الأحد، 17 يونيو 2018

الرعاية الصحية الالكترونية تحقق ماعجزت عنه غيرها!




بقلم: عبدالغني محمد الشيخ

لايهمنا ماتوفره الرعاية الافتراضية لامريكا  اوغيرها من مليارات بقدر ما ستوفره التقنيه الذكيه من حقوق للانسان المريض.. 
لفت نظري تصريح متحدث لجهاز خدمي حكومي باحدى الصحف ردا على مطالبة مواطنين برعاية صحية و آخرون جراء تعثر مشاريعهم، قوله: “ان بعض القرى لا يوجد لها مراكز أصلا”
كما لم يبد اي جهاز الاستعداد لتوفير بدائل حتى لو من باب الاحسان.. فضلا عن حقوقهم الأصيلة في الرعاية الصحية كبشر. فياليت مولاي خادم الحرمين يطلع على استخفاف بعض المسئولين بحقوق المواطنين، فجزى الله التقنية خير الجزاء التي حررت البشر من الاستعباد وذل المناشدات، 
فما يحدث ربما تقوم التقنية قريباً وسريعاً بطي صفحة الرعاية الصحية التقليدية التي تقول “إنّ أفضل الرعاية هي تلك التي يوفرها أشخاص من مقدمي الرعاية الشخصية المحنكين”. 
إنّ زيادة تكلفة الرعاية الصحية، والنقص في أعداد الأطباء، مع توسع الرقعه السكانية و ذلك العدد الكبير من السكان الطاعنين في السن، كل هذا يجعل النموذج التقليدي للرعاية غير مستدام على نحو متزايد. ولكن المستخدمين الجدد بامريكا لتقنيات الصحة الافتراضية والتقنيات الرقمية كل هذا قد يساعد قطاع الصحة في إدارة هذه التحديات. 
هناك عدد من التقنيات الجديدة تساعد في نقل عناصر رعاية المرضى من الممالرسين الصحيين إلى الآلات، 
يشير اصطلاح الصحة الافتراضية إلى استخدام التقنية التمكينية ـ مثل الفيديو، وتطبيقات الجوال، (ان وجد) والرسائل النصية، والمجسّات، وشبكات التواصل الاجتماعي ـ في تقديم الخدمات الصحية بطريقة مستقلة من دون التقيد بالزمان أو المكان.
في وقت تتوقع فيه الجمعية الأميركية للكليات الطبية حدوث عجز في أعداد أطباء الرعاية الأولية يصل إلى 40,000 طبيب رعاية أولية في العقد القادم.
فإنّ استخدامات الصحة الافتراضية من شأنه أن يحقق قيمة اقتصادية تقدر بحوالي 10 مليارات دولار سنوياً عبر المنظومة الصحية في الولايات المتحدة على مدار السنوات القليلة القادمة. ومن دون التوسع في زيادة أعداد القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية الأولية، فتستطيع تقنيات الصحة الافتراضية تعزيز النشاط البشري، وتوسيع السعة السريرية، وتحسين الكفاءة.. كما يصبح المرضى أكثر مشاركة في عملية الرعاية بأنفسهم، من خلال تقديم نموذج صحي جديد تتضافر فيه الآلات والمرضى مع الأطباء ضمن الفريق القائم بتقديم الرعاية الصحية. 
جمع البيانات..
في الزيارة النمطية، يتم قضاء معظم وقت الطبيب في جمع البيانات الخاصة بتاريخ المريض، ومراجعة المعلومات، والنظر في خيارات العلاج المحتملة، والتفاعل مع المريض. 
من الشائع بالنسبة للمريض التصريح بالمعلومات من دون تناسق خلال وقت الفحص الطبي، 
تخيل لو أنّ المريض استطاع تقديم كل هذه المعلومات المطلوبة قبل الموعد المحدد له مع الطبيب.
يتم حالياً تجريب تطبيق “الحساس” في عيادة مايو كلينك وبالتعاون مع هيئة خدمات الصحة الوطنية بالمملكة المتحدة، الذي يتم من خلاله الاستفادة من تقنية الذكاء الاصطناعي، لاستكشاف المستخدمين المحتملين، بما في ذلك التفاعل مع المرضى، وطرح أسئلة عليهم حول حالتهم الصحية، وتقييم الأعراض التي يعانون منها، وإذا لزم الأمر، إصدار تحذير وإرسال البيانات مباشرة إلى الأطباء والأطباء السريريين.
تقوم تلك المساعِدَات الطبية الافتراضية بتوجيه المرضى عبر مجموعة من أسئلة لجمع معلومات أساسية، مثل الأعراض والتاريخ الطبي للأسرة، وتحليل المعلومات المجمّعة باستخدام محرك تشخيصي، 
وبهذا يستطيع الطبيب المعالج النظر والتفكير في الخيارات العلاجية والسريرية المختلفة قبل أن يقوم بعملية الفحص البشري بنفسه. فالأجهزة التي يشيع استخدامها، مثل المجسّات التي يمكن ارتداؤها وأدوات القياس الحيوي، سوف تعطي الفرصة لمقدمي خدمات الرعاية الصحية لجمع المعلومات الخاصة بالمرضى آلياً، بالإضافة إلى الموضوعات التي تكون مثار القلق أو الخوف أو النقاشات، استعداداً لزيارة المريض. 
يُظهر تحليل شركة أكسنتشر أن تبسيط زيارات المرضى السنوية بهذه الطريقة، من شأنه أن يوفر على أطباء الرعاية الأولية في المتوسط 5 دقائق في كل مقابلة، وهكذا يمكن توفير 47.8 مليون ساعة لقوة العمل من أطباء الرعاية الأولية.
إنّ البديل الذي زاد شيوعاً للزيارات الشخصية من جانب المرضى لإدارة احتياجات المرضى المستمرة هو الزيارات الإلكترونية، وعمليات التبادل المعلوماتي والتراسل التي تتم عن طريق خدمة الرسائل المؤمنة التي يقوم فيها المريض؛ حيث يقوم بإرسال المعلومات الخاصة به والأسئلة وصور الأشعة إلى الطبيب لمراجعتها وموافاته بالرد عليها. يعتبر التحكم في ارتفاع ضغط الدم من المجالات التي يمكن تطبيق الزيارات الإلكترونية فيها، فهي وحدها تمثل 26% من الزيارات السنوية للمرضى في العيادات الخارجية.
 لو أنّ كل مريض له زيارة سنوية يتعامل فيها مع المتخصص البشري، وتحوّل نصف المقابلات المتبقية والتي تختص بالتحكم في ارتفاع ضغط الدم إلى زيارة إلكترونية، فإنّ هذا في تقدير شركة أكسنتشر من شأنه أن يوفر 1.9 مليون ساعة عمل من أطباء الرعاية الأولية.
كما أنّ الرعاية الذاتية في الحالات الطبية المزمنة تعتبر مجالاً رئيسياً آخر يمكن أن تستخدم فيه الصحة الافتراضية لمساعدة المرضى في الحفاظ على استقرار حالتهم الطبية. كالذين يعانون من مرض السكري، فهؤلاء يمكنهم استخدام تقنية متطورة على الأجهزة الجوالة، مثل تقنية شركة وول دوك وتقنية شركة ليفنغو للتحكم بفاعلية وكفاءة في أنماط حياتهم وظروفهم الصحية، وهو ما يحد من الحاجة إلى الزيارات والمقابلات البشرية مع الأطباء. 
يمكن للتحاليل المتطورة تتبع وتوجيه وتقييم البيانات التي تتوفر من خلال المرضى والأجهزة الطبية معاً، مثل مستويات السكر في الدم. 
وجد تحليل أجرته شركة أكسنتشر أنه عند تطبيق الصحة الافتراضية على حالة مرضية واحدة فقط (الرعاية بمرضى السكر) فإنه يمكن تحرير وقت الأطباء السريريين لتوجيهه لاستخدامات أخرى بما يعادل قرابة 11.9 مليون ساعة لقوة العمل من أطباء الرعاية الأولية.
في خدمات الصحة العقلية، قامت منصة سيلفر كلاود في أيرلندا بدمج العلاج السلوكي الإدراكي والرعاية غير المتزامنة مع العلاج البشري، لتُظهر مدى ما يمكن أن تتمتع به التقنية الذكية من فعالية وكفاءة في تعزيز الإنتاجية وتقديم خدمات جادة ـ بما يعطي الفرصة لتوفير الرعاية لعدد من المستخدمين يتجاوز الستة أضعاف. 
كما تسمح المنصة للمرضى بأن يكون لديهم خيار البقاء مجهولين من دون الكشف عن هويتهم، وهو ما يساعد في الحيلولة دون تجنبهم لنظام الرعاية الرسمي بدواعي الخوف من أن تلحق بهم وصمة العار.
هناك امثلة آخرى على نجاح التقنية في تبسيط رعاية المرضى يتمثل في المهام البسيطة كتطبيق الطبيب الإلكتروني الصوتي القائم على الذكاء الاصطناعي، والذي أطلقته شركة هيلث تاب.. فيستطيع بموجبه المريض الحصول على المساعدة وهو في بيته، من دون الحاجة إلى الانتظار لتحديد موعد ومن دون التضحية باللمسة البشرية التي يوفرها الطبيب المعالج. 
علاوة على ذلك، يتم الحد من إهدار وقت الممارس الطبي في حالات ليست ملحة أو خطيرة، 
مع زيادة التطبيقات الرقمية عبر اقتصاد الرعاية الصحية، فإنّ المنافع والمزايا الكثيرة، فهو مسار يمكن أن يزداد تحمله لأي نقص في الطواقم البشرية، والوفاء بالاحتياجات الطبية للسكان، 


اخيراً: نعلم التحديات التي تواجه القطاع الصحي في العالم اكمل، لكن ليس مقبولاً الاحجام عن توفير عيادات متنقلة مهما كان عدد سكان القرى و المسافات المقننة للخدمة، مادام المشاريع الحكوميه تبقى متعثرة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهمية الرؤية والرسالة والقيم للمنظمات

تقوم كثير من الشركات التي تسعى للحفاظ على ما تحققه من مستويات عالية من النجاح باستخدام بعض المفاهيم الحديثة في الإدارة، لقد أصبح ل...