة تعلم فاعلة يحتاج إلى
تظافر العقول بكل تخصصاتها لصياغة برنامج تنفيذي واقعي بعيدا عن التنظير و التجارب
العقيمة التي لا تنتمي إلى بيئتنا وثقافتنا.. فكيف نحاكي التعليم الياباني و "الطالب
المعلم" اساسا الذي لا يقوم بترتيب فراشه و لا يغسل طبقه أو يرتب غرفته و
يهتم بالوقت، كذلك غير مناسب محاكاة السويد الذي يعرف بالتفكك الأسري و انتشار
المخدرات و الرذيلة.. البحث عن التجارب لدينا عبارة سفر وفسح وانتدابات ليس الاّ..
تعزيز القيم ـ السليمه النقية الخالصة لاهداف تعليميةـ والمهارات الاساسية هما أبرز
أهداف وزارة التعليم لتحقيق الرؤية ٢٠٣٠، و في تقديري ما لم تتوفق الوزارة في التغلب
على تباين القيم داخل المنظومة التعليمية سوف تظل تراوح في مكانها حتى بعد الخصخصة..
طريقة الصف المقلوب
لم يعد يلتفت أحد إلى طريقة الالقاء في التدريس، أحد
أقدم الطرق و أكثرها شيوعا ـ عندما كان المعلم مثقفاًـ ، فقد ساعدت التقنية
الحديثة على نشأة طرق مبتكرة أكثر فاعلية ورواجا مثل العصف الذهني، و التي تركز
على إشراك الطلاب في طرح الأسئلة عليهم ثم جمع افكارهم،و طريقة تمثيل الادوار،
وطرق اخرى كطريقة الصف المقلوب هو نموذج يستخدم التقنيات، وشبكة الانترنت بطريقة
تسمح للمعلم باعداد الدرس عن طريق مقاطع ڤيديو أو ملفات صوتيه ليطلع عليها الطلاب
قبل حضورهم إلى المدرسه،
لا شك في أن طريقة التدريس لها علاقة قوية في تميز
الطالب؛ فالتعلم النشط و طرق التعلم التعاوني تحفز الطالب على زيادة التحصيل ومن
ثم التفوق الدراسي، مع الوضع في الاعتبار الكتاب المدرسي و الفروقات الفردية حيث
لن يجدي (المراسل في زمن الراسل).
رئيس مركز العقل الرفيع للاستشارات الادارية و التحول
المؤسسي
gmac.jsa@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق