الجمعة، 13 يوليو 2018

سبق السيف العذل



هناك الكثير من الأمثال التي تحمل في طياتها معان بديعة ، ولا تضرب الأمثال هباءً منثوراً ، فلكل مثل قيل ، قصة وحكاية ، ومثلنا اليوم هو سبق السيف العذل ، ويضرب عند التسرع في اتخاذ القرار ، وتنفيذه دون التمعن في عواقبه .

قصة المثل :

كان لضبة ابن أد ، ابنان أحدهما يدعى سعد والأخر سعيد ، 
وذات 
مرة خرج ضبة بالليل ، لكي يرعى الإبل ومعه أبنائه ، وأثناء 
سيرهم تفرقت الأبل في جميع الاتجاهات ؛ فطلب من ابنيه أن 
يحضراها مرة أخرى .
فذهب سعد وسعيد ، وتفرق كل منهم باتجاه ، وبعد قليل عاد سعد 
ومعه الإبل ، أما سعيد فلم يعد ؛ فقد قابل رجلًا يدعى الحارث بن 
كعب ، وهو في طريقة لأبيه ، فرأى عليه الحارس بردين ، 
فطلبهما منه ، ولكنه أبي .
فقتله الحارث وأخذ البردين ثم مضى ، ومن وقتها لم يسمع ضبة 
شيء عن ابنه ، ولا يدري  إلى أين رحل،حتى جاء يوم خرج به 
ضبة لسوق عكاظ،وهناك رأى البردين على كتف رجل فعرفهما ، 
فأوقف الرجل وسأله عنهما ،فقال الحارث أنهما لغلامًا قابلته 
ليلًا ،فلما طلبتهما منه رفض ، فقتلته وأخذتهما منصرفًا .
أدرك حينها ضبة أنه أمام قاتل ابنه ، فطلب منه السيف الذي كان 
يحمله ليراه ، فأعطاه الرجل سيفه ، فعمد به ضبه إلى صدره ، 
وأرداه قتيلًا ، وما إن رأى الناس هذا حتى تجمهروا حوله قائلين : 
أفي الشهر الحرام يا ضبه ؟  فقال لهم : سبق السيف العذل ، 
والعذل هنا يقصد به العتاب ، أي سبق سيفي عتابكم .
العبرة من المثل :

يقال هذا المثل عند اتخاذ القرارات السريعة دون روية والتفكير ، 
والعبرة هنا أن نفكر كثيرًا قبل أن نقدم علي فعل شيء نندم عليه 
فيما بعد ، وصدق من قال في التأني السلامة ، وفى العجلة الندامة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهمية الرؤية والرسالة والقيم للمنظمات

تقوم كثير من الشركات التي تسعى للحفاظ على ما تحققه من مستويات عالية من النجاح باستخدام بعض المفاهيم الحديثة في الإدارة، لقد أصبح ل...