بقلم: عبدالغني محمد الشيخ
لا أعرف معالي المستشار رئيس هيئة الرياضة الاستاذ تركي آل الشيخ و لم التقه ذات مرة . لكن ما دعاني لأمره هو نتائج عمله فقط..
الرجل قَبِل المهمة فحملها أمانة وطنية لا وظيفة لأنه مستكف ماليا و اجتماعيا.. الرجل لم يَخْلق مواهب من العدم … كما لم يعد اختراع العجلة، و أنه أيضاً لم يجمع حوله (بيوتات) الخبرة لوضع رؤية الهيئة أو عَمِد لتعشيق رسالتها بالشعارات المتلونة و العبارات الطنانة الرنانة..
معاليه رجل واقعي؛ جاء بتنفيذيين أجانب وضعهم على رأس كل منصة وترك لهم اختيار الفريق مع بعض التوصيات ..
معاليه يَعْرف .. أصول اللعبه .. والحفر و المطبات المعيقة لتقدم الرياضة السعودية ..
اعترف بوجود الخلل … ومفاصله.. فحجمه ثم كلفته و مدة العلاج ..فرض هيبة الدولة بالتطهير السريع؛
فاحال المفسدون إلى جهات التحقيق . ثم شرع معاليه بترتيب الصفوف .. فوزع المناصب أي (بأرقام الجلوس) شرقاً وغرباً ، على القيادات الرياضية الوطنية المؤهلة و المهيئة . دون النظر للإسم و النسب..
أعاد صياغة المشهد الرياضي برمته كما ينبغي أن يكون عليه.
المميز أنه رئيسا (تنفيذياً).. فالطبيعي أن يكون فال الوطن بهذا المنهج هو (الإنتصارات) ..
المستشار بشر له ميول ؛ لكن غلب اللون الأخضر على الوان الطيف.
فهل نحتاج إلى رئيس تنفيذي في كل وزارة ؟
الجواب : نعم
رؤية و رسالة هيئة الرياضة وجدتُها قد بدأت بجملة اسمية فهي وفق المعايير السليمة للرؤية ، كما ينبغي لها أن تصاغ وهي :
(مجتمع ممارس للرياضة، ورياضة تنافسية متميزة)
أما رسالة الهيئة فهي:
تنظيم القطاع الرياضي، والنهوض بمقوماته، وتوفير منشاَت عصرية لتوسيع قاعدة الممارسين للرياضة وتحقيق تميز محلي وعالمي .
بدون بهرجة أو لغة ملتونية وشعارات طنانة..
رؤية ورسالة مباشرتان واضحتان محددتان،
بدون وعود فضفاضة..
قابلة للتطبيق حرفياً ..
لكن الأهداف غير قابلة للقياس !.
بدأت الهيئة بالعمل وتركت الكلام للآخرين .
بدأت الأنشطة فلم يترك نادياً بدون دعم.
المملكة طاحونة مواهب الفردية .. مشكلتنا في العمل كفريق .. كما تنقصنا القيادات الادارية.
الاعلام الرياضي كان حاضنة للتعصب شوكة في خاصرة رياضتنا!.
فرّق ، ولم يجمّع ؛ اعمته الألوان و المدرجات . فتركنا الاستمتاع بالرياضة بسببهم.. لكن مع المستشار عاد لنطاقه و خطوط تماسه.
رياضتنا كانت انتماءات والوان بدون رؤية؛ يعني للتسلية و بالفزعة و الوجاهة ؛ حصلنا على انجازاتعديدة ، لكننا حاربنا الناجحون حتى فشلوا!.
أين أبطال الألعاب الفرديه و اليد و السله و الطائرة ؟..
طبعا لا رياضة مدرسية في مطبخ و حوش ٢٠٠ متر بمبنى مدرسة مستأجر .
معالي المستشار رَضَع الرياضة مع والده (الداعم) ، فيعرف دهاليزها ولغتها. لقد أحي بطولة أندية العرب بعد موات ، أعاد الحياة للمدرجات. و القادم أجمل .. مادام الدعم و الاخلاص بلون الوطن وبس.
عمل منظم بخطط زمنية ؛ رجل يؤمن بالعمل لا بالتنظير .
لم أشاهد نموذجا للقائد الإداري التنفيذي الملهِم سوى في شخص معاليه .
الرجل تنطبق عليه مواصفات القائد التنفيذي بحيث أنه استطاع تغيير وجه الرياضة السعودية في فترة وجيزة . من تسلية إلى فرص و صناعة وهو ما تعذر فعله مع جحافل العاملين وسيل التدفقات المالية التي ذهبت بلارجعة .
لقد كان معظمهم موظف و مدير .. لكنهم ليسوا قادة، فبما أننا باتجاه تأسيس الدولة السعودية الرابعة الشابة فجميع مؤسساتنا تحتاج إلى قيادات تنفيذية. فهل نحتاج “تركــــــي” في كل هيئة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق