وبينما الاسطول
يواصل الابحار كسر صوت صفارة الانذار الذي أطلقه قائد البارجة السكون محذرا بقرب
خطر.!
أرسل إشارات تحذيرية تجاه نور خافت بعيد، نحن بارجة
حربية ضخمة ابتعد عن المجرى؛ فيأتيه ردٌ بغرور من مصدر الضوء؛ لن نتحرك. ابتعد انت.
غضب قائد البارجة فاطلق عدة قذائف تحذرية في الهواء
لتخويف مصدر الضوء الخافت.. الذي ظنّ أنه ببارجته قادر على أن يأمر كل من يجوب
البحار أن يبتعد عن طريقه.!
يستمر المشهد إلى أن يأتيه الجواب: تحرّك أنت..
أنا لن أتحرك.. “أنا
منارة”.
فإن جئنا بمجموعة و عصبنا أعينهم، فجعلناهم يتحسسوا فيلاً مثلا، و لكن كلاً منهم يقف فى جهة مختلفة، فهناك من سيخبرنا بأنه لمس خرطوم فيل،والآخر سيخبرنا أنه لمس أذن فيل،وآخر سيخبرنا أنه لمس بطن الفيل،و كلهم على حق،إذاً فزاويتك و ظروفك هى ما جعلتك تختار هذا الرأى، وغيرك أيضا كذلك.
الوظيفة
العامة تكليف لا تشريف و الخدمة فيها مقابل أجر يدفعه رب العمل.. لدينا نماذج
ملهمة من المديرين والقيادات الذي ازدانت بهم المناصب فارتقت علما و أدبا، ما
انعكس ايجابا على خدمات قطاعاتهم و العاملين بها.. فالمأمول انتشار النموذج
الايجابي فانحسار موديل المدير “ون مان شو” في زمن الادارة الذكية
مهما كانت مهاراته و قدراته.
الآن فريق العمل يتخذ قراراته “اون لاين”.. بدءاً من
اعتماد فاتوره فانتهاءً بمشروع الموازنة، أياً كان المحتوى. وربما كان كل عضو من
الفريق في قارة... القصد أنه لا تتعطل مصالح الناس لأن السوبر مدير بيده الخيط و
المخيط.!
ضروري يختفي ديباجة “ ان وزير،أو مدير.. بمالديه من
صلاحيات” (اساسا لم يوقع على وثيقة المسؤوليات والصلاحيات اللهم سمع عنها) لتستبدل
بأخرى تصدر من المجلس التنفيذي وبناء على معايير، بشفافية و نزاهة، كي تجُنّب مشاريعنا
التعثر و مؤسساتنا الهدر المالي و البشري ذلك لأن القرارات ذات البينية وفرديه غير
موضوعيه.
قيل: أتعرفون من المجنون، قالوا: هو من يسلك كل مرة نفس
الطريق ليصل إلى غاية مختلفة!
الواقع
ان الجميع يمارس الاقصاء لمجرد اختلاف وجهات النظر بشكل أو بآخر ءأقررنا أم أنكرنا،
فإن عرضت وجهت نظرك فأعلم بأنها نتاج خبراتك وثقافتك وقناعاتك أنت.. فلا تقطع
بصحتها في أمر قابل للأخذ و الرد؛ وعبّر عن رأيك دون تجريح، ـ بيني و بينك ـ المتحلقون
حولك يعلمون أن الكرسي هو الذي يتكلم..!
بحسب دراسات علمية تشير إلى أن مخرجات القرارات المهنية المبنية
على الأدلة والبراهين تميل إلى الدقة والموضوعية عن سواها.
ولا ننسى قول الشافعى ( قولى صواب يحتمل الخطأ، و قول غيرى خطأ يحتمل الصواب).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق