الثلاثاء، 7 نوفمبر 2017

الهندرة.. استثمار يحقق التحول


الهندرة.. استثمار يحقق التحول

بقلم: المستشار د. عبدالغني بن محمد الشيخ
مساعد المدير العام للتخطيط بصحة جازان سابقا

يعمل قطاع الاعمال الخاص و العام تحت ضغط متزايد و مواجهة للتحديات القوية من موجة التغيرات السياسية و البيئة الطبيعية للأعمال التجارية.

الهندرة كلمة عربيه مشتقة من دمج كلمتي "هندسة و إدارة" فتعرف بأنها هندسة (أو إعادة) العمليات الادارية؛ ظهرت الهندرة مع مطلع التسعينات من القرن الماضي في الشركات الأمريكية باستثمار تجاوز الخمسين مليار دولار، لقناعتها بأن العائد على الاستثمار سيكون أكبر بكثيروهو ما تحقق فعلا؛
 على صعيد المؤسسات السعودية، كنت محظوظا بأن شهدت أحدها في الخطوط السعودية أستطيع القول بأنها بدآت من الصفر ولم تعتمد ترقيع النظم السارية آنذاك لكي تعمل بشكل أفضل لكنها تخلت بالفعل عن الاجراءات القديمة تماما و التفكير بصورة جديدة لتقديم منتجات السفر و الخدمات الجوية وفق متطلبات العملاء؛ بالمناسبة، الخطوط السعوديه لم تستكمل برامج التحول المؤسسي بالكامل من ١٩٩٢م حتى الآن فلا انكر ان شاب المرحلة ما شابها من انحراف!
هذا يؤيد اتمام منهجية الهندرة للوصول إلى التحول لتجنب التكلفة العاليه و الهدر الزمني و البشري جراء القفز على الخطوات الصحيحة..  آنا محظوظ "نسبيا" لأني أشهد مرحلة التحول في وزارة الصحة كأحد منسوبيها حالياً.

ترتكز "الهندرة" على تقنية المعلومات، الموارد و العمليات.
في حين يتمحور مفهوم " الهندرة " على (إعادة التفكير في العمل) بمعنى:
 * أن تكون شبكات الحاسب الآلي مرتبطة في قواعد المعلومات المركزية.
* معالجة المعلومات في موقع المستخدم.
* جعل العميل و موفر الخدمة جزء من نظام العلومات الالكتروني.
* تمكين العميل من الحصول على الخدمة بنفسه
* إعادة هندسة الاجراءات الادارية و التخلص من النمور الورقية NPW.
* الاحتفاظ بعدد مناسب من رأس المال البشري أكثر فعاليه و أقل تكلفة.
* نقل و تفويض الصلاحية إلى منفذ الخدمة المباشر.
* الاستغناء قدر الامكان عن المكاتب و القيود الرقابية.
* الإستخدام الفعال لشبكات الاتصال و ايجاد الية لمراقبة الاداء وكشف الاخطاء في نظام المعلومات.
* تقديم الرعاية الصحية.
* التركيز على متطلبات العملاء و احتياجاتهم.... الخ

طبيعي... خضوع الهياكل التنظيمية لاعادة الهندسة؛ فقد تظهر مناصب جراءه و تختفي او تدمج أخرى، إنما ينبغي ان تنتهي الخرائط التنظيمية  المترهلة المتورمة بعد عمليات الهندرة أما إن تكررت فانها قد تكون قفزت إلى التحول مباشرة بدون هندرة وهذا سيكلف الدولة عمليات جديدة بموازنة جديدة في حال الارتداد!
فرق الهندرة المحلية و العالمية التي تعمل في المملكة لانجاز مشروع التحول تحت اشراف قيادات وطنية، يستحسن ان تتسم بالمهنية ثم تتحلى بالتنوع الثقافي الجغرافي بحيث نقفز من مبدأ الثقة في التشكيل إلى الاحترافيه.. طبعا هذا إذا أردنا الحصول على مخرجات تخدم الوطن و ترعى مصالح الشعب.
التحول المؤسسي مطلب المرحلة و غاية الحكومات التي لم تلحق بالركب بعد؛ بعض الحكومات قد أسست بناينها على مفهوم التحول الكامل بينما بدا آن أخرين أكثر تحفظا بهندرة جزئية، ربما لعدم جاهزية الانظمة و الثقافة التنظيمية لتقبل الوضع أو ربما اسباب أخرى قد ترشح للسطح لاحقا.  

رئيس مكتب العقل الرفيع للاستشارات و التحول المؤسسي






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهمية الرؤية والرسالة والقيم للمنظمات

تقوم كثير من الشركات التي تسعى للحفاظ على ما تحققه من مستويات عالية من النجاح باستخدام بعض المفاهيم الحديثة في الإدارة، لقد أصبح ل...