بقلم : عبدالغني محمد الشيخ
اضرب المربوط يخاف السايب
الكل يعرف ماهية التحديات التي تواجه مؤسساتنا الخدمية، فقد تطلب حصرها وتحليلها عشرات السنين ومليارات الريالات.
فلا يخرج علينا اليوم مسئولا يكرر نفس الاسطوانة المشروخة.
التحول المؤسسي بدأ في قطاعات الاتصالات النقل الجوي، فخدمات العدل و الداخليه قبل أكثر من عشر سنوات، كما يجري تحول التعليم و الصحة وغيرها..
وحش ظل جاثما على صدر البلاد تسعون عاما الا خمس، فكان لابد من كسر رأسه، فلولا الرجل الشجاع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لما قامة لنا قائمة.. فضرب سموه الفساد من رأسه «المربوط ليخاف السايب» ولكن جسده مازال نابضا و ذنبه يتحرك. ربما يسكن قليلا حتى تعدي العاصفة،
ننوه بأن مقاومة التحول قد يأخذ شكل تعطيل برامج، ابتزاز و مقايضة، فترهيب وضبابيه، تصميم مشاريع خاسره أو ضعيفه؛ وربما و الزج بشركات دوليه ذات اصل محلي، فلا يُعدمون الحيّل.. إنما طاحونة التحول تحركت.. فلا تراجع و لا استسلام.
فيما يتخذ تحدي التغيير ممارسات ظاهرها التطوير، كمشاريع التطوير و الاحلال.. أنظمة متداخلة.. تشتيت تخصصات و طواقم فنيه.. تعطيل التحول الرقمي، و قد يتم الاستعانة بالاعلام للتشكيك و تثبيط الهمم.
استغرب كيف يقبل مسئول تقني معتبر افتتاح ورش عمل لتعليم استخدام الكمبيوتر في جهاز كله مهندسين.. بصراحة هم يستفغلونه!. فالشيطان لا يكسر أوانيه.
القصد من مناهضة التغيير و مقاومة التحول هو استمرار التدفق النقدي إلى جيوبهم ولن يتركوا مواقعهم إما ببلوغ سن التقاعد أو بالغائها من التنظيم، إذن؛ الحل هو قصقصة الأجنحة.. بتخصيص الخدمات المساندة و ما في حكمها تجفف "نسبيا" العيون الجارية حتى تصبح كالصريم.
نظرية القرود الخمسة
وضع مجموعة من العلماء، خمسة قرود في قفص واحد، كما وضعوا في وسطه سلم، وفي أعلاه وضعوا بعض الموز.
في كل مرة يحاول أحد القرود تسلق السلم لأخذ الموز، يقوم العلماء يرش باقي القرود بالماء البارد المزعج.
وبعد عدة محاولات من القرود الخمسة تسلق السلم لاخذ الموز، فقد ظهر سلوك معين لدى القرده، اذ اصبحوا يقومون بمنع و ضرب كل قرد يحاول تسلق السلم حتى لا يرشهم اخد بالماء البارد المزعج.
وهكذا ترسخ السلوك بالقرده، مع مرور الوقت ولم يجرؤ أي منهم ان يصعد السلم لأخذ الموز، خوفا من الضرب، بعدها قرر العلماء أن يقوموا بتبديل أحد القرود الخمسة و يضعوا مكانه قرد جديد.
ومن الطبيعي ان أول ما يقوم به القرد الجديد هو محاولة صعود السلم ليأخذ الموز، لكن على الفور فان الأربعة القردة الباقين يضربونه ويجبرونه على النزول،
بعد عدة مرات من الضرب يفهم القرد الجديد بأن عليه أن لا يصعد السلم مع أنه لا يدري السبب.. قام العلماء أيضا بتبديل قرد آخر من القدامى بقرد آخر جديد، فحل به ما حل بالقرد البديل الأول، حتى أن القرد البديل الأول شارك زملائه بالضرب و هو لا يدري لماذا يضرب، وهكذا حتى تم تبديل جميع القرود الخمسة الأوائل بقرود جديدة، حتى تم تغيير كافة القرود الاولى وصار في القفص خمسة قرود جديدة لم يرش عليهم ماء بارد أبدا، ولا يعرفوا شيء عن ذلك الماء البارد المزعج، لكنهم استمروا بنفس السلوك، اذ كانوا يضربون أي قرد تسول اليه نفسه صعود السلم دون أن يعرفوا ما السبب
لو سألنا القرود: لماذا تضربون القرد الذي يصعد السلم؟
أكيد سيكون الجواب: لا ندري، ولكن وجدنا آباءنا وأجدادنا يصنعون هكذا.
عملياً هذا ما نطبقه نحن في أعمالنا وحياتنا اليومية، فنبقى في الروتين خوفاً من التغيير.
أخيرا:
( بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق