الأحد، 31 ديسمبر 2017

يابو الصبر.. إحنا دافنينه سوا


يابو الصبر..
إحنا دافنينه سوا


بقلم: عبدالغني محمد الشيخ

يحكى أن شخصين كان لديهما حمار يعتمدان عليه في تمشية امورهما المعيشية ونقل البضائع من قرية الى اخرى، فأحباه حتى صار كأخ لهما،
يأكلان معه وينام جنبهما وأعطياه اسماً للتحبب هو "ابو الصبر"، وفي أحد ألايام وأثناء سفرهما في الصحراء سقط الحمار فنفق(مات)،
حزن الاخوان على الحمار حزنا شديدا، فدفناه بشكل لائق؛
جلسا يبكيان على قبره بكاء مرا، وكان كل من يمر يلاحظ هذا المشهد، فيحزن على المسكينين؛ فيسألهما عن المرحوم فيجيبناه بأنه المرحوم "أبو الصبر" فكان الخير والبركة.. يقضي الحوائج ويرفع الاثقال ويوصل البعيد، فكان الناس يحسبون انهما يتكلمان عن شيخ جليل او عبد صالح، فيشاركونهما البكاء.. وشيئاً فشيئاً صار البعض يتبرع ببعض المال لهما..
مرت الايام فوضعا خيمة على القبر.
 زادت التبرعات فبنيا حجرة مكان الخيمة؛ والناس تزور الموقع وتقرأ الفاتحة على العبد الصالح الشيخ الجليل "ابو الصبر" فصار الموقع مزارا يقصده الناس من مختلف الاماكن، فكان لمزار ابو الصبر كرامات ومعجزات يتحدث عنها الجميع.. فهو يفك السحر، ويزوج العانس، ويغني الفقير، ويشفي المريض ويحل العقد التي لاحل لها، فيأتي الزوار ويقدمون النذور والتبرعات طمعاً في أن يفك الولي الصالح عقدتهم، فاغتنى الاخوين وصارا يجمعان الاموال التي تبرع بها الناس السذج فيتقاسمانها بينهما.
وفي يوم اختلف الاخوان على توزيع الغلّة، فغضب احدهما وارتجف ثم قال: والله سأطلب من الشيخ الصالح ابو الصبر (مشيرا الى القبر) ان ينتقم منك ويريك غضبه ويسترجع حقي. ضحك اخوه وقال: اي شيخ صالح يا أخي؟
أنت نسيت؟ دا احنا دافنينه سوا!.

تلاهي الدنيا و مشاغل الحياة قد تبعدك عن زملاء الدراسة و عيال الحارة سنين، لكن مصير الحي يتلاقي، فيجمعك بأحدهم مناسبة أو مراجعة لجهة ما.. فتكاد ينقطع نفسك من هول المفاجأة !
سبحان الله العاطي .. هذا خويناّ فلان .. لا حظ كيف تغيرت لهجته و التوى لسانه؟ ماسورة فلوس انفجرت في بيتهم ولا إيش؟
لالا..عرفنا السبب.. فبطل العجب!
الرجل اجتهد (جداً) فكان الكرسي مكافأته.. ومش أي كرسي، كرسي طري.
بعضهم تبدل حاله بعد ما فقد "ظل" معلمه و عرابه.. أما البعض الآخر لعبها صح...صار شيخ.. فلا تظن أن كل قبة يكون تحتها شيخ.

اللهم لا حسد؛ فالمقاولين و اصحاب الشركات لا ينسون رجالهم، فتجدهم في كل مناسبة يجاملون بسخاء، بل بعضهم يرصد تبرعات ضمن مسؤولياته المجتمعية تسلم له مناولة يتصرف فيها كيفما شاء، الله يكثّر من أمثالكم..
هذه هي اللّحمة الوطنية.. زواج كاثوليوكي؛ (لمن لا يعرفه، فهو زواج ابدي لا طلاق فيه.)
يا بو الصبر.. احنا دافنينه سوا.

تابعوني@mgadviser


السبت، 30 ديسمبر 2017

الأمة السعودية .. قيمة مضافة




استيقظت الأمة لسعودية اليوم الاثنين ١/١/٢٠١٨ على واقع لم تألفه ..استيقظت على فكر اقتصادي جديد يجعله يمشي بآلته الحاسبة في جيبه ..استيقظت على ثقافة استهلاكية جديده، ثقافة شرائيه بالحبة بدل الكيلو.. استيقظت في أمية بمبادئ علم الاقتصاد الحدي و الكلي وعلم حساب الضريبة و القيمة المضافة.
استيقظت الأمة السعودية على مفهوم مواطنة جديد، هو المساهمة في الناتج الوطني للدولة من دخله الخاص.. دور موجب بالشراكة للمواطن في تمويل موازنة الدولة لم يعهده.!
الأمة السعودية في ثوبها الجديد مجبرة على إعادة تشكيل كل شيء .. اعادة تشكيل خطط المأكل و المشرب و المركب، حتى المبيت قد يُعاد النظر في وضعه.. ترشيد للإنفاق وخفض مصروفات الكماليات لمواجهة تأثير القيمة المضافة، سلوك استهلاكي جديد سوف يعيشه المواطن المترف.

بصراحة طَرَقات بالجملة.. 
رُفع سعر الوقود قبل تجهيز النقل العام.. ضرائب النقل الجوي قبل تحسين الطرق..
 قيمة مضافة على العلاج قبل التأمين الصحي.. تضخم اسعار الطاقة في مدن لاهبة، اذا أقفل اهلها الابواب هلكوا حراً، وإن فتحوا الأبواب دفنهم الغبار.. 
مافيش حل؛ “تدفع ولا نشيل العدة”!
صحيح اننا لم نشارك في هدر المال العام بشكل مباشر إنما دورنا كان إيجابيا في تشجيع من اهدروه، و التقاط مافاض من افواههم، وربما تحصينهم من العقاب..” فالخير يخص و الشر يعم”.
في كل زمان ومكان، الاغنياء و ذي النفوذ هم الرابحون من برامج الاصلاح، سياسية كانت ام اقتصادية “فالسقيفة تطيح على الضعيفة”
بعض الأمة السعودية سترى الكفاف من الرزق ولن يختفى بطبيعة الحال الهياط و الاسراف من لدن تلكم الفئة، الذين لم يرحموا لأمة في العسر و اليسر و المنشط و المكره.. و ربما تعاظمت أرصدتهم من كفاف غيرهم..
 فلا تزال هناك فئة مضغوطه بين الشرائح؛ لم تلبث تشم الهواء حتى تُكبس من جديد؛ 
هذه الفئة قد يكفيها نصف ما يحصل عليه غيرهم لحياة كريمة، من شرهات و حوافز لقيادات برامج التحول و المبدعون في التخطيط و الموهوبين في منصات حساب المواطن .
حساب المواطن لم يعترف بالأرامل اللائي تركن يواجهن مصائرهن وكم تمنى بعضهن الرحيل مع الحبيب، و لا الحاجة “لصديق” راعي البقالة أو جارها صاحب الصيدلية تسحب منه دواء السكري و الضغط بسبب الوحده، و انصراف الاولاد لمصالحهم..

حساب المواطن لم يضيف مبلغ لمريضة تصرف ربع راتبها فوط صحية، أو يراعي أجرة البيت و نزح الصرف الصحي، وايتات المويه.!.

تعودنا وقفات ولاة الأمر الحانية بعيدا عن موشرات اقتصاديه أولئك و ملفاتهم المذهبة و لا يعرفون ما يرشح عنها من ألم و غصة في حلق المواطن البسيط ذي الحظ العاثر..
 لن ينطلي على ولاة الأمر التصريحات الرنانة للمسؤولين و فصاحة المتحدثون الرسميين فهم مثل المنشار طالع واكل نازل واكل .

تعودنا وقفات ولاة الأمر الحانية لتحسين جودة حياة المواطن و التدرج في التصحيح، بعد اعادة العلاوة و توفير السكن والتأمين الصحي و زيادة معاش المتقاعد.



المواطن البسيط هو رجل الأمن الأول.. حامي حمى الوطن، هو ركيز الوطن و سند القيادة تجده في الرخاء و الشدة . من حق الدولة تربي شعبها و تقرص أذنه، فليبق المطحون طحينا لكن لا تعجنه!

أهمية الرؤية والرسالة والقيم للمنظمات

تقوم كثير من الشركات التي تسعى للحفاظ على ما تحققه من مستويات عالية من النجاح باستخدام بعض المفاهيم الحديثة في الإدارة، لقد أصبح ل...