الاثنين، 16 أبريل 2018

خصخصة وزارة الصحة.. حمل كاذب





بقلم: عبدالغني محمد الشيخ

الحكومة ماقصّرت
من غير مؤشرات ولا فذلكة، مستشفيات الحكومة لا تزال تعمل من خمسين سنة و أكثر. بكامل طاقتها الاستيعابية، الناس تتعالج بالمجان .. مواليد و وفيات.. توظيف وتقاعد واستقالات. 
هذا التشغيل الضخم، خلفه قيادات و أنظمة و طواقم طبيه و تمريضية مع ممارسين صحيين من مختلف التخصصات برواتب عالية؛ مؤكد أنهم يعملون على أجهزة بمكونات عالية الدقة و التشغيل و الصيانة،
أدوية غالية مجانية.. ومختبرات وآشعة.. حتى ثلاجة الموتى تعمل على مدار الساعة وفق معايير «الجود من الموجود». 
فما هو الجديد؟
مع المؤشرات و الداشبورد وورش العمل و بيوتات الخبرة .. وووو الخ تراجعنا للخلف درْ!.
الواقع أننا لانعلم الكثير عما يحدث خلف الكواليس، كله (كُتّيمي) الأمر الذي ولد تكهنات وسرب معلومات غير مؤكدة، فهذا يتنافى مع مفهوم التحول المؤسسي الذي يقوم على المشاركة الفعلية و الشفافية.. وقف الخصخصة بسبب ضبابية اللجان هو المنشور بالصحف حاليا، كذلك يدور في اروقة الأبراج.. إنما هذا لا ينفي وجود عمل.. حيث أطلقت الوزارة تطبيقات ذكية للإستشارات و الشكاوى و برامج توعوية وترفيهية، لكنها حتى الآن مجرد مؤشرات لا أثر لها على الخدمة و الانتاجية، 
فيطلب الوزير لاحقا من الموظفين الابلاغ عن تعطل الاجهزة .. ليته تعطل فني فقط !.
بيد أن زيادة الوكالات و الترقيات الادارية النسوية والذكورية بالتزكية والتمرير بديوان الوزارة لا يدعو للارتياح، بل ينذر برحيل الفريق الذي اختاره الوزير طوعاً بأكمله، 

هل تفي وزارة الصحة بوعودها المكتوبة؟
سهل جدا كتابة عبارات و شعارات نسميها “رسالة و رؤية” لكن هل تدرب العاملون على قيمها ومارسوا مضمونها فعلا أم هي مجرد ديكور؟
شخصياً؛ لا أويد خصخصة الصحة في بلادنا، حتى لو كانت البنية التحتية مناسبة.. 
لأن فيها ظلم للمواطنين.!
 فمن يؤمِّن الخدمة لمواطن في جبال الحشر بأقصي الجنوب الغربي أو هجرة أم الضيان بالحدود الشمالية..؟
هل سترسلون طائرة لإمرأة بالمخاض ثم تعيدها بعد الولادة ؟ 
أم قارباً اسعافياً لإنقاذ طفل غص بلعبة؟
 فليُمْنحوا بطاقات تأمين صحي بتغطية ممتازه، واتركوا لهم الخيار، 
مستحيل تفي الصحة بوعودها لأن «نظام العمل السيء ينتصر على الموظف الجيد دائماً».ديمنغ

وظف على السلوك و درب على المهارات

الشركات العملاقة لم تحقق نمو و منافسة و استدامة الا بعد مرور عقود.. فرصة وزارة الصحة مع التحول الوطني التركيز على رحلة تميز الأداء.. 
فلتُسلِّم قطاع التدريب لديها لشركات أوروبيه.. تدريباً وادارة، لهدف محدد؛ وهو إعادة تأهيل الممارسين الصحيين في سنتين بدون مجاملات و استثناءات.. 

ملايين التدريب مخصصة للمستشفيات يسحبها مدير المنطقة للمديرية فتوزع على قيادات المديرية و الحاشية في رحلات دولية ..  

حيث لم يستفد من موازنة التدريب المباشر وغير المباشرة سوى عدد محدود من الممارسين بالمستشفيات و المدربين من ادارة التدريب و الشئون الأكاديمية لدرجة أن بعضهم لم يرشح لدورة تطوير مهارات لأكثر من خمس سنين ..  فأين الرقابة.. ومن أين لك هذا؟
القيادة ممثلة “الوزير” لو ركز على العميل و خدمته ستجد الجميع يجدف بنفس الاتجاه بشكل مثمر.. و الخدمة تتدفق بشكل سريع بدون ضجة.. 
سأضمن لكم بعد سنتين مهارة و دقة وسرعة مبهرة، كما سوف يرتفع انتاجيتها بين ثلاثة و أربعة أضعاف، بشرط استيفاء متطلبات العملاء.. ما سوف يعزز الثقة و الولاء، وبالتالي السعادة.
وسوف تحصل وزارة الصحة علي جائزة الملك عبدالعزيز للتميز .. مبروك مقدماً،
يقول رئيس شركة تويوتا..
“دائما نحصل على نتائج رائعة من أشخاص عاديين يديرون عمليات رائعة، بينما آخرون يحصلون على نتائج متوسطة أو سيئة من أناس بارعين يديرون عمليات سيئة”
مستوى الخدمات الطبية تراجع خلال الخمس سنوات الأخيره بشكل خطير لا يرضي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان  وسمو ولي عهده الأمين .. المناطق الجنوبية تئن تحت إدارات غير محترفة أخدتها خارج حسابات معايير الصحة .. 
تقلص عدد الأسرة مقابل عدد السكان بنسب خطيرة نتيجة مشاريع الاحلال و التطوير غير المجدية.. توزيع غير عادل للأطباء بالمستشفيات سعياً وراء المزايا.
معالي الوزير له مؤشرات .. صحيحة ، غير صحيحة يتعامل بموجبها!.
أدعو معاليه تعيين وكيل لكل منطقة على أساس الكفاءة لا التزكية، الزمه بتنفيذ خطة تشغيلية موائمة مع رؤية المملكة ٢٠٣٠ متماشية مع استراتيجية الجودة الوطنية و حاسب دون إعفاء .. ولا يمنع الاستعانة بتنفيذيين من أوروبا أو سنغافورا؛ لا عيب ولا حرام . بدل الهدر في البناء و الهدم حجراً و بشرا.

أخيراً:
“لا يمكننا حل المشكلة باستخدام التفكير الذي صنع المشكلة”

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهمية الرؤية والرسالة والقيم للمنظمات

تقوم كثير من الشركات التي تسعى للحفاظ على ما تحققه من مستويات عالية من النجاح باستخدام بعض المفاهيم الحديثة في الإدارة، لقد أصبح ل...