بقلم عبدالغني محمد الشيخ
مرحبا ترحيبتين كل ترحيبة الوف ..
أمينا جديدا بيننا ..
و الله أنى لأشفق على كل من يحمل لقب “أمين” لاعتبارات عديده أقلها تبرأَ السموات الأرض و الجبال منها ..
“أميناً” ليس مجرد مرتبة و لقب، بل مضمون لقيمٍ أخلاقيةٍ ساميه.. ليس أقلها النزاهة، فالنأي بالنفس عن مزالق السوء و أهله.
عصا الأمين سحرية
نعلم يقينا بأن سعادة الأمين لا يملك عصا سحرية.. لكن المرجو أن يعمل لمصلحة المنطقة، مهما كانت المعوقات و التحديات و المغريات..
ان لديه كافة مقومات النجاح .. قيادة داعمة.. وثقة كبيرة .. فرص واعدة.. و طاقم فني “محترف”. يقابله حمائم و صقور.!
في تقديري الأمين الجديد ربما يحتاج أسلوب العمل المؤسساتي و العمل بروح الفريق مع الموظفين و الأجهزة الحكومية الأخرى.. سياسات وأهداف و خطط تشغيلية واضحة مرتبطة بمؤشرات أداء ميدانية.. بالتأكيد مراجعة أداء المجالس البلدية وتجديد دمائها.
مذ تعلمت التمييز بين الصح و الخطأ، و انا ألاحظ أن أصحاب المعالي الوزراء يمنحون أشخاصا موصى بهم تأشيرة عبور إلى المراتب العليا عبر إدارات منطقة جازان.. سواء من باب المكافأة أو الشرهة.. باستثناء البعض الذي نُزع من المنطقة نزعًا لخصوبة أرضها و ليونة سهولها، فوفرة خيراتها.. قبل كل ذلك بساطة أهلها ومهادنتهم لكل من يأتيها باكياً و لا يخرج منها عنئذ إلا باكياً.. بصرف النظر عمن طاب لهم المقام.
فلا أذكر من خرج من المنطقة الا مجبور الخاطر؛ بترقية أو أقلها عضوية بالشورى أو ربما منصب بإحدى الممثليات بالخارج .. فالوطن لا يتخلى عن رجاله.. لو بلغت خطاياه زبد البحر.!.
معروف عن بعض موظفي جازان يتسابقون لاعتلاء قلب المدير الجديد القادم من خارج المنطقة تحديدا، وتزويده بكل ما يود معرفته عن زملاء العمل و ما تخفي الملفات..
أميننا الجديد بالمرتبة الخامسة عشرة، فهل لديه ما يضيفه؟
ربما كان من خبراء خصخصة القطاع العام، أو من مهندسي التميز المؤسسي و التحول الوطني.. وقد يحمل معه حقيبة رؤية ٢٠٣٠ لا ندري عن وضعه تحديدا.. لكن الايام كفيلة بكشف المستور إن وجد.!.
يُذكر أن أسعادته شارف على التقاعد، فكان تكليفه لتهدئة نفوس الأهالي الغاضبة و المهندسين اللاهبة وبها اعادة هيكلة الأمانة.. من وحي خبراته المتراكمة، فليس من منهج الوزارء توزيع الأهداف و الخطط و الاستراتيجيات ضمن حقيبة التكليف،
وكانما يقال له: (إذهب أنت وربك فقاتلا إن هاهنا قاعدون)،فان نجح فرؤية الوزير تصبح ثاقبة.. أما إن فشل فمن فيتم توجيهه إلى أقرب مخارج للطوارئ .!
تواجه أمانة جازان وبلدياتها تحديات مزمنة.. بدءا بالتنظيم الاداري، مرورا بضعف البنية التحتية للمنطقة، فالمشاريع المتعثرة، و من أبرز المعوقات،
عدم توفر شركات مقاولات لديها القدرة و الملائة المالية و الاحترافية في التنفيذ.. ناهيك عن المرونة و النعومة في الاستلام و المحاسبة الرمزية على التأخير و التعثر و تشوه المنتجات.
أما جانب مقاولي الباطن، فحدث ولا حرج ..
قيمة المشاريع الوزارية المعلنة يسيل لها لعاب الشركات الكبرى، فيجري التوقيع بديوان الوزارة ولا يدرون أين الموقع؟ هل هو للدولة أو مازال مملوكا للأهالي؟
و هل هو جبلي أم سهلي ؟
فتبدأ مناقصة بين المقاول الرئيسي و مقاولي الباطن إلى أقل أن تصل إلى أقل عطاء،
ينفذه في الأخير عمال نخالفوا الإقامة ومجهولي الهوية مع مقاول مبتدأ، بدون اشراف أو رقابة فنية،،
و النتيجة حرمان المنطقة من مشروع حيوي .. و هكذا دواليك.!.
شوارعنا في أسوأ حالاتها.. وأسواقنا، مرتدية تحيطها القذورات و اللأوبئة.. صحة البيئة خارج خدمة الأسواق .. واسواقنا الشعبية تدار بمجهولي الهوية ومخالفي الاقامة، يُباع فيها كل محذور دون مراعاة لأبسط معايير مخاطر الصحة…خدمة ٩٤٠غير فعالة.
الميدان يا حميدان.
لا ضير ان أوصيتم بالاستعانه بقيادات من خارج البلديات و “الجامعات” لدعم مسيرتكم في برنامج التحول الوطني ٢٠٢٠.. فسوق الكفاءات مفتوح للعرض و الطلب..
أخيرا: وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق