بقلم: عبدالغني محمد الشيخ
يوم تلو الآخر تتفتح زهرات رؤية ٢٠٣٠ المباركة لتنثر عبقها
معطرة سماء الوطن، تروي ثراه طيباً فيخرج منه ثمر يطرح ظلالا وارفة تقيكم الحر و
البرد و تقيكم بأسكم،
إقتصاد مزدهر .. فرصة مثمرة
"نأكل ما نزرع و نلبس ما ننسج و نستخدم ما
نصنع".. غاية جهود الدولة هى تحقيق الرفاهية الرشيدة للمواطن بتوفير فرص متكافأة
و توزيع ثروة عادل؛ بمعنى عدم تركز المناطق الصناعيه في منطقة جغرافية معينة كما
كان يحدث في السابق، مما أحدث "تخمه" سكانية و ثرواتيه في منطقة دون
أخرى؛ مما أخل بالتوزيع الطبيعي للسكان و الثروة، يدرك ولاة الأمر أن أمامنا
تحديات و نسعى لتخطيها كما تسعى الدولة لتجاوز متوسط معدل النمو الذي بلغ (٤٪) في
٢٥ سنه الماضية، فجائت مبادرة المدن الاقتصادية في العقد الماضي لتكريس مبدأ توطين
الصناعات في ست مناطق بتوزيع ديموجرافي مدروس؛ ها هو يجري إعادة هيكلة المبادرة و تأسيس مناطق خاصة في مواقع ذات مزايا تنافسية وفقا
للمعطيات العالمية الجديدة، ذلك بصدور الأمر الملكي الكريم بتعديل إسم " مدينة جازان
الاقتصادية" ليصبح "مدينة جازان للصناعات الأساسية و التحويلية" و
إسناد إدارتها للهيئة الملكية للجبيل و ينبع بميزانية مستقلة و نقل ملكية الأراضي
و العقارات بما فيها أرض الميناء الصناعي إلى مصلحة أملاك الدولة وفق ا لمنطوق
الأمر الملكي الكريم، ويعد وطننا من أقوى ٢٠ إقتصاد على مستوى العالم،
لماذا جازان ؟
"تراب" المملكة العربية السعودية لدى ولاة
الأمرعبارة عن كتلة واحدة، لا فرق لديهم بين جزيئات التراب السعودي في جزيرة
صنافير شرق مضيق تيران الذي يفصل خليج العقبة شمال غرب أو جزيرة آمنه جنوب غرب
المملكة، و لما لمنطقة جازان من موقع جغرافي استراتيجي و مصدر للثروات الطبيعية
الخام إلى جانب توافر رأس المال البشري المؤهل لادارة المدينة؛ لأجل ذلك جائت
منطقة جازان كهدف استثماري استراتيجي لجدوى الموقع المتفرد بتوافر المزايا
التنافسية الأمر الذي يحقق مستهدفات الرؤية المباركة،
الجيل الذهبي..
أبناء منطقة جازان أمامهم استحقاقات وطنية عظيمة كم
تمناها من كان قبلهم! و القادم اجمل باذن الله.. شباب الوطن نصف الحاضر و كل
المستقبل؛ يُعدهم الوطن لحمل رسالة النمو، و استدامة ريادة المملكة في كافة
المجالات، أي نعم هي فرحة ولا شك بمكرمة العمر؛ في نفس الوقت مسؤولية جسمية، في
تحقيق آمال وطموحات ولاة الأمر.. مسؤولية في استثمار عطاء الوطن.. مسؤولية في
الادارة.. مسؤولية الحفاظ على المكتسبات الوطنية.. مسؤولية في الحفاظ على البيئة،
فعلا أنتم جيل ذهبي محظوظ.. وفرت لك الدولة تعليم و تدريب مجاني، وجائت لكم بالفرص
إلى باب البيت و الباقي عليكم!
صناعات أساسية و تحويلية..
يلعب القطاع الصناعي دورا هاما في اقتصاديات جميع دول
العالم، حيث أن هذا القطاع يعتبر من القاطاعات الرئيسة التي تساهم مساهمة فعالة في
الناتج المحلي الاجمالي، ومن هنا فإن دعم القطاع الصناعي و الارتقاء بمستوى
الصناعات الموجودة، من الأهداف الأساسية للسياسة التنموية الشاملة، لا سيما و أن هذا
القطاع له وزن نسبي كبير بين القطاعات الاقتصادية، و تمثل الصناعات التحويلية ٤٥٪
من الاستثمار الصناعي في السعوديه و نسبة التوطين فيها بلغت ٩٣٪ مع تحفظي على
المؤشرات الرسمية لكونها طموحة زيادة عن اللزوم أحيانا؛ الا أنني أميل مع التوجه
المتفاءل في الاستثمار الصناعي لان فيه تسعة أعشار الرزق،
فالصناعات الاساسية والتحويلية في مجال البترول و
البروكيماويات تتولاها سابك أرامكو، و المأمول أن تتوفر البيئة الملائمة لانطلاق
صناعات تحويلية بشخصية سعودية و أن تمتلك المملكة حقوق الملكية الأصلية للمنتجات و
أن يكون لديها براءات اختراع أصليه و سلاسل منتجات ذات جودة عالمية.
رئيس مكتب العقل الرفيع للاستشارات الادارية و التحول
المؤسسي
http://sites.alriyadh.com/alyamamah/article/1163340
gmac.jsa@gmail.com