الثلاثاء، 7 نوفمبر 2017

قصتي مع الدكتوراه

 نشر بصحيفة عكاظ ٢٠٠٩


قصة الدكتوراه



د.عبد الغني بن محمد الشيخ

مدير التدريب بالغرفة التجارية بمنطقة عسير 



 رسالتي  : إرضاء الله بإخلاص النية وصدق العمل و إطلاق طاقاتي المتجددة بتفعيل قدراتي لأكون عنصرا فعّالاً في مجتمعي.

·      أنا إنسان، مواطن، أب – يعمل ليل نهار من أجل حياة كريمة له و لأسرته.


إعداد :

عبدالرحمن القرني ( عسير )


    جميل أن تحلم  .. وأجمل منه أن تعلم ..  وسهل أن تتمنى .. وصعب أن تنتظر .. يبحث الكادحون عن معاشهم .. ويسترخون في منامهم ..  مهوّمين .. هائمين  بيوم يمسح شقاءهم  .. ويدفن معاناتهم ..

   رمز من رموز الوطنية نتعقب نجاحاته في ميادين الحياة ننظر إلى مواقفه العديدة ونحاول الغوص في اعماقه بنواصه الفضل ولا نلبث حتى نطفو على شواطئه حيث ملامح نجهلها وحياة لا نعرفها نحتاج إلى مجاديف الأسئلة من جديد لتدفعنا إلى الإبحار نحو عالمه وعندما نصل لأول ذرة تراب على اليابسة نجدها ( شاب ) من وطني مكافح ، وعضوا فعالا في ممارسة العمل ودفع عجلة التطوير والتجديد  .. 

     اننا في هذا اللقاء سنبحر في اعماق تجربة الدكتور / عبد الغني بن محمد الشيخ مدير التدريب بالغرفة التجارية بمنطقة عسير .

    والتي تحدث - بشغف شديد - عن تجربة حياته والكفاح والصعوبات في الجمع بين الوظيفة ومواصلة دراساته من المرحلة المتوسطة إلى الدكتوراة ..حيث استمد من والده قيم الحياة الكريمة ومكابدة التحديات والمثابرة على الهدف ..

 ولا شك ان تجربة ( الدكتور عبدالغني )  مليئة بالتحديات والمثابرة وقوة العزيمة التي لا تقهرها الامكانات البسيطة فالى نص الحوار :

·                  من أنت .. ؟

         لقد كانت نشأتي وسط أسرة كريمة يقودها أب عصامي بنى نفسه من أقل القليل حتى أصبح علما يشار إليه بالبنان ، خدم مجتمعه ـ   صغيرهم و كبيرهم ـ   بكل إخلاص و تفان ، و أم تفيض بالحب و الحنان لا تنام و لا تهنأ حتى ترى الراحة و الأمان قد غطى أجساد أبنائها.



·                  كيف كانت نشأتكم  ؟ وأين ؟

             ولادتي و نشأتي في مدينة جازان ومن الطبيعي ..... أن الكرم و رغد العيش الذي أغدقه و الدنا علي أنا و إخوتي طوال حياتي حتى الآن ... - لا يمكن أن تفارق تفاصيله ذاكرتي و بصيرتي-  لم يترك لنا الفرصة للسعي وراء لقمة العيش و النجاح الذي  جاء  متأخرا نوعا ما... و لم تبدأ مسيرة النجاح بتسلسل منطقي و طبيعي.

·                  هل ما زلتم تتذكرون بعض من طفولتكم .. وكيف ترونها اليوم ؟

          أراها اليوم و كأنها جزء من حياتي الآن ، فكلما اشتقت للحنان و الدفء أصعد خط الزمن و أعود حيثما أريد لأمتص من رحيق الماضي القريب لأعود به إلى هذا الزمان لأرتشف منه في زمن تضاءلت منابع الحب كلما احتجت إليه .

·                  ماذا عن الدراسة ؟ وهل شعرتم منذ البداية أنكم ميالون لها ؟

             الدراسة ....  لقد كانت بعيدة تماما عن تفكيري  بل أستطيع أن أجزم أنه لا توجد "كيمياء" و ليس بيني و بينها ود أو تقدير أو ميولً رغم الإغراءات و الثواب و العقاب الذي كان يمارس علي حينها.



·                  ماذا عن أصدقاء الطفولة ومن هم ؟

               أصدقاء الطفولة... هم كثر منهم الجيران و منهم زملاء كالأستاذ عمر بالخطب و الأستاذ محمد الفقيه في أرامكو و المقدم بحري عيسى آل عمر و زايد عسيري و المقدم بحري محمد العسيري و أبناء أحمد بن حسن العمودي أما زملاء الدراسة فمنهم رجل الأعمال عدنان باحشوان وأصدقاء الأسرة منهم الأستاذ عبد الرحمن الدريبي مدير بنك و المهندس عبدالرحمن عبد الحق محافظ جزيرة فرسان و غيرهم و الأقارب هم أبناء عمي رجل الأعمال الأستاذ طه الشيخ و أخوه مدير الشؤون المالية بميناء جازان الأستاذ حيدر الشيخ و العميد هادي الشيخ و أخوالي الأستاذ عبده حسن الكاملي و الأستاذ محمد  و المقدم بحري يحي الكاملي و الأستاذ على عمر كاملي و غيرهم كثير،فالمجال ربما لا يتسع لذكر الجميع، فأعتذر عن ذلك . 



·       مرحلة المتوسطة كيف تصفونها ؟ ومن هم زملاءكم فيها ؟ وابرز المواقف فيها وكذلك الأصدقاء ؟

       مرحلة المتوسطة كانت ذات شقين، شق كان كله عواصف  كادت حياتي تنتهي عنده بسبب كثرة أحداثها و خطورة المغامرات فيها، زملاؤنا في تلك المرحلة الأستاذ عبدالرحمن الدريبي و الأستاذ عبدالله أبو جبعة عسيري و الأستاذ هاشم برهان الموظفين بالخطوط السعودية ، ورجلا الأعمال الأستاذ على و حبيب مأصلي و الأستاذ منصور الحربي و غيرهم .

      أما  أبرز المواقف حينما استدعاني الوالد يحفظه الله إلى المجلس كنت حينها في الصف الأول متوسط ليطلب مني أن أقوم بدور المترجم بينه و بين أجانب حضروا لإنشاء محطة الكهرباء العمومية في مدينة جازان آنذاك ، وغيرها من المواقف الكوميدية و التراجيدية.



        أما الشق الآخر من المرحلة، فقد كان ذلك حوالي عام 1398هـ. حينما لم يجد الوالد يحفظه الله حل مناسب للسيطرة على شقاوتي ، بكل حكمة و سعة أفق و بعد نظر وجد الحل  في  قيد الوظيفة . حيث ألحقني بالخطوط السعودية قبل أن أتم الكفاءة المتوسطة على بند الأجور بمرتب مقطوع قدره حوالي 2100 ريال تقريبا، أتممت الشهادة المتوسطة ليلا و أنا على رأس العمل عام 1399هـ ، بعدها تزوجت من أسرة كريمة عام 1400هـ ثم بدأت الأمور تأخذ منحا آخر تماما.

·       مرحلة الثانوية هل كنتم متفوقون دراسياً فيها ؟ وما هي نسبة تخرجكم منها ؟ وهل أثرت مرحلة المراهقة عليكم في هذه المرحلة الدراسية ؟

        المرحلة الثانوية .. نعم لقد كنت متفوقاً رغم الظروف الأسرية – الزوجة و الأولاد – و في الوظيفة قلما كانت ظروف العمل تساعدني على التوفيق بين الدراسة و المهام الوظيفية هذا إلى جانب بعض الممارسات من الرؤساء التي لا تدعم المسيرة الوظيفية بشكل منتظم.

      و إحقاقا للحق فالزوجة ( أم سامي ) كان لها أكبر الأثر في نجاحي و تفوقي بالمرحلة الثانوية ، فقد لعبت دور الأم في مواقف كثيرة كوني كنت أسكن مستقلا عن سكن الوالدين، حيث كانت تسهر على راحتي و تحمل عني أعباء المنزل و الأبناء بل و قد كانت تسهر إلى جانبي حتى الصبح طوال فترة الامتحانات ، لتعد لي و زميلي الأستاذ إسماعيل حكمي الوجبات الخفيفة و الشاي لنتمكن من مواصلة السهر و العمل.



·       ما هي ابرز المواقف في هذه المرحلة ( أصدقاء / الدراسة كيف كانت ) وهل مارستم أي عمل ؟ وما هي ابرز الأنشطة المدرسية في الحي ؟   

          من المواقف التي لا تنسى أنه في سنة ثاني ثانوي و قبل فترة الاختبارات بأيام قليلة خارت قواي و لم أعد قادرا على الوقوف بمفردي ، فمنعت (أم سامي ) جازها الله خيرا عنا الشاي و القهوة و استبدلتهما باليانسون و القرفة و الزنجبيل . أحد الزملاء حضر حوالي الساعة 10 ليلا  لنبدأ سهرة المذاكرة جاء  لنا بالعشاء و العصير ثم بدأنا مراجعة الدروس ، ثم بعد فترة جاء  لنا بالمشروبات الساخنة .

      الذي حصل أننا لم نشعر إلاّ بأشعة الشمس تلسع جلودنا صباح اليوم التالي . لم نستطع المقاومة فغلبنا النوم من شدة الإرهاق و التعب طبعا بعد ما قطعت ( أم سامي )  عنا تموين الشاي و القهوة.

     أما مرحلة المراهقة أثرت في مرحلة المتوسطة ، ولا أذكر أني عشت مرحلة المراهقة بمفهومها التقليدي في وقتها إنما تناثرت بين سنين العمر الأولية و لم أشعر أنني أخذت حقي فيها بالكامل .

    وبالنسبة  لأبرز المواقف ... كان بعض رؤسائي في العمل يصرون على أن تكون فترة دوامي مسائية حتى لا أتمكن من حضور الحصص الليلية و مواصلة الدراسة، حقيقة كانت فترة عصيبة و فيها من التحديات القوية لا يتحملها إلاّ شخص يملك إصرارا قويا  وعزيمة راسخة على الوصول لأهدافه.

     وبالنسبة لأبرز زملاء الفترة بل الشخص الذي كان له تأثير كبير على مشواري في المرحلة الثانوية هو رجل الأعمال الصديق المميز إسماعيل الحكمي الذي كان يدفعني كلما هممت بالانسحاب و الأستاذ مقبول الكبيسي و الأستاذ علي عيسى العقيلي و غيرهم.



·                  ومنهم المدرسين الذين كان لهم دور في حياتكم ؟

            طاقم المعلمين بثانوية معاذ بن جبل الليلية بقيادة مديرها الشيخ حسن بشير كان مميزا جدا و قد كان أبرزهم و أقربهم إلى قلبي الصديق الأستاذ يرحمه الله جبر العويني معلم اللغة العربية الذي كان لدعمه و مساعدته أكبر الأثر في نجاحي  بتقدير جيد جدا بنسبة 85% .



·                  كيف كان التحاقكم بالجامعة ؟

        المرحلة الجامعية ـ  عالم آخر ـ  التحاقي بالجامعة ( جامعة الملك عبدالعزيز بجدة )  ..  كان أساسه إصراري على إثبات قدرتي على تحقيق طموحات أكبر من توقعات الكثير . قيادي كبير في الخطوط السعودية كان يلوح لي ( بأسلوب استفزازي ) بترقيه على وظيفة قياديةـ صغيرةـ  في كل مرحلة من مراحل التعليم ـ   بالتأكيد كان يقصد تحفيزي لمواصلة الدراسة بأسلوبه الخاص ـ   فكلما أنهيت مرحلة ذهبت إليه ليفاجئني بأن المتطلب للترقية هي المرحلة الدراسية التالية، أردت أن أثبت له و لكل من شكك حينها في إمكانياتي بأن لديّ القدرة على إنجاز ما هو أبعد من ذلك ، إلى جانب نمط آخر من التحفيز كنت أتلقاه من والدي ، الذي كان يقارنني بآخرين حققوا درجات علمية في ظروف مختلفة عن تربيتي و بيئتي .

       تقدمت للجامعة مع آخرين و بسبب التحدي سجلت في الاقتصاد و الإدارة . وقتها كنت أحمل الثانوي الأدبي وجدت بعض المعارضة لكن دعم أحد القياديين بالجامعة مكنني من دخول اختبار القبول الذي اجتزته بعون الله ثم تلى ذلك المقابلة الشخصية . 

        تم قبولي في قسم العلوم الإدارية بكلية الاقتصاد و الإدارة بالانتساب . نتذكر من هذه المرحلة بكل خير إحدى قريباتي كانت في مرحلة متقدمة بنفس القسم ساعدتني بالكتب و المحاضرات ، و أذكر بخير كل من أخلص في عمله و أدى عمله بأمانة .



·                  ومن هم الأساتذة الذين مازلتم تتذكرونهم في هذه المرحلة ؟

           أما من أعضاء هيئة التدريس اللذين تعلمت منهم هم د.محمود مظفر أستاذ القانون و الالتزامات / د. سمير ابو الفتوح أستاذ المحاسبة  / د. محمد أسعد أستاذ البحث العلمي / د.عبدالعزيز جستنية عميد الانتساب آنذاك و كذلك معالي د.مدني علاقي عميد كلية الاقتصاد و الإدارة هؤلاء هم من علقوا بذاكرتي لأسباب مختلفة.



·                  ولماذا اخترتم بالذات الدراسة في هذه الكلية ؟

       كما أسلفت إصراري على دخول هذا القسم كان طموحا و تحديا في الوقت نفسه .



·          وما هي ابرز مراحل هذه المرحلة من ناحية  الدراسة والزملاء و الأصدقاء ؟

           الجامعة – عالم آخر – يمكن أن تتعلم بها كل ما تريد ، تجد فيها كل أنماط البشر و عقلياته . و هذا يتفق مع اسمها فعلاً .

        رأينا خلال أربع سنوات و هي سنوات دراستي كل التناقضات التي ربما لا تراها في مكان آخر . أعضاء هيئة التدريس بالجامعة كانوا يميلون إلى التشدد معنا نحن المنتسبين طبعا كطلاب من خارج جدة  ، حيث كان يتوجب علينا حضور أربعين يوما في العام ، يعد لنا جدول الدراسة و قد كنا نجد صعوبة للتعامل مع الجداول الإلزامية المكثفة و كان ــ  في الغالب  ــ  لا يسمح بالحذف و الإضافة ــ  إلا لفئة محدودة من الطلاب  ــ   فقد كانت المحاضرات في أوقات مزعجة جدا و يا ويلنا من المدرس الذي يصادف جدوله محاضرة للانتساب مساء الخميس، الحقيقة كنا لا نستفيد منها أبدا .فالدكتور يكون مرتبط مع أسرته يمنيهم بسهرة على البحر فتنعكس على طلاب الانتساب المساكين. المهم كانت تمر تلك المحاضرة بالطول و لا بالعرض و كثيرا كان المدرسون يعتذرون عنها.

         طبيعي أربعون يوما كل سنة أكلت رصيد الإجازات السنوي، و قد حرمت أسرتي من الإجازات طوال سنين الدراسة  و أضعفتني ماديا  ــ   الخطوط السعودية كانت تمنحني إجازة امتحانات و مكافأة ألف و خمسمائة ريال لكل عام جامعي بشرط الاجتياز   ـ   كنا نضطر نستلف أحيانا و قد كان الوالد يحفظه الله يدعمني ماديا لأننا كنا نحتاج مصروفات للبيت و الأولاد و كذلك مصروفات للسفر و السكن و غيرها في جده ،  أول سنة كلفتني رحلة الجامعة أكثر من اثني عشر ألف ريال، وقد أكرمنا صديق رحمة الله عليه اسمه محمد العيسي وأخويه محسن و إبراهيم  كذلك رجال الأعمال بمنطقة جازان الشيخ عبده حسن الحكمي و نجله الشيخ محمد بن عبده الحكمي باستضافتنا في منازلهم فترة من الزمن خلال فترة من الدراسة الجامعية مما خفف علينا أعباء كثيرة ثم  شقق مفروشة و فنادق .

       ارتبطنا بعلاقات زمالة و صداقة بشكل أو بآخر مع شخصيات عديدة التقينا بهم في تلك المرحلة أمثال الأستاذ عبدالله الغامدي رئيس بلدية قلوة آنذاك، و المهندس أحمد عمر باسودان مدير الصيانة بشركة طيران سما، و المهندس محمد مزيد الحكمي بالاتصالات السعودية ، و العميد علي المشعان إلى جانب رفيق الدرب علي الكاملي و الأخ إسماعيل الحكمي و المرحوم بإذن الله حمد الحكمي اللذان انسحبا بعد فترة من الجامعة لأسباب مختلفة و غيرهم ممن كنا لا نلتقي بهم إلا أيام الاختبارات  ــ   لقد كان بعض الطلاب مصنفين لدرجة أن غرف خاصة تهيئ لاختبار كبار الطلاب  آنذاك ، وطبعا درجاتهم في العلالي و أظن منهم الآن أعضاء في هيئة تدريس بإحدى الجامعات السعودية و في مراكز قيادية مرموقة. 

·                  و ما هي المواقف الصعبة التي واجهتكم و التطبيق العملي ؟

             سارت الأمور في ظروف صعبة جدا .... كنا نجاهد على عدة جبهات  الدراسة من جهة ، الوظيفة و متطلباتها من جهة ثانية ، الأولاد ..  و ما أدراك ما الأولاد؟ و البيت من جهة أخرى ، و البناء و العمال و الديون من جهة . حقيقة أصعب مراحل حياتي و أثراها خبرات و أجملها ذكريات ، شارفنا على النهاية و جاء دور البحث العلمي ، تم تسجيلي في مادة البحث العلمي عند واحد من أصعب أساتذة جامعة الملك عبد العزيز .... لا يعجبه العجب و قد كان أحسن طالب في شعبته يحصل على تقديرD.

     أنا على وشك التخرج و لم يكن لدى استعداد نفسي و مادي أن أزيد ولو يوما واحدا في هذه الجامعة من هول ما رأيت فيها.

     المهم عرضت أكثر من موضوع بحث ميداني ... طبعا كانت البحوث تباع في المكتبات المجاورة للجامعة و يبدو أن الدكتور محمد أسعد مدرس البحث العلمي مدرك لهذا الموضوع ..  أختار الدكتور أصعب موضوع وقد كان هو (مشروع) التخرج و قد كان باسم ( التزام موظفي الجهاز الحكومي بالدوام الرسمي في مدينة جازان ). عموما أنجزت البحث العملي بدرجة امتياز و لله الحمد .

       أنهيت مرحلة البكالوريوس عام 1991م كنت وقتها منهكا ماديا و نفسيا خصوصا أن الشهادة لم تدعم مسيرتي الوظيفية و لم يكن لدي آنذاك توجها لمواصلة الدراسة .

         لقد كنت شغوفا لدراسة علم النفس ، فاتجزت عدة مستويات في البرمجة اللغوية العصبية و التنويم الإيحائي و العلاج بخط الزمن ، وفي هذه المرحلة رسمت خطة حياتي و وضعت الدكتوراه هدفاً استراتيجيا واجب التحقيق مهما كلف ثمنه.

        وفي عام 2000م كنت مع أخي رياض مدير مكتب وكيل إمارة جازان للشؤون الأمنية ،  ذات ليلة في حديقة منزلي الجديد نتحدث في موضوع مواصلة الدراسة و الجامعة التي يمكن أن انتسب إليها و التكلفة و نحن نتابع عامل يمني اسمه عادل كان يبني أحواضا للزهور .

     وبحكم الظروف الوظيفية و الأسرية كان الأنسب لنا الدراسة عن بعد فقط في جامعة خارجية . كان عادل يستمع للحوار .

       أوقف عادل العمل و اتجه نحونا قائلا: سمعتكما تتحدثان عن مواصلة الدراسة في الخارج ، أنا ـ  و الكلام لعادل ـ  استطيع مساعدتكما في الموضوع ، ممكن أتدخل ؟ فأجبته : يجي منك كثير!

      فقال : عندي أحد أبناء عمومتي أسمه محمد الورد و هو طالب يمني مبتعث للدراسات العليا في إحدى الولايات الهندية . أعطوني فرصة أتصل بأبيه في اليمن ثم أرد عليكما.

      جاءني عادل ظهر اليوم التالي و معه رقم هاتف الأستاذ محمد الورد في الهند ، فورا اتصل به من منزلي وطلب منه مساعدتي في موضوع مواصلة الدراسة.

      استجاب الرجل فورا و أعطاني بريده الالكتروني لأبعث له بطلبي و أوراقي . لم يمر أسبوعا إلا و قد بعث لي برسالة يفيد بأن التخصص المطلوب غير متوفر بولاية (اليجار) و إنما سوف يتواصل مع زملاء آخرين له في الولايات الهندية الأخرى.

         بعد مرور حوالي شهر زمان تلقيت رسالة على البريد الالكتروني من طالب يمني آخر اسمه الدكتور داود احمد مهدي عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد بابها حاليا كان يدرس في مرحلة الدكتوراه آنذاك في إحدى الجامعات الهندية يطلب الشهادات و تفويض معتمد من جهة العمل مصدق من الخارجية السعودية ، بعد فترة أرسل لي بالبريد المسجل بخطاب التسجيل لدراسة ماجستير في علم النفس .

      حصلت على خطة البحث و موضوعه ( الضغوط النفسية التي تواجه المديرين و المسببات لذلك ) و تعين مشرف رئيسي للبحث ، و قد كانت تلك هي المرة الأولى التي أسافر فيها إلى الهند ، التقيت لأول مرة  بالدكتور داود بدون سابق معرفة اللهم من خلال المراسلات و الهاتف.

      عانيت كثيرا في مرحلة البحث بسبب ندرة المراجع العلمية و من كثرة الأسفار و التكاليف و خصوصا الاتصالات الهاتفية و مصروفات الإقامة إلى جانب تكاليف الدراسة . الموقف الطريف أن الدكتور داود قدمني لمجلس القسم على أني طالب يمني تجنبا للاستغلال و المضايقات بصفته رئيسا لإتحاد الطلاب الأجانب في الولاية . عام 2002م ناقشت الرسالة و منحت الدرجة بامتياز و لله الحمد .

      في نفس العام سجلت في جامعة (مادوراي كامراج ) إحدى الجامعات الهندية العريقة ماجستير إدارة عامة عن بعد و أخذت المقررات للسنة الأولى ،  الدراسة هذه المرة كانت بنظام الكورسات،  مع برنامج الدراسة و جدول الاختبارات التي كانت تقام ثلاث مرات في العام لكل سنة دراسية.

    و بعد أن استعديت للاختبار طلبت التسجيل في الفترة الثالثة للاختبار ، واجهتني صعوبات كبيرة لكن بفضل الله ثم بجهود (الدكتور داود)  استطعنا التغلب عليها  ، أمضيت حوالي خمسة عشر يوما في الهند ثم عدت بعدها إلى السعودية.

      اجتزت السنة الأولى ثم سجلت للسنة الثانية و حصلت على مقرراتها ثم غادرت للاختبار أواخر عام 2004م بذلك أنهيت دراسة الماجستير في الإدارة العامة.

       في الهند التقيت بالعديد من الطلاب المبتعثين من الأخوة اليمنيين و الأرتريين و بعضهم كان على حسابه الخاص لكنه يتلقى دعم من حكومته ، الذين قدموا لي خدمات جليلة لا استطيع حصرها و على رأسهم الدكتور داود و حرمه و الطالب عبدالرحيم و غيرهم ،

         و أدين في هذه المرحلة بالفضل لوالدي الشيخ محمد حيدر الشيخ الذي دعمني ماديا و معنويا و لزوجتي (أم سامي ) التي كانت وراء كل إنجازاتي .

      العجيب في الأمر أن المملكة تستقدم من الهند الآلاف من الوافدين من تخصصات مختلفة و أنا مواطن سعودي درست على نفقتي لم أكلف الدولة دولارا واحدا رفضت السفارة السعودية بالهند التعامل مع وثائقي  بحجة عدم وجود اتفاقية بين الجامعات و التعليم العالي السعودي ! 

     و الأغرب من ذلك أن زملاء لنا كانوا منتسبون لجامعات عربية حصلوا على معادلة للدرجات العلمية من  التعليم العالي رغم أن رحلاتهم إلى تلك الدول كانت "للقنص"  و قد كان لديهم أكاديميون متقاعدون تحت كفالتهم لكتبة البحوث و الرسائل ؟!!

        لا أعلم كيف تصبح القناعات الشخصية لبعض المسئولين في بلدنا قوانيننا و أنظمة؟

         و من هذا المنبر أناشد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله لمنحنا الفرصة لخدمة هذا الوطن .

         و بهذه المناسبة أود أن أوجه الشكر الجزيل لسعادة الأستاذ حسن عبد الواحد الوزير المفوض بسفارة خادم الحرمين الشريفين بالهند –آنذاك – على جهوده في الرفع لمقام وزارة الخارجية السعودية للنظر في مثل حالتي إلا أن محاولاته لم يكتب لها التوفيق.

      و استمرارا في عملية التطوير الذاتي التحقت بدورة تدريبية بدبي لمدة تسعين ساعة حصلت على شهادة ممارس متقدم في البرمجة اللغوية العصبية .

       كذلك درست أربعين ساعة في برنامج قيادة عمليات التدريب بكلية المعلمين بجازان ، مارست في هذه المرحلة تدريب الموارد البشرية مع صندوق الموارد البشرية و وزارة التربية و التعليم و الكليات و بعض مؤسسات القطاع الخاص بمنطقة جازان ، ألقيت العديد من المحاضرات و شاركت في الملتقيات بجهود و فرديه على نفقتي الشخصية أكسبتني العديد من الخبرات و المهارات الفنية و الإدارية إلى جانب وظيفتي الرسمية.

     و أذكر بجزيل الشكر في هذه المرحلة سعادة الدكتور قاسم بن عائل الحربي و الدكتور محمد شيبان العامري و الدكتور فهد العنزي اللذين دعموني بكل امكاناتهم و خبراتهم.



·       ما  هو تخصصكم بالتفصيل ؟ وكيف درستموه ومن هم الذين ساعدوكم للحصول على شهادة الدكتورة في هذا التخصص ؟

        مرحلة الدكتوراه .. لقد جاءت مرحلة الدكتوراه متوجة لجهود أربع و عشرين عاما بذلت فيها الغالي و النفيس ، ضغطت علينا الظروف بعت كل مدخراتي و تجمعت علينا الديون ، و أنا كنت لا أزال في الوظيفة بالخطوط السعودية.

      بعد الانتهاء من مرحلة الماجستير كنت على بعد خطوات من تحقيق هدفي الاستراتيجي الذي رسمته لنفسي عام 2000م ، 

         بدأت البحث و الاتصال بعدد من الجامعات ذات الصيت و السمعة الجيدة المعترف بها عالميا ، و بينما كنت بانتظار الردود علمت أن أحد أعضاء هيئة التدريس غير السعوديين بجامعة الملك خالد  د/ سيد نهال أحمد كان منتسبا  لجامعة أمريكية و حصل منها قبل سنوات على درجة الدكتوراه .

       ذهبت إليه في منزله و عرضت عليه رغبتي لمواصلة دراستي العليا للحصول على درجة الدكتوراه  في مجال إدارة الموارد البشرية لأنه كان مجالا جديدا و مهما لنا في المملكة ، شجعني كثيرا و قد أبدى استعدادا مميزا في التعاون معي .

      و بالفعل عرض علي اسم جامعة واشنطن الدولية و هي إحدى الجامعات المصنفة و المعتمدة عالميا و جرى الاتصال بالجامعة و تم القبول لدراسة إدارة الأعمال تخصص إدارة الموارد البشرية بشرط الحصول على خمسمائة درجة في اختبار التوفل ، وتعهد من أستاذ في الإدارة للإشراف على الرسالة و تعهد خطي مني بجدية العمل و نزاهته.

       خضت اختبار التوفل في أحد المعاهد المعتمدة بجده و حصلت على الدرجات المطلوبة ، بحثت عن أستاذ للإشراف على البحث فحظيت بموافقة كريمة من الأستاذ الدكتور محمد صالح هيشور بروفسور في جامعة الجزائر و أستاذ الإدارة العامة بجامعة جازان ـ  حاليا ـ  للإشراف على الرسالة .

        بعثت بشهادة التوفل ـ   مدة صلاحيتها شهرين ـ   مع بقية المستندات المطلوبة عبر البريد ، و بعد فترة أرسلت إلينا خطة البحث و خطاب القبول و رقم السجل الجامعي و اسم المشرف على الرسالة و هو الأستاذ الدكتور مايكل بسلر عضو و باحث أمريكي في العديد من الجمعيات العلمية الأمريكية و بروفسور ورقم للدخول إلى مكتبة الجامعة و رقم للدخول إلى مكتبة الكونجرس عبر الانترنت لغرض البحث.

      طلب مني اقتراح موضوع الرسالة و بعد التشاور مع المشرف المحلي أستقر الرأي على موضوع " نظم المعلومات في القطاع العام بالمملكة العربية السعودية" و تمت الموافقة عليه على أن تكون الرسالة من خمسة فصول على الأكثر بخلاف المقدمة والخلاصة و المراجع .

·       ما هي ابرز مراحل هذه المرحلة الدراسية و المراجع و الصعوبات التي واجهتكم و التطبيق ؟

           بدأت رحلة المصاعب مع المراجع و خصوصا في الجزء التاريخي لنظم المعلومات الإدارية بالمملكة كونه غير موثق و متاح للباحثين ، و قد اضطررت لشراء أكثر من خمسين كتابا من الهند و ماليزيا كونهما رائدتين في هذا المجال و قد كان المشرفون على الرسالة يطالبونني بإرفاق حتى قصاصات الصحف التي أذكرها كمرجع للمعلومات.

      واجهت الكثير من المتاعب للتوفيق بين الدراسة و البحث و العمل الوظيفي و كذلك ظروف المشرف المحلي الدكتور هيشور و المشرف العام بالجامعة بسبب فارق التوقيت و كثرة الإجازات في أمريكا .



·                  وبما أوكلت الأمور  الأسرة في هذه المرحلة ؟

        أوكلت أمور المنزل للزوجة و الابن الأكبر سامي الذي تحمل الكثير من أجل الأسرة إلى جانب دراسته، البحث كان مكتبياً الذي كان يتطلب مني ساعات طويلة يوميا من القراءة و البحث و الجلوس على الإنترنت فترات طويلة لدرجة أن فواتير الاتصال بلغت مبالغا خرافية ، اقترضت من أحد البنوك لتغطية مصروفات الدراسة ..   

·                  وكم سنة استغرقت هذه المرحلة ؟ 

         استغرقت مرحلة رسالة الدكتوراه حوالي سبعة و عشرون شهرا .

·                  وكيف كانت المناقشة ؟

         كان المشرف المحلي يراجع و يناقش معي كل مسودة فصل على حدة . و بعد أن ينتهي منه يبعث به للمشرف العام في الجامعة يضع عليه ملاحظاته ثم يعيده له للمراجعة أو التوجيه بالطباعة و هكذا حتى انتهت الفصول الخمسة مع أوائل 2006م .

    جاءت أصعب مرحلة التي لم نحسب حسابها وهي طباعة الرسالة حيث لم نجد في المملكة شخص متخصص يقوم بطابعة الرسالة باللغة الإنجليزية بشكل احترافي حسب مقاييس الجامعة الموضحة في خطة البحث.

       أحد مكاتب الترجمة في الرياض طلب خمسة عشر ألف ريال مقابل طباعة الرسالة مع الملاحق فاضطررت لإرساله إلى الهند مع د/نهال مقابل ثلاثة ألاف ريال .

     كنت أتلقى فصول الرسالة المطبوعة على البريد الإلكتروني فصلا تلو الآخر ليراجعه المشرف المحلي حتى اكتملت الرسالة مع الملاحق ليتم إرسالها لاحقا إلى المشرف أ.د.مايكل بسلر .



·                  وكيف تصفون شعوركم قبل حصولكم على الشهادة بدقائق ؟

       لقد كان انتظار النتيجة صعبا جدا ،  طال الانتظار عدة شهور دون أن نتلقى ردا من الجامعة ليأتي الرد بأن البروفسور خارج الولايات المتحدة الأمريكية فزاد قلقنا ، فبعثت أحد أقارب د/نهال إلى الجامعة في واشنطن مدينة بروشيا ليستطلع الأمر ، فرد بأن البروفسور لم يسلم الجامعة نتيجة الرسالة ، و بعد طول انتظار وصلتنا رسالة على البريد الالكتروني بأن الرسالة قد أجيزت و منحنا درجة الدكتوراه بتقدير امتياز.

    حالة من الهستيريا و البكاء انتابت كل الأسرة ... فرح شديد و زغاريد و طراطيع أخيرا تحققت الأمنية التي عملت من أجلها سنوات طويلة . 

     بعد فترة وصلت الشهادة عبر البريد المسجل مع مرفقاتها و عليها تصديق من الجامعة و محكمة الولاية و وزارة الخارجية الأمريكية ، وقد كان أول شخص ذهبت إليه لأريه الشهادة هو و الدي يحفظه الله مذكرا إياه بما قاله لي .... في مسألة النجاح بينما كان الشخص الثاني الذي أخبره هو ذلك المسئول بالخطوط السعودية الذي ناورني على الترقية .

     ندين بالفضل في هذه المرحلة للدكتور نهال أحمد و البروفسور محمد بن صالح هيشور اللذين بذلا معي جهودا عظيمة لا تنسى دون أن يتقاضا أحدا منهما ريالاً واحدا .

     و لكي أساهم في نشر هذا العلم في بلدي قمت بطباعة مائتي نسخة من الرسالة على نفقتي  ، أهديت نسخة خاصة من الرسالة لسيدي و لي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز كما قدمت نسخة خاصة أخرى لسيدي أمير منطقة جازان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز في قصر سموه و نسخة خاصة لمعالي مدير عام الخطوط السعودية المهندس خالد الملحم ، ثم أهديت نسخا من الرسالة لجميع الجامعات و الوزارات و الهيئات الحكومية و المكتبات العامة في المملكة.



·                  بعد الشهادة الجامعية أين كانت وجهتكم ؟

        كما أسلفت كنت وقتها لا أزال أعمل بالخطوط السعودية التي خدمت بها أكثر من ثمان و عشرين عاما بمطار جازان ، طلبت بتحسين وضعي الوظيفي بالخطوط السعودية فلم يتحقق لي ما أريد فطلبت التقاعد المبكر و قد حصلت عليه في شهر مايو 2007م.

       عرضت خبراتي على أكثر من جهة و مسئول بمنطقة جازان على الرغم من أن المنطقة مقبلة على مرحلة تنمية شاملة و حاجتها للكوادر المؤهلة من أبناء المنطقة إلا أنه لم يستجب منهم أحد، "فقد لفظني البحر فاحتضنني الجبل" ..  أخذت فترة ستة أشهر من الراحة ثم سابقت على إحدى الوظائف التي أعلنتها الغرفة التجارية بمنطقة عسير بكل نزاهة وحيادية ، فظفرت بأحدها و الآن أنا مديرا لإدارة التدريب بالغرفة التجارية بأبها.



·                  هل حققتم كل ما تمنيتم ؟

       طموحاتي و أمنياتي كبيرة و حتى الآن حققت جزءا منها بفضل الله بانضمامي لمؤسسة الإسلام اليوم كمستشار للعلاقات الزوجية و التنمية الذاتية، وعضو في عدد من الجمعيات منها الجودة،الإدارة،الموارد البشرية،ونسعى للالتحاق بجمعية حقوق الإنسان و تأسيس جمعية للأيتام بمنطقة جازان.

     أمنيتي أن انظم إلى إحدى لجان مجلس الشورى لأقدم لوطني ما لدي من خبرات ردا لجميله علينا ..   " لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير "  .



·       لو عادت بكم عقارب الساعة للوراء .. هل كنتم ستختارون نفس التخصص ؟ وهل كنتم سترسمون لحياتكم خطاً آخراً ..؟؟

         أما لو عادت عقارب الساعة للوراء كنت سأعمل على تحقيق أمنياتي حسب التسلسل المنطقي للحياة ، و هي الدراسة ثم الوظيفة ثم الزواج ، إنما أحمد الله و أشكره على فضله بأن يسر لي سبل النجاح  .. و سوف اختار نفس التخصص نظرا لحاجة الموارد البشرية في الوطن للتهيئة السليمة و القيادات الوطنية العصرية بخبرات عالمية بعيدا عن الموروث الثقافي في إدارة الموارد البشرية لأعمل عضوا في هيئة تدريس أو تدريب بإحدى الجامعات أو الكليات المتخصصة.

       نشكر لصحيفة عكاظ  ــ   صحيفة كل مواطن ــ   هذه اللفتة الكريمة لإلقاء الضوء على قصص كفاح أبناء هذا الوطن الذين أبوا إلا المشاركة في مسيرة التنمية بجهود فرديه و تمويل ذاتي كي يتقدي بهم الشباب الذين نعتبرهم" نصف الحاضر و كل المستقبل".

                                                          ( انتهى )

التوقيع : عبدالرحمن القرني





1234 Main Street   Anytown, State ZIP   123-456-7890

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهمية الرؤية والرسالة والقيم للمنظمات

تقوم كثير من الشركات التي تسعى للحفاظ على ما تحققه من مستويات عالية من النجاح باستخدام بعض المفاهيم الحديثة في الإدارة، لقد أصبح ل...